عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2010, 09:24 AM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: نور .. داعية هذا الاسبوع

).


وها هو القرآن الكريم يُتلى علينا ويقرأ بين ظهرانينا، فهل تغيَّرت به نفوسنا وانطبعت عليه أخلاقنا، وفعل في قلوبنا كما كان يفعل في قلوبِ أسلافنا؟.


لقد صرنا نقرأ القرآن قراءةً آليةً صرفةً، كلمات تتردد ونغمات تتعدد، ثم لا شيء إلا هذا، أما فيض القرآن وروحانيته وهذا السيال الدافق من التأثير القوي الفعَّال، فمن بيننا وبينه حجاب، ولهذا لم نكن صورة من النسخة الأولى التي تأثَّرت بالقرآن وتبدَّلت نفوسها به، وها نحن الآن نريد أن نقتدي بهذا السلف، ونريد أن تنهض من جديد في نفوس المسلمين وشعوب المسلمين أمة القرآن ودولة القرآن.


فهل لنا أن نتصل بالقرآن صلةً حقيقيةً تطهر من أرواحنا وتغير من نفوسنا؟


إننا نُؤثر الدنيا ونُحبها من كلِّ قلوبنا، فهل لنا أن نستمع إلى قول الله العلي الكبير: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)﴾ (التوبة)، وقوله تعالى: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)﴾ (الأعلى)، وقوله تعالى: ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ (النحل: من الآية 96)، فنؤثر ما عند الله على ما عند أنفسنا ونحرص على مرضاته وجزيل مثوبته ولا نعبأ بما يُصيبنا في سبيل الحق الذي ندبنا إليه من أذى في النفوس أو الأموال، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولن يصيبنا إلا الخير بإذن الله ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)﴾ (آل عمران).


وإننا ننظر إلى الأسباب نظرة هي كل شيء، ونهمل في حسابنا إرادة العلي الكبير، ومناصرته لأوليائه من حيث لا يحتسبون، وتأييده إياهم بما يعلم الناس وما لا يعلمون، والله تعالى يقول: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)﴾ (الطلاق)، ويقول تعالى ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ﴾ (القصص)، إلى غير ذلك من الآيات التي تكل الأمر كله لله من قبل ومن بعد.


فهل لنا أن تتغير نفوسنا بهذا الوحي الرباني، والوعد القرآني، والتنزيل السماوي، فنكون بما في يد الله أوثق منا بما في أنفسنا؟!.


إننا نغضب ونتقاطع بسبب وبغير سبب، وتفرق بيننا الآراء والأهواء والشهوات والمنازع والدنيا، والعرض الزائل والوهم والأمنية الباطلة، والغاية الفاشلة الزائلة، والله يقول: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ (آل عمران: من الآية 103)، ويقول تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية 10)، ويقول تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ (التوبة: من الآية 71).


فهل لنا أن نتأثر بهذا الخطاب الكريم فننسى الضغائن والأحقاد، ونطهر النفوس والصدور، ونجتمع على كلمة الله، ونكون إخوانًا لذاته متحابين بروحه متعاونين على مرضاته، إنَّ الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)﴾ (المؤمنون).


فأين نحن من هذه الأوصاف الكريمة والسمات الفاضلة التي وسم الله بها عباده المؤمنين.


الخضوع في الصلاة والمحافظة عليها، والإعراض عن اللغو في القول، والعمل على تجنب ما لا يفيد ولا ينفع، وكل صغير وكبير مستطر، وأداء الزكاة، زكاة الفطر وزكاة المال إبراءً للذمة وتطهيرًا للثروة ومنعًا للفتنة وبِرًّا للفقراء والمساكين.


وحفظ الفروج وصيانتها عن غير ما أحل الله لها، وحفظ ما يتصل بها من العين والأذن والفم والأنف واليد والرجل، وقديمًا قال الشاعر العربي:

لعمرك ما أهويت كفي لريبةٍ *** ولا حملتني نحو فاحشةٍ رجلي

ولا قادني سمعي ولا بصري لها *** ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي

حفظ الفروج سموًا بالعاطفة، وعلوًا بالروح، وتنزيهًا للنفس وصيانةً للعرض، وصرعًا للشيطان، وإرضاءً للرحمن، وأداء الأمانة والوفاء بالعهد أداءً للحق، واعتدادًا بالنفس، وتوفيرًا للثقة، وإقامةً لميزان التعارف والتعاون بين الناس.


أين نحن الآن من هذه الأوصاف القرآنية التي ميز بها الإسلام أبنائه من المؤمنين الصادقين، والتي تخلق بها سلفنا، فكانوا خير أمة أخرجت للناس؟!.

هذه نماذج من تعاليم القرآن طبع بها نفوس أسلافنا فانعكست على مرآةِ أخلاقهم وأضاءت نفوسهم ، وهدتهم بهم سواء السبيل.

فهل تتغير نفوسنا فتتغير أحوالنا؟






آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس