سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الثاني
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 831
" أتاني جبريل ، فقال : يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت ، فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 2 / 505 :
روي من حديث # سهل بن سعد وجابر بن عبد الله وعلي بن أبي طالب # .
1 ـ أما حديث علي ، فيرويه زافر بن سليمان عن محمد بن عينية عن أبي حازم عنه مرفوعاً .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 61 / 2 ـ من الجمع بينه وبين " الصغير " ) والسهمي في " تاريخ جرجان " ( 62 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 253 ) والحاكم ( 4 / 324 ـ 325 ) وقال : " صحيح الإسناد " ! ووافقه الذهبي !
قلت : وهو من تساهلهما وخاصة الذهبي ! فإنه أورد زافراً هذا في " الضعفاء " وقال : " قال ابن عدي : لا يتابع على حديثه " .
وقال الحافظ : " صدوق كثير الأوهام " .
2 ـ وأما حديث جابر ، فيرويه الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عنه .
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1755 ) وعنه البيهقي في " شعب الإيمان " .
قلت : وهذا سند ضعيف وله علتان :
الأولى عنعنة أبي الزبير ، فإنه كان مدلساً .
والأخرى : ضعف الحسن بن أبي جعفر . قال الحافظ : " ضعيف الحديث مع عبادته وفضله " .
3 ـ وأما حديث علي ، فيرويه علي بن حفص بن عمر حدثنا الحسن بن الحسين عن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عنه .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 202 ) وقال : " غريب من حديث جعفر عن أسلافه متصلا لم نكتبه إلا من هذا الوجه " .
قلت : وهو ضعيف ، علي بن حفص والحسن بن الحسين لم أعرفهما .
وزيد بن علي هو ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أبو الحسين حفيد زيد بن علي الذي ينسب إليه الزيدية مستور لم يوثقه أحد ، وقال الحافظ : " مقبول " .
ومن فوقه ثقات من رجال مسلم .
والحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 11 ) من حديث سهل وقال : " رواه الطبراني في " الأوسط " " بإسناد حسن " .
قال المناوي عن الحافظ ابن حجر : " وقد اختلف فيه نظر حافظين ، فسلكا طريقين متناقضين ، فصححه الحاكم ووهاه ابن الجوزي والصواب أنه لا يحكم عليه بصحة ولا وضع ولو توبع زافر لكان حسناً لكن جزم العراقي في " الرد على الصغاني والمنذري في " ترغيبه " بحسنه " .
قلت : وهو الصواب الذي يدل عليه مجموع هذه الطرق والله أعلم .
إلى اللقاء مع الحديث القادم
تقبلوا تحياتي