عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2010, 07:10 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاضل الحلو

الصورة الرمزية فاضل الحلو

إحصائية العضو








فاضل الحلو غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية ((ارجو التثبيت ))

رابعا: البعثة المحمدية ( السيرة النبوية ) حلقة من حلقات الدعوة إلى التوحيد :


** خلق الله عز وجل الناس لعبادته وحده لا شريك له (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(1) فكان آدم عليه السلام نبيا مرسلا (2) ، ثم كانت ذريته من بعده على التوحيد عشرة قرون حتى ظهر الشرك .ــ وأرسل نوح عليه السلام يدعو الناس إلى التوحيد (3) ، ومن يومها وموكب الدعوة إلى الله سائر .


** دعوة الكل ـ بما فيها دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ـ هي الإسلام بمفهومه العام ، الاستسلام لله ... إخلاص العبادة لله عز وجل بشقيها الطاعة والنسك ، أو الشرائع والشعائر ـ , وموجز دعوتهم ـ عليهم الصلاة والسلام ـ أنها دعوة واحدة إلى منهج " التوحيد " بكل فروعه وأنواعه وموالاة أهله ، وما يستلزمه ذلك من نبذ الشرك بكل صُوَرِه وألوانه ، ومعاداة أهله(4) .

** وفي القرآن جاء التعبير عن الرسالات جميعاً بأنها كتاب واحد قال تعالى :
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)(5) .


** وقال تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)(6) .


** وقال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) (7)، وجُمْلةً (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً . أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً )(8)...

** فالدين عند الله واحد (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ)(9) وليس هناك تعدد أديان وإنما تعدد رسالات . ولذلك من الخطأ الاعتقاد بتعدد الأديان الإلهية .


** وتدبر قول الله تعالى (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ)(10) ، وقول الله تعالى( وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً )[ الفرقان : 37] .


** ومعروف أن قوم نوح لم يكذبوا إلا نبيهم نوحا عليه الصلاة والسلام ، وإنما لما كانت الدعوات واحدة ، أعتبر تكذيب قوم نوح لرسولهم ـ نوح عليه السلام ـ تكذيب للرسل جميعا .


** فالدين عند الله الإسلام ولا يقبل من الناس غيره (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(11) هو دين إبراهيم عليه السلام قال تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )(12) , وقال تعالى (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )(13)

** وهو دين يعقوب عليه السلام وبنيه من بعده قال الله (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(14)

** وجاء على لسان قوم موسى عليه السلام (وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ)(15) ، (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ)(16)


** وجاء على لسان نوح عليه السلام (فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(17)


** وجاء على لسان يوسف عليه السلام " رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين " [ يوسف : 101 ]


** وجاء على لسان الحواريين " فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون " [ آل عمران : 52 ] .


** وفي آية أخرى " وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأنا مسلمون " [ المائدة : 111 ]


** وجاء في خطاب سليمان عليه السلام إلى أهل اليمن (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) (18) (فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ)(19) .


** وجاء على لسان الملائكة وهم يتكلمون عن قوم لوط عليه السلام (فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ )(20)


** فالدين واحد وإن تعدَّدت الرسالات .
ــ وفي الحديث " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ "(21)


** ونجد في السيرة النبوية ربطا بين الأشخاص الذين عاصروا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبين من سبقوا .
ــ يُشبَّه أبو بكر ـ رضي الله عنه بمؤمن آل فرعون ـ ، وعروة بن مسعود الثقفي بالرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى(22)، وعقبة بن معيط بقاتل ناقة صالح عليه السلام(23) . وأبو جهل بفرعون(24) ، وأمية بن أبي الصلت بالذي آته الله آياته فانسلخ منها(25) ... وقريب من هذا " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ "(26) و " لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ"(27) .


** وحين عَرض السيرة النبوية على الناس لا بد من الحرص على تبيين هذا الحبل الممدود بين عباد الله وعباد الشيطان على مر العصور (28)


** والقرآن الكريم يستخدم مع المكذبين للرسالة في كل العصور نفس الوصف فهم ( الملأ ) ... ( الذين استكبروا ) .. وأتباعهم هم الذين ( استضعفوا ) .


** وجاء التعبير عن رفض دعوة الرسل ـ كل الرسل ـ بأنه عبادة للشيطان قال تعالى (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (29)



والمطلوب

هو توضيح هذا الربط بين عباد الله في كل زمان ومكان، وبين عباد الشيطان في كل زمان ومكان من خلال دراسة السيرة النبوية . وبيان أن السيرة النبوية ما هي إلا حلقة من حلقات الدعوة إلا الله عبر التاريخ ، هي رسالة الله إلى البشرية بعد أن انحرفوا لردهم إلى الدين الحق . وهذا الربط أيضا يحدث نوع من الأنس بين مسلمي اليوم ومسلمي الأمس . ويشعر المسلم بأن نسبه عريق بين الأجيال ، وفيه استحضار لحال من مضوا والتأسي بهم .

------------------

1/ (الذاريات : 56 )

2/ في المسند( 20566) من حديث أبي ذر قال
: قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلُ ؟
قَالَ آدَمُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَبِيٌّ كَانَ قَالَ نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ .

3/ وهو من قول بن عباس رضي الله عنهما ، راجع تفسير بن كثير عند قوله تعالى
" وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " [ الأحزاب : 33 ]

4/ ظاهرة الإرجاء للدكتور سفر الحوالي ـــ المقدمة .

5/ (البقرة : 213 )

6/ (الحديد : 25 )

7/ الشورى : 17

8/ النساء : 150

9/ (آل عمران : 19 )

10/ (الشعراء : 105 )

11/ (آل عمران : 85 )

12/ البقرة : 127 ، 128

13/ البقرة : 131

14/ البقرة : 133 ، 132

15/ الأعراف : 126

16/ يونس : 84

17/ يونس : 72

18/ النمل : 30 ، 31

19/ النمل : 42

20/ الذاريات : 35 ، 36

21/ البخاري 3443 كتاب أحاديث الأنبياء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . والعلَّات الضرائر ، وبنوا العلِّات الإخوة للأب غير الضرائر .

22/ الروض الأنف قصة مقتل عروة بن مسعود الثقفي . وحاء في سنن الترمزي 3582في كتاب المناقب من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه وهو في الإسراء والمعراج وصف عروة بن مسعود الثقفي بعيسى عليه السلام . وجاء ذلك أيضا في صحيح مسلم كتاب الإيمان حديث رقم 251 .

23/ السيرة النبوية لأبي بكر الجزائري . عند ذكر أحداث غزوة بدر .

24/ مسند أحمد 5172

25/ والبداية والنهاية لابن كثير : جــ 2 ــ 220

26/ البخاري 2634ومسلم 4436.

27/ البخاري كتاب المغازي حديث رقم 4382

28/ انظر مختصر السيرة النبوية للإمام محمد بن عبد الوهاب ــ المقدمة .

29/ يس : 60




يتبع بإذن الله..






آخر مواضيعي 0 ليليان ....
0 قصيدة (غير متفق عليها )
0 مرثية للشاعر ثائر الحيالي
0 الفُ ليلة وأنثى
0 رجلُ بطعم السماء - للشاعر علي حميد الشويلي
رد مع اقتباس