عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2008, 12:45 PM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

الحمد لله والصلاة والسلام على النبي المختار سيد المرسلين الأبرار صلى الله عليه وسلم.
لقد أشرقت الأرض بمقدمه صلى الله عليه وسلم وانجلى الظلام ببعثته عليه السلام وكم أعتصر الحزن تلك القلوب الطاهرة والنيرة بضوء الأيمان وذلك عند نباء وفاته .
فيما يلي سأعرض لكم جزء (نجاح الدعوه واثرهاـــــــ الر الرفيق الأعلى) من كتاب الرحيق المختوم مع عرض بعض الفوائد التي استخلصتها أثناء قراتي لهذا الجزء .

وقبل أن نتقدم خطوة أخري إلى مطالعة أواخر أيام حياة الرسول صلى الله عليه وسلم،ينبغي لنا أن نلقي نظرة إجمالية على العمل الجلل الذي هو فذلكة حياته، والذي امتاز به عن سائر الأنبياء والمرسلين، حتى توج اللّّه هامته بسيادة الأولين والآخرين‏

إنه صلى الله عليه وسلم قيل له‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّاقَلِيلًا‏}‏ الآيات ‏[‏المزمل‏:‏1، 2‏]‏‏.‏ و‏{‏ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ‏قُمْ فَأَنذِرْ‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏1، 2‏]‏ الآيات، فقام وظل قائماً أكثرمن عشرين عاماً يحمل على عاتقه عبء الأمانة الكبري في هذه الأرض، عبء البشرية كلهاوعبء العقيدة كلها، وعبء الكفاح والجهاد في ميادين شتى‏

عاش في المعركة الدائبة المستمرة أكثر من عشرين عاماً، لا يلهيه شأن عن شأن في خلالهذا الأمد، حتى نجحت الدعوة الإسلامية على نطاق واسع تتحير له العقول، فقد دانت لهاالجزيرة العربية، وزالت غبرة الجاهلية عن آفاقها، وصحت العقول العليلة حتى تركتالأصنام بل كسرت، أخذ الجو يرتج بأصوات التوحيد، وسمع الأذان للصلوات يشق أجواءالفضاء خلال الصحراء التي أحياها الإيمان الجديد، وانطلق القراء شمالاً وجنوباً،يتلون آيات الكتاب، ويقيمون أحكام اللّه‏


2_وتوحدت الشعوب والقبائل المتناثرة، وخرج الإنسان من عبادة العباد إلى عبادة اللّه، فليس هناك قاهر ومقهور، وسادات وعبيد، وحكام ومحكومون، وظالم ومظلوم، وإنما الناس كلهم عباد اللّه، إخوان متحابون، متمثلون لأحكامه، أذهب اللّه عنهم عُبِّيَّةَ الجاهلية ونخوتها وتعاظمها بالآباء، ولم يبق هناك فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم من تراب‏.‏



لما قامت هذه الدعوة بدورها في حياة البشرية، خلصت روح البشر من الوهم والخرافة، ومن العبودية والرق، ومن الفساد والتعفن، ومن القذارة والانحلال، وخلصت المجتمع الإنساني من الظلم والطغيان، ومن التفكك والانهيار، ومن فوارق الطبقات، واستبداد الحكام، واستذلال الكهان، وقامت ببناء العالم على أسس من العفة والنظافة، والإيجابية والبناء، والحرية والتجدد، ومن المعرفة واليقين، والثقة والإيمان، والعدالة والكرامة، ومن العمل الدائب لتنمية الحياة، وترقية الحياة، وإعطاء كل ذي حق حقه في الحياة‏.‏
فــــــــــــأئده:ـ
اـ إستجابة الرسول صلى الله عليه وسلم لأمر الدعوه
2ـ صبره وتحمله المشاق للوصول الى إعلاء كلمة التوحيد وإلى وحدة الصف الإسلامي
3ـ على الداعيه الى الاسلام الصبر لان طريق الدعوه طريق شاق
4_اساس التفاضل بين المسلمين التقوى
حجـة الــوداع
تمت أعمال الدعوة، وإبلاغ الرسالة، وبناء مجتمع جديد على أساس إثبات الألوهية للّه، ونفيها عن غيره، وعلى أساس رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وكأن هاتفاً خفياً انبعث في قلب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، يشعره أن مقامه في الدنيا قد أوشك على النهاية، حتى إنه حين بعث معاذا على اليمن سنة 01هـ قال له ـ فيما قال‏:‏ ‏(‏يا معاذ، إنك عسي ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري‏)‏، فبكي معاذا خشعاً لفراق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏
وشاء اللّه أن يري رسوله صلى الله عليه وسلم ثمار دعوته، التي عاني في سبيلها ألواناً من المتاعب بضعاً وعشرين عاماً، فيجتمع في أطراف مكة بأفراد قبائل العرب وممثليها، فيأخذوا منه شرائع الدين وأحكامه، ويأخذ منهم الشهادة على أنه أدي الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة‏.‏



أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بقصده لهذه الحجة المبرورة المشهودة، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏ وفي يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة تهيأ النبي صلى الله عليه وسلم للرحيل ، فتَرَجَّل وادَّهَنَ ولبس إزاره ورداءه وقَلَّد بُدْنَه، وانطلق بعد الظهر، حتى بلغ ذا الحُلَيْفَة قبل أن يصلي العصر، فصلاها ركعتين، وبات هناك حتى أصبح‏.‏ فلما أصبح قال لأصحابه‏:‏ ‏(‏أتاني الليلة آت من ربي فقال‏:‏ صَلِّ في هذا الوادي المبارك وقل‏:‏ عمرة في حجة‏)‏‏.‏
صفة احرامه :ـ



وقبل أن يصلي الظهر اغتسل لإحرامه، ثم طيبته عائشة بيدها بذَرِيَرة وطيب فيه مِسْك، في بدنه ورأسه، حتى كان وبَيِصُ الطيب يري في مفارقه ولحيته، ثم استدامه ولم يغسله، ثم لبس إزاره ورداءه، ثم صلي الظهر ركعتين، ثم أهل بالحج والعمرة في مُصَلاَّه، وقَرَن بينهما، ثم خرج، فركب القَصْوَاءَ، فأهَلَّ أيضاً، ثم أهَلَّ لما استقلت به على البَيْدَاء‏.‏
صفة حجه صلى الله عليه وسلم:ـ



