وحديثي الليلة إلى صاحب هذه المملكة الصغيرة نعم فالزوج ملك لهذه الأسرة الصغيرة فيا أيها الملك إن أردت السعادة لهذه المملكة الصغيرة وأردت الاستقرار والراحة النفسية فلا بد من تحقيق هذه القوامة بأركانها وشروطها وآدابها الشرعية.
معنى القوامة في أسمى مراتبها
أن يحفظ المرء أنثاه ويكفيها
وإن تَخَلَّى فهل تغني قوامته
هذا الذي يرخص الأنثى ويرديها
إذاً فلا بد أن تختار من عقلت
كفئا لتحفظ مرساها ومجريها
شكا بعض الإخوة حالهم مع أزواجهم, فقائل يقول: أين السعادة والراحة النفسية فإنني لم أشعر بشيء من ذلك .
وقائل يقول: لم أعد أطيق تصرفاتها وحنقها،
وقائل آخر: أزعجتني بكثرة خروجها وزياراتها .
وقائل آخر يقول أرهقتني بكثرة طلباتها ومصاريفها .
وقائل: تعبت من كثرة هجرها للفراش وتمنعها ،
وقائل: لم أعد أري ذلك الجمال ولا التجمل إلا في المناسبات والأفراح وقائل يقول: لا تهتم بأولادها وتربيتهم ومتابعتهم ،
وقائل: تعبت من إلحاحها بجلب خادمة أعتورها وأفتن بها ،
وقائل : لا تهتم بي ولا ترعى خاطري ،
وقائل: لم اسمع منها كلمة طيبة أو عبارة رقيقة
وقائل : لم أعد أطيق فسأطلق .......
وغير ذلك مما تسمعون و تقرءون وتشاهدون ، وكأن حال لسان كل واحد من أولئك يلقي باللوم كله على الزوجة المسكينة ويبرئ نفسه.
وأنا هنا أعرف أنني أوقعت نفسي في موقف حرج فهل أنتصر لبني جنسي من الرجال فتغضب عليّ النساء ، أو أنني أميل للجنس الآخر فيغضب عليّ الرجال.
وبعد جهد جهيد وتفكير عميق عرفت أنه لا نجاة لي إلا بالرجوع إلى المصدر الأصلي ,إلى الاعتصام بالكتاب والسنة إلى الله عز وجل الذي خلق الرجال والنساء وفضل كلا منهما بفضائل ومميزات فيكمل كل منهما الآخر.
فخرجت أن سبب تلك المشاكل كلها يتحملها الرجل والمرأة بحد سواء فكلٌ عليه تبعات وله مهمات فإن كنت تشكو أيها الرجل فإن المرأة تشكو أيضا,
فقائلة تقول: الصباح في وظيفته وفي الليل مع شلته ولا نراه إلا قليلا.
وقائلة: لا يسمح لي بزيارة أهلي والجلوس معهم ،
وقائلة: لا ينظر إلى أولاده ولا يهتم بهم ولا بمطالبهم
وقائلة : لا ينظر إلى أولاده ولا يهتم بهم ولا بمطالبهم
وقائلة: يشتمني ويضربني ويسيء إليّ أمام أولادي ،
وقائلة: آذاني برائحة الدخان وتركه للصلاة
وقائلة: كثير النقد والملاحظات والسباب واللعان،
قائلة : دائما يهددني بالطلاق والزواج من أخرى ،
و قائلة تقول: أتجمل وأتزين ولم أسمع منه كلمة إعجاب أو غزل وقائلة تقول : يمنعني من الدروس والمحاضرات ولم يحضر لي شريطا أو كتابا فيه خير ،
وقائلة : كثير السهر والجلوس أمام الأفلام و المباريات
وقائلة: لا يشاورني ولا يجلس معي ويثور لأتفه الأسباب ،
وقائلة: آذاني بكثرة جلساء السوء تدخين وغناء وشقاء ،
وقائلة: لا يهتم بي وبطلباتي الخاصة ، حتى ولا بالمنزل وطلباته ، وقائلة: يسافر كثيرا وليس لنا نصيب ولو عمرة في السنة ،
وأقول : الحياة الزوجية تعاون وتآلف وحب ووئام ,
وإنَّ أمثل قاعدة للسعادة والراحة أن نفهم جيدا قول الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
: "كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"
" وقول أبي ذر لزوجه إذا رأيتني غَضِبْتُ فَرَضِّنِي ، وإذا رأيتك غَضْبَى فإني رَضَّيْتُكِ وإلا لم نصطحب،
وقول الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما أن عين السخط تبدي المساويا