المقاطعة العامة
ميثاق الظلم و العدوان
قال تعالى: " يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم ولله متم نوره و لو كره المشركون"
لما قويت شوكة الإسلام وازداد عدد الداخلين فيه رغم كل وسائل الإضطهاد المستعملة من طرف المشركين, اجتمع كفار قريش في حنيف بني كنانة من وادي المحصب فاتفقوا على المقاطعة العامة الإقتصادية و الإجتماعية و كتبوا صحيفة: "أن لا يقبلوا من بني هاشم صلحا أبدا, و لا يأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه و سلم للقتل"
علقت الصحيفة في الكعبة لتأخذ طابع القداسة, وحبس بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم و كافرهم وكافرهم -إلا أبا لهب- في شعب أبي طالب في محرم سنة سبع من البعثة
3 أعوام في شعب أبي طالب
اشتد الحصار, وضيق المشركون الخناق على المسلمين و منعوا عليهم المؤن و غالوا عليهم في الأسعار فكانوا يتقوتون بورق الشجر حتى بلغ بهم الجهد أقصاه فرثى لحالهم جتى بعض خصومهم, و لكن هذا لم يمنعهم من مواصلة الدعوة في مواسم الحج.
نقض صحيفة الميثاق
في محرم سنة 10 من البعثة و بعد ما يقرب الثلاث سنوات من الحصار, نقضت الصحيفة على أيد من كان كارها لها من المشركينو كان القائمون بذلك هشام ابن عمرو من بني عامر ابن لؤي-وهو من كان يوصل الطعام إلى بني هاشم متخفيا-, زهير بن أبي أمية المخزومي, المطعم بن عدي,أبو البخترى بن هشام, و زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد.
وأطلع الله رسوله صلى الله عليه و سلم أنه أرسل الأرضة على الصحيفة فأكلت كل ما فيها من ظلم إلا ذكر الله جل و علا, فأخبر عمه فجاءهم و أخبرهم بأمر الأرضة و قال: إن كان ابن أخي كاذبا خلينا بينكم و بينه, و إن كان صادقا رجعتم عن قطيعتنا و ظلمنا, فقبلوا و ظهرت لهم المعجزة القاصمة لهم, فنقضت الصحيفة و رأى المشركون آية عظيمة من آيات النبوة و لكن كما قال تعالى : "و إن يروا آية يعرضوا و يقولوا سحر مستمر"
آخر وفد قريش إلى أبي طالب
رغم فك الحصار إلا أن قريشا لم تكف الأذية عن المسلمين و بعثت إلى أبي طالب كآخر محاولة منها بعدما رأت من دنو أجله,و خوفا من أن يقال أنهم تناولوا رسول الله بعد موت عمه, بعثت إليه لمفاوضته و مساومة الرسول صلى الله عليه و سلم على ترك الدعوة, خاصة بعدما قويت شوكة الإسلام باسلام كبار القوم أمثال عمر و حمزة رضي الله تعالى عنهما,
فما كان منه صلى الله عليه و سلم إلا أن دعاهم إلى الإسلام فأبوا إلا الظلال, و في هؤلاء نزل قوله تعالى: "{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} ص:1: 7.
عام الحزن
وفاة أبي طالب
توفي أبو طالب في رجب سنة عشر من النبوة بعد فك الحصار ب6 أشهر, وهو على كفره, فحزن لذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم حزنا شديدا و قال "لأستغفرن لك ما لم أنه عنـه"، فـنزلت:{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} التوبة:113 ونزلت: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} القصص: 56.
خديجة إلى رحمة الله
كانت وفاتها رضي الله تعالى عنها سنة عشرة للنبوة و لها خمس و ستون سنة و رسول الله إذ ذاك في الخمسين من عمره
و قد كانت خديجة رضي الله تعالى عنهامن نعم الله الجليلة على رسوله صلى الله عليه و سلم, فهي التي آزرته و أعانته على الدعوة إلى الإسلام و شاركته أحرج الأوقات وواسته بنفسها و مالها و قد قال فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم : "آمنت بي حين كفر بي الناس, و صدقتني حين كذبني الناس, و أشركتنى في مالها حين حرمنى الناس، ورزقنى الله ولدها وحرم ولد غيرها"
و قد بشرها الله تعالى من فوق سبع سماوات على لسان جبريل عليه السلام ببيت من قصب, لا صخب فيه و لا نصب, فكان الجزاء من جنس العمل.
تراكم الأحزان
لقد اهتزت مشاعر الحزن و الألم في قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم بفقدانه لسنده عمه أبي طالب و لزوجه خديجة رضي الله تعالى عنها خلال أيام معدودات, و توالت عليه المصائب من قومه فخرج إلى الطائف يرجو المأوى و النصرة على قومه, فلم يرى منهم غير الأذى,
وازداد الأذى على صحابته رضوان الله تعالى عنهم أجمعين, حتى سمي هذا العام بعام الحزن.