واصل سيره حتى قرب من مكة، فبات بذي طُوَي، ثم دخل مكة بعد أن صلي الفجر واغتسل منصباح يوم الأحد لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة 01هـ ـ وقد قضي في الطريق ثمانيليال، وهي المسافة الوسطي ـ فلما دخل المسجد الحرام طاف بالبيت، وسعي بين الصفاوالمروة، ولم يَحِلَّ ؛لأنه كان قارناً قد ساق معه الهدي، فنزل بأعلى مكة عندالحَجُون، وأقام هناك، ولم يعد إلى الطواف غير طواف الحج‏.وفي اليوم الثامن من ذي الحجة ـ وهو يوم التَّرْوِيَة ـ توجه إلىمني، فصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ـ خمس صلوات ـ ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، فأجاز حتى أتي عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بَنَمِرَة، فنزل بها،حتى إذا زالت الشمس أمر بالقَصْوَاء فرحلت له، فأتي بطن الوادي، وقد اجتمع حوله مائة ألف وأربعة وعشرون أو أربعة وأربعون ألفاً من الناس، فقام فيهم خطيباً، وألقى هذه الخطبة الجامعة‏:‏
‏(‏أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً‏)‏‏.‏
‏(‏إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا،في بلدكم هذا‏.‏ ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهليةموضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ـ وكان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هُذَيْل ـ وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب، فإنه موضوع كله‏)‏‏.‏
‏(‏فاتقوا اللّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة اللّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللّه، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مُبَرِّح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف‏)‏‏.‏
‏(‏وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب اللّه‏)‏‏.‏
‏(‏أيها الناس، إنه لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم،وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وتحجون بيت ربكم،وأطيعوا أولات أمركم، تدخلوا جنة ربكم‏)‏‏.‏
‏(‏وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ نشهد أنك قدبلغت وأديت ونصحت‏.‏
فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس‏:‏‏(‏اللهم اشهد‏)‏ ثلاث مرات‏.‏
وكان الذي يصرخ في الناس بقول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ـ وهوبعرفة ـ ربيعة بن أمية ابن خَلَف‏.‏
وبعد أن فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من إلقاء الخطبة نزل عليهقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 3‏]‏،ولما نزلت بكي عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ما يبكيك‏؟‏‏)‏ قال‏:‏أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا، فأما إذا كمل فإنه لم يكمل شيء قط إلا نقص،فقال‏:‏ ‏(‏صدقت‏)‏‏.‏
وبعد الخطبة أذن بلال ثم أقام، فصلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلمبالناس الظهر، ثم أقام فصلي العصر، ولم يصل بينهما شيئاً، ثم ركب حتى أتي الموقف،فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصَّخَرَات ، وجعل حَبْل المشاة بين يديه، واستقبلالقبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القُرْص‏.‏
وأردف أسامة، ودفع حتى أتي المُزْدَلِفَة، فصلي بها المغرب والعشاءبأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئاً، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فصلي الفجرحين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتي المَشْعَرَ الحرام،فاستقبل القبلة، فدعاه، وكبره، وهلّله، ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسْفَر جِدّا‏.‏
فَدَفَع ـ من المزدلفة إلى مني ـ قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس حتى أتي بَطْنَ مُحَسِّرٍ، فَحَرَّك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطي التي تخرجعلى الجمرة الكبري، حتى أتي الجمرة التي عند الشجرة ـ وهي الجمرة الكبري نفسها،كانت عندها شجرة في ذلك الزمان، وتسمي بجمرة العَقَبَة وبالجمرة الأولي ـ فرماهابسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها مثل حصي الخَذْف، رمي من بطن الوادي، ثم انصرفإلى المنحر، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده، ثم أعطي علياً فنحر ما غَبَرَ ـ وهي سبعوثلاثون بدنة، تمام المائة ـ وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت فيقِدْر، فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مَرَقِها‏.‏
ثم ركب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأفاض إلى البيت، فصلي بمكةالظهر، فأتي على بني المطلب يَسْقُون على زمزم، فقال‏:‏ ‏(‏انزعوا بني عبد المطلب،فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم‏)‏، فناولوه دلواً فشرب منه‏.‏
وخطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر ـ عاشر ذي الحجة ـ أيضاًحين ارتفع الضحي، وهو على بغلة شَهْبَاء، وعلى يعبر عنه، والناس بين قائم وقاعد ،وأعاد في خطبته هذه بعض ما كان ألقاه أمس، فقد روي الشيخان عن أبي بكرة قال‏:‏خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر، قال‏:‏ ‏(‏إن الزمان قد استدار كهيئتهيوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضَر الذي بين جمادي وشعبان‏)‏‏.‏
وقال‏:‏ ‏(‏أي شهر هذا‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال‏:‏ ‏(‏أليس ذا الحجة‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏؟‏ قال‏:‏‏(‏أي بلد هذا‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغيراسمه، قال‏:‏ ‏(‏أليست البلدة‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فأي يوم هذا‏؟‏‏)‏قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ فسكت حتى ظننا أنه سيسمية بغير اسمه، قال‏:‏ ‏(‏أليس يوم النحر‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامكحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا‏)‏‏.‏
‏(‏وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض‏)‏‏.‏
‏(‏ألا هل بلغت‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏(‏اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فَرُبَّ مُبَلَّغ أوعي من سامع‏)‏‏.‏
فــــــــــــــــــائده:ـ


