الشمعة التاسعة
اعملوا أن تكونوا دائماً جزءاً من الحل ...
تعرفون أبنائي وبناتي أن هذه الدنيا هي دار الأزمات والمشكلات , إذ ليس هناك أسرة ولا مؤسسة ولا مدرسة , لا تعاني من بعض الصعوبات , وتلك الصعوبات , منها ما هو موجود بسبب طبيعة العيش والظروف التي نمر بها , ومنها ما هو بسبب ما لدى البشر من قصور واخطاء ورعونات ... ونحن جمعياً نعرف أن في كل مكان عدداً من الناس الطيبين الذين يحاولون إصلاح ما أفسده غيرهم , وحمل بعض الأعباء عن أهلهم ومجتمعهم وبلادهم , وهذه القلة القليلة هي ملح المجتمع وهي عطره ونوره , إنهم يعرفون مشكلات مجتمعهم وجماعتهم , ويعتقدون أنهم ليسوا جزءاً منها , ولذلك فإنهم يسعون إلى حلها , وهذه بعض الأمثلة التي تشرح ذلك :
- حي من الاحياء جل أهله معرضون عن صلاة الجماعة , وهذه مشكلة ليست بالصغيرة , فيقوم رواد المسجد بحضهم على الصلاة فيه , ويتابعونهم على ذلك إلى أن تتغير هذه الوضعية , فهؤلاء بعملهم المبارك هذا أصبحوا جزءاً من حل المشكلة .
- أسرة تعيش في ضنك من العيش بسبب بطالة عدد من أفرادها عن العمل , وهذه مشكلة اقتصادية , فإذا قام واحد منهم بالبحث عن عمل , فإنه يكون قد سار في طريق الحل , وصار جزءاً منه .
- فصل دراسي مستواه ضعيف بسبب الفوضى التي فيه , وبسبب ضعف الرغبة الطلاب في التعلم , قام بعض طلابه بمساعدة المعلم على ضبطه وتنظيمه , فأصبحوا بذلك جزءاً من الحل لمشكلة ذلك الفصل .
ما الذي يعينه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- شرف عظيم للواحد منا أن يكون مظنة للإصلاح , وأن يكون وجوده في أي بيئة بشير خير .
2- لا يكون المرء جزءاً من الحل إلا إذا كان أرقى من المحيطين به , فليعمل كل واحد منا على ذلك .
3- لا تستسلموا لوسوسة الشيطان لكم بعدم الكفاءة وعدم القدرة على الإصلاح وظنوا بأنفسكم في هذا المجال خيراً , واستعينوا بالله .
4- تأكدوا دائماً أنكم جزء من الحل , ولستم جزءاً من المشكلة .
5- إذا لم تكونوا جزءاً من الحل , فأنتم في الغالب جزء من المشكلة .
6- سارعوا إلى حل المشكلات قبل أن تتفاقم وتخرج عن السيطرة .
يتبع