الموضوع: حرب أكتوبر:
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2009, 07:48 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حرب أكتوبر

نماذج من اعمال الصاعقة في اكتوبر

تقول الشهادة الأولي‏ لظابط اسرائيلي:‏ لقد كنا نحاول الامساك بالصاعقة المصرية‏,‏ ولكننا فشلنا تماما‏,‏ ولم يكن أحد من قادتنا في تل أبيب يتصور أن دباباتنا سوف تعجز عن المرور‏,‏ بسب الصاعقة التي شكلت سدا بشريا أمام تقدمنا بلا دبابات ولا مدافع ولا طائرات تحميه‏,‏ وفي كل مرة تحقق شيئا جديدا لو تحدث أحد عنه قبل الحرب لوصفوه بالهذيان‏!‏
‏..‏ أما الشهادة الثانية فإن صاحبها الضابط الأسير قال‏:‏ لابد أنهم من نوعية خاصة‏,‏ لقد شاهدت جنديا يحمل لغما فوق صدره وينام تحت إحدي دباباتنا لتمر فوقه ويموت مع الانفجار الرهيب‏,‏ ما هذا الذي يفعله وأمثاله؟‏!‏

‏..‏ والحق أن ما فعله هذا الجندي المصري الذي أذهلت شجاعته الضابط الاسرائيلي الأسير‏,‏ ليس إلا نموذجا لأبطال الصاعقة‏,‏ الذين نسجل بكل فخر البعض منها‏.‏
‏*‏ في منطقة الشطر شرق القناة‏:‏ اشتبكت مجموعة من مقاتلي الصاعقة بقيادة المقاتل غريب مع الدبابات الاسرائيلية في أثناء محاولتها التقدم لاحتلال مصاطبها‏,‏ وبعدما فرغت ذخيرة البطل غريب اعتلي علي الفور أول دبابة في طابور دبابات العدو‏,‏ وحينما فتح برجها‏,‏ وبعد أن ألقي قنابله اليدوية فيه أصيب في ظهره‏,‏ وفي تلك اللحظة كان المقاتل شنودة فاتحا نيران رشاشه تجاه جنود العدو وقتل عددا منهم‏,‏ وعندما شاهد قائده جري إليه يحتضنه ويحاول إبعاده عن منطقة القتل‏,‏ لكن العدو كثف نيرانه عليهما حتي استشهد الرجلان‏,‏ وكانت الصورة التي لاينساها زملاؤهما أن تدمير هذه الدبابة أوقف زحف بقية طابور الدبابات مما أعطاهم فرصة كبيرة لاصطياده وإحداث خسائر عالية بين أفراد الطابور‏,‏ والسيطرة علي أرض المعركة حتي تحررت منطقة الشط شرق‏.‏

‏*‏ في جنوب سيناء‏:‏ التحمت مجموعة أخري بقيادة المقاتل كمال مع عناصر من العدو وكبدتها خسائر كبيرة‏,‏ مما اضطره إلي دفع لواء مدرع تبعه بلواء ميكانيكي وعناصر من المظلات للتأمين‏,‏ في تصور أن موجات متتالية من قواتنا سوف تواجهه‏,‏ رغم أنها لم تزد علي مجموعة لاتتعدي عشرة رجال صاعقة‏,‏ نجحوا بقتال شرس في غلق جميع المسالك علي العدو‏,‏ وكانت فرصة للمقاتل زيادة في تدمير أتوبيس كان يحمل أكثر من‏60‏ فردا من قادة الدبابات والطيارين كانوا في طريقهم إلي قاعدتهم‏,‏ كما أعطت الفرصة أيضا للمقاتل صقال لتدمير دبابتين وعربتين مدرعتين بأفرادها الذين نجحوا في استشهاد بطلنا‏.‏

‏*‏ في جنوب شرق سيناء‏:‏ دمر رجالنا مقاتلنا بسيوني مرابض مدفعية العدو علي ممر الجدي‏,‏ وكذلك محطات الإعاقة والشوشرة الالكلترونية في اتجاه جبل المر‏,‏ كما قطعوا خطوط مواصلات العدو لمدة ستة أيام الموجودة في مواجهة جيشنا الثالث‏,‏ مما أعطي الرجال فرصة للاشتباك مع احتياطيات العدو التي حاولت شن هجوم مضاد ضد قواتنا الموجودة علي رأس الكوبري للجيش‏,‏ وأدار رجالنا معارك ضارية مع وحدات مدفعية العدو ومدرعاته التي كثفت نيرانها علي رجالنا الذين كان إصرارهم وشجاعتهم وراء مقتل عدد من أفراد العدو‏,‏ واستسلام آخرين‏.‏

‏*‏ وعلي الطريق الأوسط لسيناء‏:‏ واجه رجال الصاعقة بقيادة المقاتل زيتون لواء مدرعا ودمروه تماما في جنوب رمانة‏,‏ ومما يدعو للفخر حقا أن هذا المقاتل الشجاع فقد أحد ذراعيه في معركة سابقة‏,‏ واشترك في معارك ملحمة‏73‏ بذراع واحدة طوال يومي‏6‏ و‏7‏ أكتوبر‏,‏ وأحرق مع رجاله‏18‏ دبابة في ضربة بارعة‏!‏

