ترجمة الوثيقة:
من الأرشيف الوطني
مذكرة
البيت الأبيض
واشنطن
6 أكتوبر 1973
مقدمة من : ويليام كوانت
إلى : برنت سكو سكروفت
الموضوع : التوتر العربي الإسرائيلي
لقد اجتمع السفير كيتنج مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية – جولدا مائير – حيث أخبرته ان إسرائيل تلقت معلومات من مصادر موثوق بها تفيد أن مصر وسوريا يخططان لشن هجوم منسق ضدها بعد ظهر اليوم ، كما أكدت أن عائلات وبعض خبراء السوفييت يتم الآن ترحيلهم من كل من مصر وسوريا وطلبت منا أن نخبر السوفييت والمصريين بأن:
• إسرائيل لم تخطط للهجوم على سوريا ومصر ولكنها قامت باستدعاء قوات الاحتياط للالتحاق بالجيش لمواجهة أية طوارئ ، غير انها لم تعلن حالة التعبئة العامة .
• إسرائيل على علم بالموقف العسكري في كل من مصر وسوريا وأنهما سوف تكابدان الهزيمة حتى إذا كلفها ذلك بعض الخسائر .
وقد أكدت مائير للسفير كيتنج أن إسرائيل ليس لديها النية في المبادرة بالهجوم وأنها تحبذ تجنب الحرب .
وردت معلومات أخرى تفيد أن الهدوء يعم القاهرة هذا الصباح وليس هناك أية إشارات تنبئ بهجوم عسكري ولكننا جاءنا تأكيد بان حوالي 1000 من عائلات السوفييت تم ترحيلهم من مصر وأن ما يعادل ذلك العدد أو أقل منه قليلا من الخبراء الروس في طريقهم للرحيل من سوريا ، كما نعلم أيضا أن القوات المصرية على أهبة الاستعداد للحرب وأن القوات السورية قد اتخذت قواعدها على مرتفعات الجولان استعدادا للقتال .
هذا ، ويمكن إرجاع ذلك إلى عدة تأويلات :
1- أن مصر وسوريا – على الرغم من الاحتمالات الكبيرة لخساراتهما للحرب – تعزمان على المبادرة بالحرب كوسيلة لجذب الانتباه الدولي إلى قضية الشرق الأوسط وتفعيل استخدام البترول كسلاح سياسي ضد الولايات المتحدة ، وقد اكتشف السوفييت تلك المؤامرة ، لذا يقومون بترحيل عائلاتهم وخبرائهم . وطالما أنه يتم إجلاء الخبراء فإن تأثير الهجوم العربي سوف يتلاشى ، كما سيقلل ذلك من تأثير السوفييت .
2- إن العلاقات العربية السوفيتية تتعرض الآن إلى أزمة ، وتخوفا من احتمالية وقوع حرب ، فقد تم إجلاء الخبراء الروس من مصر وسوريا حيث تواجه تلك العلاقات الآن العديد من الضغوط والتوترات ، كما بذل الملك فيصل ضغوطا كبيرة من أجل إقناع السادات والأسد لقطع العلاقات مع موسكو .
وتستمر اجهزة المخابرات لدينا في استبعاد حدوث هجوم عربي ضد إسرائيل ، هذا ولم يرد إلينا أية إشارات حتى الآن تفيد قرب ذلك الهجوم. ويبدو أنهم يميلون إلى التفسير بأن سبب الأزمة يكمن في العلاقات العربية السوفيتية .
وعلى كل الأحوال ، فإذا اندلعت الاشتباكات فإننا ينبغي علينا اتخاذ الإجراءات الفورية التالية :
• إبلاغ المصريين والسوفييت برسالة رئيسة الوزراء الإسرائيلية ، جولدا مائير ، مع إضافة دعمنا حول الحاجة إلى تجنب الحرب.
• تنفيذ الخطوات الأولى لإجلاء المواطنين الأمريكيين من الدول العربية الرئيسية ( لبنان وليبيا والمملكة العربية السعودية ) .
• دعوة لجنة مهمات البترول للاستعداد إلى مواجهة طوارئ مقاطعة البترول العربي .
• التشاور مع إسرائيل والأردن حول الخطوات التي يجب اتخاذها في حالة الحرب ، لا سيما أننا نريد التأكد من أن الأردن لن تنزلق إلى تلك الحرب .
• مطالبة شاه إيران باستغلال تأثيره البالغ على الرئيس السادات في عدم اللجوء لاستخدام القوة .
• تأهب القوات الأمريكية في دول البحر المتوسط وأوروبا للقيام بعمليات محتملة في الشرق الأوسط .
تعليق
الوثيقة تشرح نفسها، لكن من المهم أن نلاحظ ما يلي:
• الاستخبارات الأمريكية حتى قبل اندلاع الحرب بساعات لم تتوقع حدوثها وأن احتمال وقوع هجوم عربي ضد إسرائيل كان مستبعدا حيث ظنت المخابرات الأمريكية أن أزمة العلاقات العربية السوفييتية هي التفسير الأمثل لطرد الخبراء الروس.
• خطة التمويه التي رسمها الرئيس السادات ورجاله وإخفاء النوايا الحقيقة للمناورات والتحركات المصرية السورية ، كانت خطة محكمة للدرجة التي انطلت على أقوى جهاز استخباراتي في العالم (الـ CIA) ، بل وأوقعته في حالة من الحيرة والارتباك.
• العلاقة "الخاصة" الأمريكية بالأردن وإيران في ذلك الحين.
• ويليام كوانت وهو أحد أعضاء هيئة الأمن القوميNSC الذي قام بإعداد هذه المذكرة صباح يوم السبت 6 أكتوبر ، أعدها بعد أن عقد فريق واشنطن التنفيذي الخاص اجتماعا في البيت الأبيض في غياب كيسنجر ( ولكن لسوء الحظ ظلت المذكرات التي تم تدوينها أثناء الاجتماع سرية فيما عدا واحدة منها.