عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2009, 01:24 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
همس الليل
فريق عمل المنتدى

الصورة الرمزية همس الليل

إحصائية العضو







همس الليل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دروس من حياة الصديق

ثانيا: شمول الاسلام

إن هذا الدين ليس كما يعتقد البعض صلاة وصيامًا وإيمانًا بوجود الله واليوم الآخر فقط، الإسلام دين متكامل يهتم بكل جزئية من جزئيات الحياة صغرت أو كبرت
شمول عجيب لا يفسر إلا بكون هذا الدين نزل من لدن عزيز حكيم، هذا دين يختلف كلية عن تشريعات الأرض والبشر
[مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ] {الأنعام:38} .
روى الإمام مسلم وغيره عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قيل له: قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة.
أحد المشركين يقول هذا الكلام لسلمان الفارسي يتعجب المشرك من أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم المسلمين كل شيء، علمهم العقيدة، والعبادة، والمعاملات بينهم وبين بعضهم، وبينهم وبين الآخرين، وعلمهم القتال، وعلمهم السياسة، وعلمهم التجارة، وعلمهم كل فنون الحياة، ثم هو يعلمهم كل شيء في أدق دقائق حياتهم، يعلمهم كيف يكون الرجل في بيته، كيف يتعامل مع زوجته وأولاده ووالديه وإخوانه وخدامه، كيف يأكل ويشرب، بل كيف يحدث الحدث، وكيف يغتسل، وكيف ينظف نفسه، ويهتم بجسده وهيئته.
أمر لافت للنظر جدًا، وقد خاب قوم وخسروا، قصروا الدين على بعض العبادات فقط، وقالوا: دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
أبدًا كل شيء في حياتنا يجب أن يكون لله عز وجل
[أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ] {الأعراف:54} .
وقد رأينا كيف اجتمع الصحابة في نضوج كامل، ووعي دقيق يدبرون أمر دولتهم، يختارون زعيمهم على طريقة الكتاب والسنة، ويسمعون له ويطيعون بشرط اتباع الكتاب والسنة، ويديرون حياتهم بكاملها في ضوء الكتاب والسنة، رأينا هؤلاء الأطهار الذين اشتهروا بطول القيام، والصيام، والذكر، وقراءة القرآن، وجدناهم يحكمون دولتهم، ثم يحكمون الأرض بعد ذلك في حكمة واقتدار.
رأينا هذا الرجل العجيب الصديق رضي الله عنه الذي كان معتادًا على الصيام، وعلى عيادة المرضى، وعلى شهود الجنائز، وعلى إطعام الفقراء، رأيناه يقف على المنبر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد أن بايعه الناس يخطب خطبة متوازنة رائعة بليغة حكيمة، يرسم فيها بوضوح خطوط سياسته وبرنامجه في الحكم، ثم وجدناه بعد ذلك يعقد مجالس الحرب ويُسَيّر الجيوش، ويفتح البلدان ويقر الشرع، ويجمع الخراج، وجدناه يضع الخطط العجيبة، والتدابير المحكمة في حروبه مع المرتدين، ثم مع فارس والروم، وجدناه يهتم ببيت المال، وتفيض الخيرات في زمانه على الناس مع كونه مشتركًا في معارك هائلة منذ تولى الخلافة، وحتى مات، لكنه ترك اقتصاد بلده منتعشًا عظيمًا متفوقًا على غيره، وجدناه مع كل هذا التفوق في مجالات السياسة والحرب والاقتصاد والدعوة والمراسلات والوفود، وجدناه لا ينسى أحدًا من رعيته، وجدناه ينزل بنفسه ليرعى العجوز العمياء في بيتها، ويكنس حجرتها، ويعد طعامها، وجدناه يحب الشاة للضعفاء، وجدناه ما زال عائدًا للمريض، متبعًا للجنازة، وواصلًا للرحم، مهتمًا بأولاده، وزوجاته عطوفًا حنونًا على خدمه.
أيّ شمول! وأيّ كمال!
وإن كنا رأينا في هذه السطور أن الصديق رجل عظيم فأعظم منه ذلك الدين الذي صنع من الصديق صديقًا، الإسلام، أعظم معجزات الإسلام هي بناء الرجال، وبناء الأمم وفي أزمان قياسية، ها هي القبائل البدوية المتفرقة والمشتتة، والمتحاربة تكون في سنوات معدودة دولة حضارية عظيمة تحكم الأرض بقوانين السماء، شمول الإسلام وكماله، درس لا ينسى من دروس التاريخ الإسلامي
[اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا] {المائدة:3} .






آخر مواضيعي 0 نصائح للعريس فقط ( يوم الفرح)
0 منتجع بانكور لويت في ماليزيا
0 قواعد للتعامل مع شهوات العصر
0 وسائل الثبات فى زمن المغريات
0 الحب ،، الثقة ،، التصديق ،، الأمل ،، و اخيراً لماذا هذه القبلة ؟؟
رد مع اقتباس