الشمعة الحادية عشر
احذري يا ابنتي !...
في الماضي كانت العزلة هي الحصن الذي يحتمي به كل الضعفاء وكل الخائفين من الذئاب البشرية الضارية . أما اليوم وبعد وجود مئات القنوات الفضائية المختلفة وبعد دخول الإنترنت إلى كل بيت , فقد صار الحديث عن العزلة شيئاً من الماضي . أنا أعرف أن الهاجس الذي يسكن قلوب معظم الفتيات هو الارتباط بشاب مستقيم يُقدر الحياة الزوجية , ويرعى أسرته , ويسعدها , وإن الفتاة في سبيل تحقيق ذلك قد تخاطر بالرد على معاكسة من شاب أو بالدخول إلى إحدى غرف ( الدردشة ) على الإنترنت , أو تتبادل بعض النظرات مع ابن الجيران ...
وأوكد أنها في كل ذلك لا تهدف إلا إلى العثور على من يمكن أن يكون شريك الحياة وأباً للأولاد في المستقبل .
والشباب بكل أطيافهم يعرفون هذه الحقيقة جيداً , فالصالحون الأخيار منهم يسلكون المسلك الشرعي المهذب إلى ذلك , ويتقدمون إلى أهل من يريدي الواحد منهم الارتباط بها .
أما الآخرون , وهو ليسوا قليلين فيضربون على الوتر الحساس بالنسبة إلى الفتاة , ويقدمون البرهان تلو البرهان على أنهم يريدون لأي علاقة أن تنتهي بالزواج , وما يجري قبله فترة للتعارف والتأكد من العثور على الشريك المناسب ...
وأكثرهم كاذب في ذلك , وإن كان صادقاً فأسلوب اتصاله بالفتاة يدل على انه شخص غير صالح . وأنت يا ابنتي انطلاقاً من طيبة قلبك وبراءة مطلبك وضعف خبرتك بواقع كثير من الشباب قد تجدين نفسك في ورطة كبرى لا تعرفين كيف تخرجين منها ! قد يلتقي الشاب بفتاة في مكان عام , ويلتقط لها صورة بطريقة خفية , وقد يسجل لها كلاماً , وبعد مدة يستخدم ذلك أداة لتخويفها وتهديدها , وتجد نفسها كالماشي في حقل ألغام , فهو محفوف بالمخاطر أينما اتجه . وبعض الفتيات تغمرها الغفلة , وفي لحظة ضعف يفترسها أحد الوحوش , وهو يعدها بالزواج , ثم تنقطع أخباره , وتجد نفسها جليسة الهموم والأحزان , وقد يحدث حمل , فتكون الجناية جنايتين : جناية على نفسها وجناية على ولدها الذي سيحيا من غيير اب ولا نسب !!.
ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى ابنتي ؟
إنه يعني الآتي :
1- كوني على يقين بأن ما كتبه الله لك سوف تحصلين عليه مهما كنت ضعيفة أو بعيدة أو منعزلة .
2- إن الله - تعالى - هو الذي يرزق المرأة بالزوج الصالح , ويرزق الرجل بالمرأة الصالحة , فاطلبي ذلك منه بصدق , واعلمي أن ما عند الله - تعالى - إنما ينال بطاعته , وليس بمعصيته .
3- لا يرى الشاب في الفتاة التي تستجيب لرغباته المرأة التي تصلح أن تكون زوجة له وأماً لأولاده .
4- راقبي الله - تعالى - وأكثري من ذكره , واستعيني به واجعلي روحك تمرح في حبه والتعلق به , ففي هذا سعادة ومسرة , لا تشبهها مسرة أخرى , لا تبحثي عن أكبر لذة , ولكن عن أشرف لذة .
يتبع