ثورة اليمن

اليمن
27 ربيع الآخر 1382هـ ـ 26 سبتمبر 1962م
مفكرة الإسلام:انفردت اليمن من نهاية العصر الأموي بتاريخ خاص بها، فقد قامت في نواحيه أو فيه كله دول كثيرة متوالية، بعض هذه الدول كان شيعيًا وبعضها الآخر كان سنيًا أو خارجيًا، وقد تتسع أي دولة من هذه فتشمل اليمن كله أو معظمه، ويمكن جمع هذه الدول الكثيرة في ثلاثة أقسام هي:
1ـ الدول التي تعاقبت في المنطقة الشمالية باليمن وتشمل نواحي جعدة ونجران وكلها دول شيعية مثل بني زياد وبني الرسَّى وبني يعفر والصليحيون [كانوا شيعة إسماعيلية] وبني حاتم.
2ـ الدولة التي قامت في الوسط وتشمل مناطق زبيد وتعز وما حولهما، وكلها أيضًا دول شيعية مثل بني مهدي [خوارج]، الزيديون، بني نجاح، بني طاهر، بني زريع.
3ـ الدول التي شملت اليمن كلها، وهي دولة بني أيوب وبني رسول وكلاهما سنية، ودولة أئمة صنعاء وهم شيعة زيدية وهي آخر الدول قبل الثورة المذكورة.
قامت دولة أئمة صنعاء وهم شيعة زيدية سنة 1000هـ على يد أسرة الإمام شرف الدين يحيى، وقد قامت هذه الأسرة بمقاومة العثمانيين ورفضت الطاعة لهم ودخل أئمتهم في صراع كبير مع العثمانيين استمر بين شد وجذب سنين كثيرة، حتى انفردوا بالسلطة في اليمن سنة 1329هـ، وظلت هذه الأسرة تحكم اليمن بالحديد والنار والظلم والقهر للشعب اليمني، وبلغ الأمر ذروته في عهد الإمام يحيى وولده الإمام أحمد، مما جعل الشعب يثور مرة بعد مرة، فاغتيل الإمام يحيى سنة 1367هـ ولم يتعظ ولده أحمد فمشى على نهج أبيه وزيادة وبالغ في العدوان والطغيان والتنكيل بخصومه، وأغرق الشعب في مخدر القات الذي كان يتولى زراعته بنفسه ويبيعه للشعب بأبخس الأسعار لضمان السيطرة، وقامت عليه عدة محاولات انقلابية حتى اغتيل في 20 ربيع الآخر سنة 1382هـ وتولى مكانه ابنه البدر الذي أكد أنه سيسير على نهج أبيه، وكانت البلاد محتقنة والشعب ثائر فلم يمض على توليته الإمامة سوى أسبوع واحد، وقامت ثورة اليمن في 27 ربيع الآخر سنة 1382هـ، وهجم الثوار على قصر البشائر مقر حكم البدر الذي فر منه متخفيًا في زي امرأة، وقد قاد الثورة الزعيم اليمني عبد الله السلال، وأعلنت الثورة إلغاء حكم الإمامة وإعلان الجمهورية، واندلعت بعدها حرب اليمن الشهيرة التي وقع في مستنقعها الجيش المصري، وكان ذلك من أهم أسباب الهزيمة المنكرة في حرب 1387ـ 1967 أمام اليهود.