1_إن أول ما يلفت النظر في حجة الوداع هذا الجمهور الضخم الذين حضروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم من مختلف أنحاء الجزيرة العربية، مؤمنين به، مصدقين برسالته، مطيعين لأمره، وقد كانوا جميعاً قبل ثلاثة وعشرين سنة فحسب على الوثنية والشرك، ينكرون مبادئ رسالته، ويعجبون من دعوته الى التوحيد، وينفرون من تنديده بآبائهم الوثنيين، وتسفيهه لاحلامهم، بل كان كثير منهم قد ناصبوه العداء، وتربصوا به الشر، وبيتوا على قتله، وألبّوا عليه الجموع، وجالدوه بالسيوف والرماح، فكيف تم هذا الانقلاب العجيب في مثل هذه المدة القصيرة،
2ـوكيف استطاع صلى الله عليه وسلم أن يحول هذه الجموع من وثنيتها وجاهليتها وترديها وتفرقها الى توحيد الله وعلم ذاته وصفاته، واجتماع الكلمة، ووحدة الهدف والغاية؟ وكيف كسب حب هذه القلوب بعد عداوتها، وهي المعروفة بشدة الشكيمة وعنف الخصام؟ ألا إن إنساناً مهما بلغت عبقريته، ودهاؤه، وقوة شخصيته ليستحيل أن يصل إلى هذا في مئات السنين، وما سمعنا بهذا في الأولين والآخرين، إن هو إلا صدق الرسالة، وتأييد السماء، ونصرة الله، ومعجزة الدين الشامل الكامل الذي أتم الله به نعمته على عباده، وختم به رسالاته للناس، وأراد أن ينهي به شقاء أمة كانت تائهة في دروب الحياة، مستذلة للأهواء العصبيات، وأن يدلها على طريق الهداية، ويفتح أعينها لأشعة الشمس، ويقلدها قيادة الأمم، ويحوُّل بها مجرى التاريخ، ويمحي بها مهانة الانسان، ويورثها الحكمة والكتاب هدى وذكرى لأولي الألباب.
مائة وأربعة عشر ألفاً كانوا له مكذبين، فأصبحوا له مصدقين، وكانوا له محاربين، فأصبحوا له مذعنين، وكانوا له مبغضين، فأصبحوا له محبين، وكانوا عليه متمردين، فأصبحوا له طائعين، كل ذلك في ثلاث وعشرين من السنين.. ذلك هو صنع الله الحق المبين، فتعالى الله عما يشركون، وتنزهت ذات رسوله عما يقول الملحدون، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
3ـما يلفت النظر في حجة الوداع هذا الخطاب القوي الحكيم الذي خاطب به رسول الله الناس أجمعين، وتلك المبادئ التي أعلنها بعد إتمام رسالته ونجاح قيادته، مؤكدة للمبادئ التي أعلنها في أول دعوته، يوم كان وحيداً مضطهداً، ويوم كان قليلاً مستضعفاً، مبادئ ثابتة لم تتغير في القلة والكثرة، والحرب والسلم، والهزيمة والنصر، وإعراض الدنيا وإقبالها، وقوة الأعداء وضعفهم، بينما عرفنا في زعماء الدنيا تقلباً في العقيدة والمبدأ، وتبايناً في الضعف والقوة، وتغيراً في الوسائل والأهداف، يظهرون خلاف ما يبطنون، وينادون بغير ما يعتقدون، ويلبسون في الضعف لبوس الرهبان، وفي القوة جلود الذئاب، وما ذلك إلا لأن هؤلاء رسل المصلحة، وأولئك رسل الله وشتان بين من يحوم فوق الجيف، وبين من يسبح في بحار النور، شتان بين الذين يعملون لأنفسهم، وبين الذين يعملون لإنسانيتهم، شتان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن ?الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون? [البقرة: 257].
4ـ الدروس العمليه اللتي يستفيدها المسلمين من صفة حجه عليه السلام
5ـ على الدعاه والأئمه الاستفاده من سيرته صلى الله عليه وسلم وليكن لهم قدوه في الوعظ والارشاد

آخر البعوث‏
1ـكانت كبرياء دولة الرم قد جعلتها تأبي حق الحياة على من آمن بالله ورسوله، وحملها على أن تقتل من أتباعها من يدخل في الإسلام، كما فعلت بفَرْوَة بن عمرو الجُذَامِي، الذي كان والياً على مَعَان من قبل الروم‏.‏
2ـونظراً إلى هذه الجراءة والغطرسة، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز جيشاً كبيراً في صفر سنة 11هـ، وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة، وأمره أنيوطئ الخيل تُخُوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، يبغي بذلك إرهاب الروم وإعادةالثقة إلى قلوب العرب الضاربين على الحدود، حتى لا يحسبن أحد أن بطش الكنيسة لامعقب له، وأن الدخول في الإسلام يجر على أصحابه الحتوف فحسب‏.‏
3ـ وتكلم الناس في قائد الجيش لحداثة سنه، واستبطأوا في بعثه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارةأبيه من قبل، وايم الله، إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان من أحب الناس إلى، و إنهذا من أحب الناس إلى بعده‏)‏‏.‏وانتدب الناس يلتفون حول 4ـأسامة، وينتظمون في جيشة، حتى خرجوا ونزلواالجُرْف، على فَرْسَخ من المدينة، إلا أن الأخبار المقلقة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ألزمتهم التريث، حتى يعرفوا ما يقضي الله به، وقد قضي الله أن يكون هذا أول بعث ينفذ في خلافة أبي بكر الصديق‏.‏
فــــــــــــائده:ـ


1ـثم يتجلى من جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش لأسامة بن زيد وهو شاب في سن العشرين وتحت لوائه شيوخ المهاجرين والأنصار، كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وهم من هم في سبقهم الى الاسلام، وحسن بلائهم فيه، وتقدمهم في السن والمكانة على أسامة، ان في هذا سنة حميدة من سنن الاسلام في الغاء الفوارق بين الناس من جاه وسنٍّ وفضل، وتقديم الكفء الصالح لها مهما يكن سنِّه ومكانته،
2ـ ثم في رضى هؤلاء العظماء الذين أثبت التاريخ من بعد أن التاريخ لم ينجب مثلهم في عظمتهم وكفاءاتهم، على أن يكونوا تحت إمرة أسامة الشاب، ما يدل على مدى التهذيب النفسي والخلقي الذين وصلوا اليه بفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدايته وتربيته وإرشاده.
3ـسابقة عظيمة لم تعهدها أمة من الأمم، تدل على وجوب فسح المجال لكفاءات الشباب وعبقرياتهم، وتمكينهم من قيادة الأمور حين يكونون صالحين لذلك،
4ـ ورضي الله عن أسامة الشاب، وهنيئاً له ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفاءة قيادته وصدق عزيمته، وحسن إسلامه، رضي الله عنه وجعله قدوة لشبابنا المؤمنين العاملين.

طلائع التوديع تظهر في عبارته وتتضح في افعاله :
1- أعتكف في رمضان عشرين يوما وكان لايعتكف إلا عشرة ايام.
2- تدارسه جبريل القران مرتين
3- قوله صلى الله عليه وسلم في جحة الوداع( إني لا ادري لعلي لاالقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا)
4- قال وهو يرمي جمرة العقبة( خذوا عني مناسككم لعلي لااحج بعد عامي هذا .)
5- أنزلت عليه سورة النصر في اوسط ايام التشريق فعرف انه الوداع وانه نعيت اليه نفسه
فـائــده :

1_حرصه صلى الله عليه وسلم على الاستزاده من الاجر والثواب وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فما حالنا نحن .، وعلينا الحرص على فعل الخيرات والاستعداد ليوم البعث والحساب
2_حرصه على تمسك المسلمين بالنسك الصحيح بعد وفاته ولكن نسأل الله العفو والسلامه من البدع التى ظهرت في الحج وغيره .فعلينا الحذر منها ونشر التوعيه لمن حولنا
*************************************************
اليوم : اوائل صفر 11هجريه.
في سنة 11هجريه خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد وصلى على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات ثم انصرف إلى المنبر وقال( أني فرطتكم وأني شهيد عليكم وأني والله لا أنظر الى حوضي الان وقد اعطيت مفاتيح خزائن الأرض او مفاتيح الأرض واني والله ما أخاف ان تشركو بعدي ولكني اخاف عليكم أن تتنافسوا فيها .)
فــائــده :
حرصه صلى الله عليه وسلم على عقيدة المسلمين وعلى وحدة الصف الاسلامي حتى بعد وفاته .وخوفه على امته من التنافس على الحياة الدنيا وزينتها وهذا مايحصل الان وكم نرى ونسمع نزاعات بين افراد وقبائل من اجل قطعة ارض اوتقسيم ارث ،نسأل الله العفو والسلامه اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا
*********************************************
ثم خرج الى اهل البقيع وأستغفر لهم وقال : السلام عليكم ياأهل المقابر ليهن لكم ما اصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه , أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم تتبع اخرها اولها والاخره شر ن الاولى .وبشرهم قائلا: ( أنا بكم للاحقون )
فــائــده :

من هذا الحديث يتضح لنا تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من الفتنه التى ظهرت والتى ستظهر وقانا الله واياكم منها .
بداية مرضه صلى الله عليه وسلم :
اليوم الاثنين / 29صفر / 11هجريه
شعر صلى الله عليه وسلم بصداع في راسه وارتفعت حرارته حتى كانوا يجدون حرها فوق العصابه التى تعصب بها راسه .
صلى بالناس وهو مريض 11يوما .
أيام مرضه كانت 13او14 يوما
الأسبوع الاخير
أزداد المرض على الرسول صلى الله عليه وسلم وجعل يسأل أزواجه (أين انا غدا)
ففهمنا مراده فأذن له يكون حيث شاء
أنتقل الى منزل السيدة عائشه رضى الله عنها فكانت السيده عائشه رضى الله عنها تقرأ المعوذات والادعيه التى حفضتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تنفث على نفسه وتمسحه بيده رجاء بركته .
فـائـده :
تفهم ازواجه رضى الله عنهن لمراده وهذا من حرصهم على ارضاءه صلى الله عليه وسلم .
المحبه والاولفه التى ببين ازواجه صلى الله عليه وسلم .
محبته لعائشه وحرصه ان يكون عندها في ايامه الاخيره .
ليت الزوجات في هذا الزمان يحرصون على رضاء ازواجهم ويقتدين بأمهات المؤمنين رضي الله عنهم .

اليوم الأربعاء : قبل وفاته بخمسة أيام.
أشتد عليه المرض مما زاد الحراره فأشتد به الوجع وغمى عليه قال( هريقوا على سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج الى الناس فأعهد اليهم ).
ثم دخل المسجد وهو معصوب الرأس وخطب في الناس وقال (لعنة الله على اليهود والنصارى أتخذوا قبور أنبايئهم مساجد )
وقال (لاتتخذوا قبري وثنناً يعبد)
فــائــده :
حرصه صلى الله عليه وسلم على بث تعاليم الاسلام الصحيحه وهو في مرض الموت .
خوفه على أمته من الشرك اللذي يقع فيه الكثير الان وقانا الله وأياكم من الشرك وأهله .

وعرض نفسه للقصاص قائلا(من كنت جلدة له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت شتمة له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه )
فــائــده:
أنظرى الى مدى حرصه صلى الله عليه وسلم على أن يأخذ كل ذي حق حقه وهو المنزهه من كل سوء فأين نحن منك يارسول الله فكم تنتشر الغيبه والنميمه والبغضاء والشحناء وكم بطشنا بأيدنا وكم تسلط البعض على الاخر بالسب والشتم نسأل الله التوبة النصوح .
ثم نزل وصلى الظهر وجلس على المنبر وعاد الى مقالته الاولى فالشحناء وغيرها فقال رجل أنى لي عندك ثلاث دراهم فقال أعطه يافضل .
فـائــده :
شدة حرصه على أن يأخذ كل ذى حق حقه ونحن نرى الان يقترض عند الحاجه وعندماتتيسر أموره لايرد الدين ولكن الى متى .
لقد وصى بالانصار فقال ( أن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام فمن ولي منكم امرا يضر فيه احدا او ينفعه فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم .
فـائــده :
أعترافه صلى الله عليه وسلم بفضل الأنصار وعرفانه بجميلهم وحبه لهم فليكن لا أولى الفضل مكان بيننا .

قال عليه الصلاة والسلام (أن عبدا خيره الله من يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فختار ما عنده )
قال ابو سعيد الخدري فبكى ابو بكر قال فديناك بآبائنا وامهاتنا فعجبنا له .
فـائــده :
هل عرفتم من هو ذلك الرجل أنه محمد عليه الصلاة والسلام لقد خيره الله بين ما عنده وبين زهرة الحياة الدنيا وقد أختار ما عند الله وماعند الله خير وأبقى على ما في الدنيا من نعيم زائل فعلمي أخيتي أن نعيم الدنيا زائل وأعملي لجنة عرضها السموات والأرض .

*******************************************
ثم قال عليه الصلاة والسلام(أن من أمن الناس في صحبته وماله ابو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لا اتخذت ابو بكر خليلا ولكن أخوة الأسلام ومودته لايبقين في المسجد بابا اللا سد اللا باب ابي بكر )
فـائــده :
بين فضل ابي بكر رضي الله عنه وليكن خير قدوة لنا في محبته للرسول صلى الله عليه وسلم وأتباع أوامره .
يوم الخميس قبل الوفاة بأربع أيام .
1- أشتد به الوجع أوصى بثلاث وصايا
أخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب
إجازة الوفود بنحو ما كان يجيزه
أما الثالث الاعتصام بالكتاب والسنه أو تنفيذ جيش أسامه
وكان صلى الله عليه وسلم يصلى بالناس جميع صلاوته حتى ذلك اليوم ( يوم الخميس قبل الوفاه بأربع أيام )
وقد صلى في ذلك اليوم صلاة المغرب عند العشاء زاد ثقل المرض بحيث لم يستطع الخروج الى المسجد وصلى بالناس ابو بكر .
فـائــده :
حرصه على أن تبقى جزيرة العرب وهي بلاد الأسلام في ذلك الوقت خالية من الكفر والشرك ووصيته بالصلاة والحفاظ عليها قلما نجد من يحافظ عليها الآن .
قبل يوم أو يومين من وفاته يوم السبت أو الأحد .
وجد في نفسه خفه فخرج بين رجلين لصلاة الظهر وابو بكر يصلى بالناس فلما رآه ابو بكر ذهب ليتاخر أومأ اليه بأن لايتاخر قال (أجلساني الى جنبه )فأجلساه الى يسار ابي بكر فكأن ابو بكر يقتدى بصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ويسمع الناس بالتكبير .
فـائــده :
حرصه على صلاة الجماعه ووحدة الصف الأسلامي .
قبل يوم من وفاته عليه الصلاة والسلام
يوم الأحد قبل يوم الوفاه
1- أعتق النبي صلى الله عليه وسلم غلمانه وتصدق بسبع دنانير كانت عنده ووهب للمسلمين أسلاحته .
فـائــده :
حرصه على فعل الخير من عتق وصدقه في آخر أيامه فأين نحن من فعل الخيرات .
أخر يوم في حياته صلى الله عليه وسلم .
يوم الأثنين ربيع الاول سنة 11هجريه
بينما كان المسلمون في صلاة فجر يوم الأثنين وابوبكر يصلى بهم لم يفاجئهم اللا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشه فنظر اليهم وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم يضحك فكانت هذه اخر صلاة ثم لم يأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت صلاة أخرى .
فـائــده :
تبسمه وسروره من وحدة الصف الأسلامي وأن أتم الله نعمة الأسلام والمسلمين .
لما أرتفع الضحى دعى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت قالت عائشه فسألنا عن ذلك فقالت سر النبي أنه يقبض في وجعه اللذي توفي فيه فبكيت ثم سرني فأخبرني أن أول أهله اتبعه فضحكت وبشر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين .
فـائــده :
فضل السيدة فاطمة رضي الله عنها أول من يقبض من أهله بعده وسيدة نساء العالمين .
*********************************************
ودعى الحسن والحسين فقبلهما وأوصى بهما خيرا ودعى أزواجه ووعظهن وذكرهن وطفق الوجع يشتد ويزيد فأوصى الناس فقال الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم .
فـائــده :
حبه للحسن والحسين ومدى عطفه عليهما
حرصه على وعظ أزواجه
بيان فضل الصلاه وهو في اشدالمه فما اكثر المتهاونين بالصلاه جهلا وكسلا منهم فلابد ان يكون للاهل دور في توعية ابنائهم هدى الله الجميع الى مايحب ويرضى

أخيرا الأحتضار
ضحى يوم الأثنين 12 ربيع الأول 11هجريه .عمره 63 سنه وأربعة أيام
بدأ الأحتضار فأسنتدته عائشه أليها وكانت تقول أن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته.
دخل عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرايته ينظر اليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت أخذه لك ؟ فأشار براسه أن نعم , فتناولته ،فأشتد عليه، فقلت له:الينه لك.فأشار برأسه أن نعم، فلينته.وفي روايه انه استن به كأحسن ماكان مستنناوبين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يده في الماء ويمسح بها وجهه يقول (لااله اللا الله أن للموت سكرات ) وبعد أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو أصبعه وشخص بصره نحو السقف وتحركة شفتاه فأصغت اليه عائشه وهو يقول مع "مع اللذين أنعمت عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين اللهم أغفرلي وأرحمني والحقني بالرفيق الاعلى اللهم الرفيق الاعلى " كرر الكلمة الاخيرة ثلاثا ولحق بالرفيق الاعلى .
فـائــده :
فضل السيدة عائشه رضى الله عنها
توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها وفي يومها وعلى صدرها وجمع الله بين ريقه وريقها فليكن لنا في أمهات المؤمنين أسوة حسنه فقد كن نعم الزوجات البارات ونعم الفقيهات الصالحات .
بيان منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه مع اللذين أنعم الله عليهم من النببين والصدقين والشهداء والصالحين .
شدة سكرات الموت على سيد الخلق والمرسلين المنزهه من كل ذنب فكيف بنا نحن اللهم أرحمنا وأحسن خاتمتنا .

موقف الصحابه بعد موته

‏‏
وتسرب النبأ الفادح، وأظلمت على أهل المدينة أرجاؤها وآفاقها‏ ولا يوجد

حب في الدنيا يبلغ حب هؤلاء الصحابة الأبرار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد هداهم الله به، وأنقذهم من الظلمات إلى النور، وغير حياتهم، وفتح عقولهم وأبصارهم، وسما بهم إلى مراتب القادة العظماء، ثم هو في حياته مربيهم وقاضيهم ومرشدهم يلجؤون اليه في النكبات، ويسترشدونه في الحوادث، ويأخذون خرج أبو بكر الى الناس، فخطب فيهم وقال: أيها الناس! من كان يعبد محمداً، فان محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله، فان الله حيٌّ لا يموت، ثم تلا قوله تعالى: ?وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً، وسيجزي الله الشاكرين? [آل عمران: 144]. فلما تلاها أبو بكر أفاقوا من هول الصدمة، وكأنهم لم يسمعوها من قبل، قال أبو هريرة: قال عمر: فوالله ما هو الا أن سمعت أن أبا بكر تلاها فعقرت – أي دهشت وتحيرت – حتى وقعت الى الأرض وما تحملني رجلاي، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات.
فائـــــــــــده
أولهما: أن الصحابة دهشوا لموت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لكأن الموت لا يمكن أن يأتيه، مع أن الموت نهاية كل حي، وما ذلك إلا لحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حباً امتزج بدمائهم وأعصابهم، والصدمة بفقد الأحباب تكون على قدر الحب، ونحن نرى من يفقد ولداً أو أباً كيف يظل أياماً لا يصدق أنه فقده، وأي منه خطاب الله لهم وحديثه اليهم وتعليمه لهم، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم انقطع ذلك كله، فأي صدمة أبلغ من هذه الصدمة وأشدها أثراً.
ثانيهما: أن موقف أبي بكر دل على أنه يتمتع برباطة جأش وقوة أعصاب عند النكبات لا يتمتع بها صحابي آخر. وهذا ما جعله أولى الناس بخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أثبت ذلك في حركة الردة في جزيرة العرب

التجهيز وتوديع الجسد الشريف إلى الأرض‏‏

ووقع الخلاف في أمرالخلافة قبل أن يقوموا بتجهيزه صلى الله عليه وسلم، فجرت مناقشات ومجادلات وحوار وردود بين المهاجرين والأنصار في سَقِيفة بني ساعدة، وأخيرًا اتفقوا على خلافة أبي بكر رضي الله عنه، ومضي في ذلك بقية يوم الاثنين حتى دخل الليل، وشغل الناس عن جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان آخر الليل ـ ليلة الثلاثاء ـ مع الصبح، وبقي جسده المبارك على فراشه مغشي بثوب حِبَرَة، قد أغلق دونه الباب أهله‏.‏
ويوم الثلاثاء غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن يجردوه من ثيابه، وكان القائمون بالغسل‏:‏ العباس وعليّا، والفضل وقُثَم ابني العباس، وشُقْرَان مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد، وأوس بن خَوْلي، فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة وشقران يصبان الماء، وعلى يغسله، وأوس أسنده إلى صدره‏.‏
وقد غسل ثلاث غسلات بماء وسِدْر، وغسل من بئر يقال لها‏:‏ الغَرْس لسعد بن خَيْثَمَة بقُبَاء وكان يشرب منها‏.‏
ثم كفنوه في ثلاثة أثواب يمانية بيض سَحُولِيَّة من كُرْسُف، ليس فيها قميص ولا عمامة‏.‏ أدرجوه فيها إدراجًا‏.‏
واختلفوا في موضع دفنه، فقال أبو بكر‏:‏ إني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏ما قبض نبي إلا دفن حيث يـقبض‏)‏، فرفع أبو طلحة فراشه الذي توفي عليه، فحفر تحته، وجعل القبر لحداً‏.‏
ودخل الناس الحجرة أرسالاً، عشرة فعشرة، يصلون على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أفذاذاً، لا يؤمهم أحد، وصلي عليه أولاً أهل عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم الصبيان، ثم النساء، أو النساء ثم الصبيان‏.‏
ومضى في ذلك يوم الثلاثاء كاملاً، ومعظم ليلة الأربعاء، قالت عائشة‏:‏ ما علمنا بدفن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المسَاحِي من جوف الليل ـ وفي رواية‏:‏ من آخر الليل ـ ليلة الأربعاء‏.‏
فائــــــــــده


مهما اختلفت اراء المسلمين تتحد كلمتهم وتتفق ارائهم في النهايه
كرامة الرسول محفوظة حتى بعد موته فلم يجرد من ثيابه
مبداء الإسلام الشورى والتشاور في كل شيء حتى في مكان دفنه عليه السلام
حرص الصحابة ونساءهم الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
فبأبي أنت وأمي يا رسول الله

وهكذا انطوت صفحة مشرقه من صفحات الامه الاسلاميه معطرة بالسيره النبويه العطره
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس