الموضوع: رهاب الطيران
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2008, 03:15 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: رهاب الطيران

رهاب الطيران في الأطفال:
في الغالب يكون الأطفال في غاية السرور عندما يسافرون بالطائرة ومن النادر أن تجد حالة رهاب طيران بهم. لو ظهرت أعراض رهاب الطيران لدى الطفل فهو في الغالب انعكاس لمشكلة في الأسرة أو في المحيطين به بشكل مباشر.


من الأمثلة التي تسبب للطفل رهاب الطيران هو أن يكون مضطرا للسفر بالطائرة بين والدين مطلقين أو منفصلين لأي سبب ويقرن الطفل بين الطائرة والسفر بواسطتها وبين المشكلة التي يعيشها مما يؤدي لظهور أعراض الخوف الغير مبرر من الطيران.


يحرض المختصون في علاج الأطفال المصابين بهذا الاضطراب على علاج مشكلة الأسرة مما يؤدي لتحسن حالة الطفل تلقائيا.



مسار المرض:
ليس من السهل تحديد العمر الذي يبدأ فيه رهاب الطيران. في بعض الحالات يربطه الانسان بحدث أو قصة أو أي شيء سيء حدث له أو لأحد المقربين منه أو شهده بنفسه دون أن يكون في خطر وقتها.

هناك أربعة أنواع من الأحداث التي تكون شائعة أو مرتبطة مع أول بدء ظهور الأعراض: أ. تذكر تجربة سيئة مع الطيران, ب. سماع قصة مأساوية عن الطيران, ج. الطيران بينما يكون عصبي المزاج. د. السفر بالطائرة خلال فترة عصيبة في حياته (مهنية أو أسرية) أو مروره بظروف سيئة وقتها.

متوسط العمر لظهور الأعراض هو بين سن الخامسة والعشرين إلى الثلاثين وغالبا في سن السابعة والعشرين. يعتقد أن السبب في ذلك نفسي بحت حيث أنه في هذه السن يكون الانسان في الغالب مسئولا عن أسرة أو أقارب يعتمدون عليه بعكس الشباب الأصغر سنا. والسبب الآخر أنه في هذه السن يبدأ الانسان في التفكير العقلاني الذي يوحي له بأن الإنسان ضعيف ومعرض للحوادث والموت.

ليس بالضرورة أن تبدأ الأعراض نتيجة التعرض لحادث أو مشكلة أو تجربة سيئة مع الطيران بل في الغالب تبدأ الأعراض بالظهور بشكل تدريجي بطيء ودون سبب واضح أو أي ارتباط بحادثة أو قصة مأساوية عن الطيران.


ما هو سبب صعوبة التغلب على رهاب الطائرات:
- بعد بداية المرض, يعمد المصاب به إلى تقوية المخاوف بنفسه حيث يتجاهل كل الإحصائيات التي تثبت سلامة الطيران ويعمد إلى تضخيم الأرقام المرتبطة بالحوادث والكلام عن أن حياته مرتبطة بدوائر كهربية معقدة في الطائرة وعن سوء تدريب الطيارين.


- كما أن المصاب بهذا الاضطراب يغذي خوفه من الطيران بكثرة مشاهدة الأفلام الموجودة على شبكة الانترنت والتي فيها حوادث للطائرات وهي تسقط أو يختل توازنها لزيادة قناعته الداخلية بأن خوفه مبرر ولتجنب محاولة علاج نفسه أو طلب المساعدة.


- الرهاب بطبيعته يقتضي تجنب ما يرهبه الانسان وفي رهاب الطيران كلما تجنب الانسان استعمال الطائرة نتيجة مخاوفه كلما تعزز الرهاب لديه أكثر وأكثر. هذا الأمر يعتبر من الأسباب المهمة في صعوبة علاج رهاب الطيران.


- يبقي المصاب مرضه سرا ليس فقط كونه يخجل منه ولكن لكي لا يطلب المساعدة في علاجه من الأطباء حيث يعتقد أن مخاوفه التي زرعها بنفسه حقيقية.


- قلة من المرضى برهاب الطيران يتوجهون للطبيب أو المعالج النفسي أو مراكز العلاج المتخصصة بعد أن تبدأ الأعراض والمعاناة بالظهور.

- سبب آخر وهو تشعب الرهاب من الطيران إلى أنواع أخرى مرتبطة به مثل رهاب التكنولوجيا و رهاب الأماكن المغلقة و رهاب الأماكن المرتفعة.......إلخ. هذا يعقد الموضوع ويعيق تحسن حالة المريض.


- الإعلام يعتبر عاملا مهما في تغذية رهاب الطائرات. عرض الأفلام التي تتكلم عن حوادث الطائرات والتركيز على الجانب السيئ وقتها يعتبر عاملا مهما. الكثير من وسائل الإعلام وعند حصول حادث سقوط أو انفجار طائرة تعمد إلى عرض تاريخي مفصل لحوادث الطيران مع ذكر عدد الضحايا وغير ذلك من الأمور المرتبطة بخطورة الطيران وتعقيده. الإعلام يساهم في خلق شعور بالهلع ومن الممكن أن تسمعه بشكل عفوي من الناس حينما يقول أحدهم للآخر: تخيل أننا على متن هذه الطائرة المنكوبة.
من ناحية أخرى يساعد الاعلام في حل المشكلة عن طريق التثقيف ونشر المعلومات الايجابية والواقعية عن الطيران التجاري وأنه يعتبر أكثر طرق المواصلات أمانا.











أمراض جسدية تشابه رهاب الطيران في الأعراض:

توجد العديد من الأمراض الجسدية التي تزيد من شدة أعراض المرض أو إستمراريتها ومنها:

- انخفاض السكر في الدم.

- أمراض القلب: مثل الخفقان, ومشاكل الصمامات وبالذات الصمام الميترالي.

- أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو.

- دوالي الساقين.

- مشاكل الأذن الداخلية.

- الحساسية من أي من مكونات أثاث الطائرة مثلا.

- أعراض جانبية لأدوية يتعاطاها.

- أعراض انسحابية للنيكوتين مثلا.

- ظروف أخرى: نقص الأوكسجين.


العلاج:

يهدف العلاج إلى التقليل من المخاوف من ركوب الطائرة والطيران عموما إلى درجة تمكن الانسان من السيطرة على هذا الخوف المتبقي. في النهاية لا بد أن يعود الانسان لممارسة حياته الاعتيادية ودون قيود الرهاب من الطيران والذي من الممكن أن يسبب له الإعاقة النفسية.


ينبغي أن نعرف أن علاج رهاب الطيران والمرافق التي تتعامل مع هذه المشكلة تختلف من مكان لآخر في العالم. حيث أنه توجد جمعيات مختصة ومجاميع مساندة لمساعدة المصابين برهاب الطيران وتقدم جميع أنواع العلاج وبأشكال مختلفة.


ينقسم العلاج إلى:
1) التثقيف الطبي: عن الرهاب وعن الطيران التجاري وسلامته بشكل عام: حيث يأخذ فكرة عن مبادئ الطيران, احتياطات السلامة في الطائرات, معنى وكيفية حصول المطبات الهوائية......إلخ.

يستطيع الانسان الحصول على معلومات عن الطيران وعن رهاب الطيران بوسائل عديدة ومنها: الكتب, التلفزيون, مواقع الانترنت, غرف المحادثة المتخصصة على النت, شركات التأمين........إلخ.

أغلب المصابين باضطراب الطيران يركزون في تفكيرهم على أعطال المحركات النفاثة للطائرة وأنها ان تعطلت أو توقفت فهذا يعني الموت المحقق. مجرد علم المريض بأن المحركات ليس لها دور في ابقاء الطائرة في الهواء بل دورها يقتصر على الدفع وزيادة السرعة, فهذا قد يشفي الحالة تماما وبالذات لو كانت خفيفة.

أيضا اخبار المريض بأن الطائرة يمكن أن تستقر وتهبط حتى في حالة تعطل المحرك النفاث وتنساب بسهولة إلى الأرض قد يساعد كثيرا في علاج حالة الرهاب من الطيران.


2) العلاج النفسي والسلوكي:

- في مقدمة أنواع العلاج النفسي هو طمأنة المريض والتركيز على أنه ليس الوحيد الذي يعاني من رهاب الطيران بل يشاركه الملايين من البشر في نفس المشكلة. كما ينبغي إعلام المريض أن هذا الاضطراب قابل للعلاج إما بشكل كامل أو التخفيف من شدته للحد الذي يمكن الانسان من ممارسة حياته دون معوقات.

- أحد العلاجات السلوكية هو التعريض المتدرج: وهو قوي التأثير. يستخدم فيه حاليا ما يطلق عليه أجهزة محاكاة الواقع (Virtual Reality) ويمكن تسميتها بأجهزة المشبهات. ويتم ذلك عن طريق استخدام الكمبيوتر لخلق صورة ثلاثية الأبعاد تشبه الظروف الحقيقية لما يخاف منه المريض. وهو نوع من العلاج السلوكي عن طريق التعريض المتدرج (Gradual Systematic Desensitization) حيث يعلم المريض أنه في أمان ولكن يتم تعريضه لمختلف ظروف الطيران وبشكل تدريجي. يخف القلق والخوف من الطيران تدريجيا مع استخدام أجهزة محاكاة الواقع.

قد يطلب المعالج من المريض التوجه إلى المطار ورؤية الطائرات وهي تقلع وتهبط بسلام وينظر بنفسه إلى سلاسة العمل والكمية الكبيرة من المسافرين الذي يأتون ويذهبون بواسطة الطائرات يوميا.

- العلاج السلوكي المعرفي: وهو أيضا مؤثر جدا في علاج رهاب الطيران. ويتكون هذا النوع من العلاج النفسي على فهم أعمق لمعاناة المريض ومفاهيمه ومن ثم تحليلها وإيجاد طرق أخرى للتعامل معها. يساعد هذا النوع من العلاج كثيرا في التعامل مع الأفكار السلبية المقترنة برهاب الطيران ويخفف من مضاعفاتها على شخصية وسلوك المريض.

- العلاج بالغمر (Flooding) قد يأتي بنتيجة طيبة في بعض المرضى ولكن يظل التعريض المتدرج أفضل منه.

- من العلاجات النفسية والسلوكية أيضا هي تمارين الاسترخاء بأنواعها.

- يلجأ بعض المختصين إلى التحليل النفسي وذلك بمعرفة الحدث الذي ارتبط بالمرة الأولى لحدوث الأعراض ويسمى بالحدث المهيج الأولي (Initial Sensitizing Event) وفهم طريقة تفكير المريض والتعامل معها بشكل أفضل.


3) العلاج الدوائي: وقد يتعاطاه الانسان فقط عندما يضطر فقط للسفر بالطائرة ويمكن أن ينصح الطبيب باستخدام (بعض) أنواع العلاج الدوائي باستمرار حسب الحالة والاضطرابات النفسية المصاحبة وتكرار السفر.

- المطمئنات الصغرى: لا ينصح باستخدامها بشكل مستمر كونها تسبب الاعتمادية. من أمثلتها لورازيبام, أوكسازيبام, نيترازيبام......إلخ.

- مضادات الاكتئاب: بأنواعها المختلفة.

- قوافل مستقبلات بيتا: مثل الـ(بروبرانولول Propranolol) والتي تستخدم عادة فقط عند الحاجة أي قبل وقت الطيران بوقت كاف.
منقول






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس