عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-2009, 08:59 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ام معاذ

الصورة الرمزية ام معاذ

إحصائية العضو







ام معاذ غير متواجد حالياً

 

افتراضي الحياء خلق الاسلام محمد بن اسماعيل المقدم

محاضرة: الحياء خلق الإسلام
للشيخ: محمد بن إسماعيل المقدم
الملخص
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " الحياء خير كله "، إن الحياء من أجل و أعظم الصفات التي يتحلى بها المرء المسلم و إنه ليجنب المرء من فعل المعاصي و المنكرات ذلك بأن الإنسان إذا خشي الله عز و جل و علم أن الله يراقب أفعاله و أقواله في السر و العلانية استحي من فعل القبائح و المعاصي و إن خلا بنفسه و أمن نظر الناس إليه. و إن الحياء خلق جميع الأنبياء، و قد تربى الصحابة رضي الله عنهم على هذا الخلق و تلقوه عن النبي صلى الله عليه و سلم. و الحياء نوعان: حياء فطري و حياء مكتسب، و ثلاث يجب أن يستحي منهم الإنسان: الله تبارك و تعالى ثم الناس ثم نفسه.
نص المحاضرة
إن الحمد لله نحمده حمدا يرضاه و نشكره شكرا يقابل نعماه و إن كانت غير محصاة امتثالا لأمره لا قياما بحق شكره لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على عبده المصطفى و نبيه المجتبى و رسوله المرتضى خاتم الأنبياء و إمام الأتقياء و سيد المرسلين و خليل رب العالمين و على آله الأطهار و صحابته الأخيار، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، أما بعد فإن الحياء من الثفات التي تنأى بالمرء عن الرذائل و تحجزه عن السقوط في سفاسف الأخلاق كما أنه من أقوى البواعث على ارتياد معاري الأمور و فعل الفضائل و الحياء من الحيا من الحياة و يسمى الغيث حيا لأن به حياة الأرض و النبات و الدواب و سمي بالحياء حياة الدنيا و الآخرة لأن من لا حياء له فهو ميت في الدنيا شقي في الآخرة، و حقيقة الحياء أنه خلق يمنع من ارتكاب القبائح و يمنع من التقصير في حق صاحب الحق من أجل شرف الحياء و على قدره تصدر الحياء طليعة الخصائص الأخلاقية لهذه الملة الحنيفية فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال: " إن لكل دين خلقا و خلق الإسلام الحياء "، و يكفي الحياء خيرا كونه على الخير دليلا فعن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال " الحياء لا يأتي إلا بخير " و في رواية " الحياء خير كله " و بين النبي صلى الله عليه و آله و سلم إقتران الإيمان بالحياء فقال صلى الله عليه و آله و سلم " إن الإيمان و الحياء قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر " و قال صلى الله عليه و آله و سلم " الإيمان بضع و سبعون شعبة فأعلاها لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و الحياء شعبة من الإيمان "، و مر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم برجل من الأنصار يعظ أخا له في الحياء حتى كأنه يقول قد أضر بك فقال له النبي صلى الله عليه و سلم " دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بخير "، كما بين صلى الله عليه و آله و سلم أن الحياء أبهى زينة يتزين بها الإنسان فقال صلى الله عليه و سلم " ما كان الحياء في شيء إلا زانه " فالجوهر المصون بالحياء كالدر و الجوهر المصون و المكنون في الوعاء و بين صلى الله عليه و آله و سلم أن خلق الحياء مما دعا إليه و رغب فيه و أثنى عليه الأنبياء أجمعون فقد قال صلى الله عليه و آله و سلم " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت " فبين صلى الله عليه و سلم أن خلق الحياء مما توارد و توافق عليه الأنبياء أجمعون و تناقلته عنهم الأمم قرن بعد قرن و توارثوه بينهم و تواصوا به جيلا بعد جيل " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت "، و الحياء من خلق الأنبياء عليهم و على نبينا الصلاة و السلام فقد قال صلى الله عليه و سلم في صفة موسى عليه السلام " كان موسى رجلا حييا ستيرا لا يرى شيء من جلده استحياء من الله تبارك و تعالى " بل جاء في وصف سيد المؤسلين و خاتم النبيين صلى الله عليه و آله و سلم كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها و كان إذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه.
بيان ذلك أن الحياء قسمان فهناك حياء فطري جبلي غريزي يوجد في كل إنسان كاستحيائه من التكشف أمام الناس، أما النوع الآخر من الحياء فهو الحياء الإيماني الكسبي الذي يمنع الإنسان من قبائح الأفعال و يحجزه عن التقصير في حقوق أصحاب الحقوق استحياء من الله تبارك و تعالى و من المثول بين يديه و لعلمه أن الله مراقبه و مطلع عليه فهذا هو الحياء الإيماني الذي يكتسبه الإنسان بالمراقبة و بالمحاسبة و بعلمه بأن الله عز و جل معه حيث كان. و في هذا الحديث حديث أبي سعيد رضي الله عنه بين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قد بلغ الذروة في نوعي الحياء فقد كان في قمة من الحياء الفطري صلى الله عليه و سلم و شاهد ذلك قوله رضي الله عنه " كان صلى الله عليه و سلم أشد حساء من العذراء في خدرها "، و المقصود أنه كان في الحياء الفطري أشد من تلك العذراء البكر التي مكثت في خدرها و التي كيف يكون حياؤها إذا خلت بزوجها الذي كان أجنبيا عنها من قبل لأول مرة كيف يكون حياؤها و هي في خدرها إذا واجهت زوجها أول مرة فكان صلى الله عليه و آله و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها، أما الحياء الكسبي فقد كان صلى الله عليه و آله و سلم أيضا يتسنم الذروة العليا في هذا الخلق العظيم فكان إذا رأى شيئا يكرهه يمنعه حياؤه من التكلم فيه و النطق به لكن كان يتغير وجهه الشريف من كراهته هذا الشيء و لم ينطق بذلك أو يتكلم به و كان الصحابة رضي اله عنهم إذا رأوا تغير وجهه عرفوا بذلك أنه يكره ذلك الشيء فما أعظم خلقه صلى الله عليه و آله و سلم.
يتبع






آخر مواضيعي 0 الرئيس محمد حسني مبارك يعلن تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية
0 رساله عاجله الى المعتصمين فى ميدان التحرير والى كل المتناحرين على الحكم
0 تحكيم شرع الله ضرورة شرعية وعقلية
0 صور من تعامل السلف مع الحكام
0 الجمع بين الخوف والرجاء - لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين
رد مع اقتباس