الزواج بسودة بنت زمعة رضي الله تعالى عنها
أسلمت قديما و هاجرت وزوجها الهجرة الثانية فمات بأرض الحبشة أو بعد الرجوع إلى مكة، ـ تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة،
لما حلت بمكة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال سنة 10 من النبوة ، وكانت أول امرأة تزوجها بعد وفاة خديجة، وكانت هي من وهبت نوبتها لعائشة رضي الله عنها أخيرًا.
عوامل الصبر و الثبات
1- الإيمان بالله:
إنه لهم السبب الرئيسي لثبات المسلمين و صبرهم الذي يقف عنده الحليم حيران, لأن الإيمان المحكم يري متاعب الدنيا مهما عظمت تافهة في سبيل رضا الخالق جل في علاه فهو القائل { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} الرعد:17.
و يتفرع منه أسباب أخرى للثبات و المصابرة
2- قيادة تهوى إليها الأفئدة:
أي قائد هو الرسول صلى الله عليه و سلم بشيمه النبيلة, و جمال خلقه, و كمال نفسه, و شمائله الكريمة التي نصبته على رؤوس الخلائق, فلم يشك في عفته و أمانته و صدقه حتى أعداؤه فضلا عن محبيه, قال تعالى { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ الله ِ يَجْحَدُونَ} الأنعام:33. و لم يدعو على أحد من أعدائه إلا أيقن أنه هالك لا محالة.
هذا كان حال أعدائه, أما أصحابه فقد حل منهم محل الروح و النفس, و شغل منهم مكان القلب و العين و كان قبل النفس و المال و الأهل و الولد, فكانت النفوس تنجذب إليه انجذابا و كانوا ليرضون أن تدق أعناقهم و لا يخدش له ظفر أو يشاك شوكة رضي اللع تعالى عنهم أجمعين
3-الشعور بالمسؤولية:
فقد كان الصحابة واعيين بما على كواهلهم من المسؤولية التي لا يمكن الحياد عنها بأي حال و ما يترتب على الفرار من حصار الشعب.
5- الإيمان بالآخرة:
و هو ما كان يمدهم بفيض من القوة و الصبر بأنهم يقومون لرب العالمين و في سبيل الله, و أن الله على كل شيء بصير, فإما إلى نعيم دائم و إما إلى عذاب خالد, و كانوا {يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} المؤمنون:60.
5-القرآن:
لقد كانت السور و الآيات تنزل من خالقهم مقيمة الحجج و البراهين على صدق الدعوة مرشدة المسلمين إلى الأسس المنيعة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي الحق {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ الله ِ أَلا إِنَّ نَصْرَ الله ِ قَرِيبٌ} البقرة:214 {الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله ُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} العنكبوت:1: 3.
كما كانت الآيات ترد على على الكفار ردا مفحما مرغبة تارة و مرهبة تارة أخرى, و كانت تنزل كذلك مبشرة المسلمين {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ} التوبة:21 ،و مصورة لهم صورة أعدائهم و ما الذي سيؤولون إليه {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} القمر:48.
6- البشارات بالنجاح:
مع كل مالاقاه المسلمون من شدة إلا أنهم كانوا على يقين بأن الإسلام يهدف إلى القضاء على الجهل و الظلم و إقامة أمة اسلامية تقود البشرية جمعاء إلى مرضاة الله تعالى. و ما زاد في تثبيتهم الآيات التي كانت تنزل مبينة أحوالهم و أحوال أمم سابقة مبشرة بغلبة المؤمنين: قال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ} الصافات:171: 177،وقال: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} القمر:45، وقال: {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ} ص:11. {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي الله ِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} النحل:41. و عن قصة يوسف : {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ} يوسف:7 {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} إبراهيم:13، 14. {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله } الروم: 4، 5.
كما كان رسول الله الله صلى الله عليه و سلم على شدة ما أصابه, يشد من عزم أصحابه ببشارات كبرى تسمو بأنفسهم إلى الكمال و بآمالهم إلى جنان الخلد فكان يقول (يأيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم، فإذا متم كنتم ملوكًا في الجنة).
فاستيقن الصحابة رضي اللع تعالى عنهم بقرب النصر العظيم
الدروس و العبر
*رغم الأحداث الأليمة التي تهز الكيان البشري فإن من قوي إيمانه بالله و يقينه بوعده و نصرته, لا تزيده هذه الأحداث إلا تصميما على مواصلة الطريق و هكذا كان نبينا صلى الله عليه و سلم
*مع عظم ما مر به رسولنا صلى الله عليه و سلم, فإنه لم يزل يهتم بشؤون أصحابه, يحيطهم برعايته و يقف إلى جوارهم رغم مصائبه و فيه درس لنا بعدم الوقوف عند العقبات مهاما طالت بنا و اشتدت علينا.
*أهم درس لنا هنا أيضا أن الله تعالى يسخر لعبده المؤمن الموقن بعظم قدرة الله عز و جل على كل شيء, يسخر له من يحمي دعوته و حياته من الأذى, فيتخذ الأسباب فقط و يتوكل على الله.
*الزوجة الصالحة و المؤمنة لها أثر في نجاح الدعوة, و موقف خديجة رضي الله تعالى عنها لهو المثل الأعلى في تفاني المرأة في خدمة زوجها و دفعه قدما في طريق الخير.
*تزوجه من أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله تعالى عنها في نفس عام الحزن حين خشي عليها من بطش قومها بعد وفاة زوجها لهو أعظم مثل يضرب على صفاء النفس و السعي على ما في النفس من أحزان.
* على قدر الثبات و الصبر يكون الجزاء و النصر.
* ثبات المؤمنين و التفافهم حول نبيهم صلى الله عليه و سلم كان أكبر برهان على قوة هذا الأمر و أنه تنزيل من رب العباد, و كان هذا أيضا في حد ذاته وسيلة للدعوة , فالعديد من القبائل تساءلوا عن هذا الدين الذي يجعل المرء يعرض عن الدنيا ابتغاء الكمال و الرقي بالنفس البشرية حيث أن هول الأحداث لم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يتركون دينهم و أخلاقهم و شمائلهم النبيلة متخذين في ذلك أنبل الوسائل للوصول إلى أسمة الغايات
* شدة معاناة المسلمين و صبرهم على ما هم فيه كان من بين وسائل اعداد القوة لإرهاب العدو فليسوا بتجار دنيا بل يحرصون على الموت كما يحرص الكفار على الحياة
*التفاف الصحابة حول رسولهم صلى الله عليه و سلم و حول بعضهم بعضا زاد من أواصر المحبة و الأخوة و الإيثار لأنهم أحسوا بالمعاناة نفسها
*بيان ايمان صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم الحق لأن الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب, عاش صاحبه في جنة الدنيا و إن كان أفقر الناس, لهذا حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على القيام بكل واجبات الدعوة مع ما هم فيه من حال عصيبة
*استمرار الحصار ما يقرب من 3 سنوات من دون معجزة إلاهية لهي درس من الله عز و جل أن المعجزات لا تأتي بالتخاذل و أن الفرج لا يكون إلا باتخاذ الأسباب مع التحلي بالصبر العظيم الذي يجعل للإنتصار طعما و نشوة لا توصفان
*قوة أحداث عام الحزن كان لها الأثر البالغ في قلوب الأتباع, حيث غرست في قلوبهم قوة الإيمان بالله جل و علا, و الصبر على مر القضاء و القدرة و الإلتجاء إلى رب الأرض و السماء, و عدم ترك الحق مهما كان الثمن, فقد كان رسول الله صلى الله عليه يقول لأصحابه (لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله ـ زاد بيان الراوى ـ والذئب على غنمه) وفي رواية: (ولكنكم تستعجلون)
*على أهل الإيمان أن يكونوا على استعداد في كل حين لما يحيكه أعداء الحق بهم, و ياله من دين لكل زمان, فما أشبه الليلة بالبارحة, فأعداء الله في كل مكان في حرب على الحق و أهله كما قال تعالى:{ ولا يزالون يقاتِلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا } (البقرة: 217) وهم يستخدمون في ذلك من أساليب الحرب وأسلحتها ما يشبه ما تعرض له رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه ومن ذلك حصار الشعب فقتلوا الأطفال والشيوخ والنساء، وأهلكوا الحرث والنسل. و كل هذا ليستكين المسلمون أو يرجعوا عما يدعون إليه و لكن هيهات.
لقد كسب الإسلام خلال فترة الحصار أنصارا كثر, باللإضافة إلى انقسام المشركين على أنفسهم عما فعلوه و ما حدث من الأرضة التي قيضها الله تعالى لأوليائه كمعجزة بعد 3 سنين أو ما يقرب من البلاء.
و رغم المعاناة و المشقة التي لحقت برسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته رضوان الله تعالى عنهم أجمعين, إلا أنها كانت لهم درسا من الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه و سلم و إلى المؤمنين بين لهم فيه عظم هذا الأمر و أن أخذه لا يكون إلا بقوة, و الذود عنه و الجهاد له لا يكون إلا من مؤمنين و مؤمنات حقا فعلى المسلمين الصبر و الذود عن الدين مع اليقين بأن الله معهم و أن الفرج قريب
آمل أن يكون تلخيصي واضح و خاليا من الأخطاء و من التكرار و ما توفيقي إلا بالله..