‏*‏ في منطقة الكاب شرق بعد القنطرة‏:‏ وبالتحديد وسط الملاحات خلف الموقع الاسرائيلي عند الكيلو‏19,‏ تقدم العدو بأربع دبابات لتدعيم الموقع أثناء مهاجمته‏,‏ لكن قناصي الدبابات من مقاتلي الصاعقة أصابوا ثلاث دبابات وبقيت الرابعة تفتح رشاشاتها علي منطقة تجمع رجالنا‏,‏ وبكل الشجاعة قام أحدهم بتصرف تلقائي بالزحف نحو الدبابة فتح برجها ورشاشه في يده‏,‏ وأجبر طاقمها علي الاستسلام وهو ما حدث بالفعل‏.‏

‏***‏
‏..‏ كانت مهمة هؤلاء الرجال من قوات الصاعقة قفل مضييق رأس سدر لمنع الاسرائيليين من الاستفادة منه في تقدم قواتهم لضرب الجانب الأيمن من جيشنا الثالث‏,‏ وكانت المهمة محددا لها مدة‏18‏ ساعة‏,‏ لكن الرجال ظلوا في عمق العدو‏16‏ يوما كاملة‏,‏ وسجلوا بقتالهم الشجاع هذا النموذج الفريد من البطولة التي سعدت بتسجيلها في لقاء معهم‏.‏
‏*‏ في يوم العاشر من رمضان السادس من أكتوبر‏,‏ تحمل طائراتنا الهليوكوبتر رجال المجموعة إلي المنطقة‏,‏ وعندما شعر العدو بهم تدخلت علي الفور طائراته‏,‏ واستطاع أن يسقط بعض طائراتنا‏,‏ بينما تمكنت البقية من الوصول إلي مواقع مهمتها‏,‏ وكان من سوءالحظ أن أصيب كل من قائدها ورئيس عملياتها‏,‏ وعلي الفور تولي النقيب المقاتل السيد درويش مسئولية القيادة باعتباره أكبر الرتب في المجموعة‏,‏ وبكل الشجاعة بدأ الرجل في إعادة توزيع رجاله في الأماكن التي توقع أن يصل إليها العدو‏,‏ وبالفعل كان النجاح حليفهم‏,‏ بسبب حسن تصرف المقاتل درويش‏,‏ مما كان له أثر كبير في رفع المعنويات وتدمير العدو‏,‏ وإجباره علي الانسحاب من المضيق‏,‏ وإفشال مهمته في ضرب الجانب الأيمن من جيشنا الثالث‏.‏

‏..‏ وقد تبدو هذه البطولة نموذجا في بطولات هذه الملحمة العظيمة‏,‏ لكن أن يظل بطلنا ورجاله‏16‏ يوما كاملة في عمق العدو من‏6‏ إلي‏22‏ أكتوبر‏,‏ يؤدون مهمتهم بكل الكفاءة والارادة الصلبة‏,‏ حتي نفدت ذخيرتهم وطعامهم‏,‏ وأرسلت لهم القيادة الامدادات‏,‏ أرسلوا يقولون إحنا مش عاوزين أكل ولا شرب‏,‏ إحنا حاندبر هذا بأنفسنا‏,‏ لكن أرسلوا لنا ذخيرة حتي نواصل القتال‏..!!‏
وعندما أمرتهم القيادة بالعودة آثر بطلنا ألا يخاطر برجاله جميعا وأصدر تعليماته إليهم بالاختفاء في أماكن يصعب علي العدو الوصول إليهم وكشفهم‏,‏ وتسلل هو بنفسه بين مواقع العدو وظل يمشي مسافة‏34‏ كيلو مترا‏,‏ قطعها في سبع ساعات حتي وصل إلي منطقة اتصال مع قواتنا الرئيسية‏,‏ وبعدها طلب من رجاله العودة بعد أن تأكد بنفسه أن طريق عودتهم آمن‏,‏ وحقق الرجل بذلك مبدأ مهما كان يمثل إحدي سمات حرب أكتوبر‏,‏ وهو أن القادة يتقدمون الجنود‏,‏ ومازلت أتذكر كلماته لي‏:‏ إن ما قمت به ليس إلاا واجبا أديته نحو كل زملائي المقاتلين وكان لابد أن أحافظ عليهم‏,‏ كما أكد لي زملاؤه أنه لولا تصرف قائدهم وحسن قيادته لكان الموقف قد تغير في غير صالحنا‏..!!‏

‏..‏ بقي أن أقول إن معارك الرجال في هذه المنطقة أسفرت عن تدمير‏23‏ دبابة للعدو وعربة مدرعة بها‏12‏ فردا وغيرها‏,‏ الأمر الذي اضطر العدو إلي ربط بعض جنودهم بالأحزمة الجلدية فوق طائرات الهليوكوبتر وإطلاق رشاشاتهم أملا في اصطياد رجالنا الأبطال‏






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس