عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2008, 04:55 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خطوات على الجمر

ضبط لبعض المفاهيم:
إن الوثائق تشتعل نارا لتحرق تلك الأوثان التي طالما نشرت السحر والفساد في الأرض. ولكن حتى نسترسل في نشر الوثائق التي قمت بجمعها وترجمتها، جهد المقل ومجبر أخاك لا بطل، يتحتم علينا ضبط بعض المفاهيم، حتى لا نغلوا في السحرة، ولا نرفعهم فوق قدرهم، وكذلك حتى لا نتعامل معهم جميعا على حد سواء، فسنكتشف وفقا لهذه المستندات أن السحرة منهم اللاعب ومنهم الملعوب به، ونحن الملعوب علينا كالكرة تركل بين أقدام صبية صغار. لذلك لنا وقفة نضبط فيها مفاهيمنا حول السحرة، حتى نستأنف نشر حقائق مروعة، كتبها من خضعوا لاختبارات سحرية معملية، وبوثائق رسمية، تجزم قطعيا تيني أجهزة الاستخبارات لنشاطات سحرية، وأن أعلى الجهات المسؤولة على اتصال مباشر بشياطين الجن لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية واستخباراتية، ولو تحت مسمياتهم المستنبطة من معتقدهم الكتابي المحرف. حيث أنني سوف أستخدم مصطلحات محددة وتعبيرات ذات دلالة خاصة اشير إليها، لذلك يتحتم توضيحها مسبقا.






يوجد نوع من السحرة يفرض وجوده، ولا يحتاج أن يبرز قدراته لمن يختبره، لكي يتم التأكد من مهارته كساحر، لأن قدراته السحرية ليست لتعلن عنه، فهو يتكتم سحره ليسوق به الناس إليه ويخضعهم لإرادته، خاصة إن كانوا مجردين من الأيمان ويفتقدون إلى الحكمة. أمثال هؤلاء السحرة من أساطين الكفر والضلال متسترين ومتخفين لا نعلم عنهم شيئا، فلا نملك أن نمسك عليهم مستندات توثق إدانتهم، لأنهم أحرص من أن يتركوا ورائهم دليلا يفسد عليهم ما يقومون به كيد، وما ينشرونه من فساد. لذلك فمن تستعين بهم أجهزة الاستخبارات هم سحرة من الدرجة الثانية، فرغم ما نجده من قدراتهم ومهاراتهم التي نراها مبهرة، إلا أن هناك من يتكتمون قدراتهم وينفذون مخططات شيطانية كبرى. لذلك يعلن عن صغار السحرة، وتجندهم لمهام محدودة وضعها سحرة أكبر من الدرجة الأولى، حتى من هم كبار فكل منهم له حدوده التي يضعها كبار أكابر السحرة في العالم، تماما كما في السلم الماسوني، درجات فوق بعضها البعض، فالوثائق تشتعل نارا لتحرق أوثان السحرة.

أمثال كبار السحرة لا يقارنوا بالمرتزقة من السحرة والدجالين، الذين يتكففون العيش بالسحر لسفهاء القوم، فهم من الدرجات الدنيا من السحرة. أما أكابر السحرة فهم من وجهاء أعلى وأرقى طبقات المجتمع، علماء، ساسة وحكام، عسكريين، رجال أعمال من الأثرياء، أصحاب سلطة ونفوذ، رجال دين وشيوخ متسترين بعباءة الدين (كالحاخامات والقساوسة شيوخ الصوفية والشيعة الذين خدعهم المجوس، وغيرهم من الفرق الضالة). فهم من زبدة المجتمع لهم من المؤهلات ما يسهم بشكل كبير في توسيع سيطرة الشيطان على المجتمع البشري، وهذا هو الفرق بين الساحر المرتزق والساحر المتجرد، هذا يترزق من سحره، وذاك متجرد لخدمة الشيطان وتنفيذ مخططاته الكبرى، وهذا الفارق الجوهري هو ما يجب أن نضعه في اعتبارنا عند تناول السحرة بالبحث والدراسة، فكل من الفريقين له أهدافه وطموحاته الخاصة التي تميزه عن الفريق الآخر.

إن دور السحرة المتجردين أخطر بكثير مما قد يجول بأذهاننا، فهم شخصيات مرموقة، نعرفهم جميعا، نقرأ ونسمع عنهم، لكن لا ندرك حقيقتهم كسحرة. لكن ما تقوم به أجهزة الاستخبارات هو جمع السحرة المرتزقين، لإجراء التجارب عليهم واختبار قدراتهم، وبهدف تدريبهم وتطوير مهاراتهم بطريقة معملية لتحقيق أهداف عسكرية واستخباراتية. فمهما كانت مهارتهم فائقة فلا يمكن أن تعتمد عليها الحكومات، ولا أن تركن إليهم في مهماتها التي تتعارض مع كل القيم الدينية والأخلاقية، وتفوق كل طموحاتهم التي حصروها في حصد المال والشهرة، وهذا القسم من السحرة هم من نتناولهم بالبحث والدراسة.




جماعات (مقوسي الملاعق Spoon benders):
كتب جيفري ستاينبيرج Jeffrey Steinberg في مقال له بعنوان (من في المؤسسة العسكرية قادر على شن هجمات مثل 11 سبتمبر؟ تشيني وعصابة الباراسيكولوجي يريدون شن معركة هرماجدون النووية) نشرته مجلة إكزكتف إنتلجنس ريفيو Executive Intelligence Review في العدد الصادر يوم 29 أغسطس 2005 (1) قائلا:

تحضيرا لكتابة هذا المقال قامت مجلة إكزكتف إنتلجنس ريفيو بمقابلة عدد من كبار ضباط الجيش وضباط المخابرات الأمريكيين المتقاعدين الذين حددوا من تجاربهم الشخصية هويات عدد آخر من ضباط الجيش الأمريكي البارزين الذين روجوا لهذه الجهود، وحولوا كميات كبيرة من أموال ميزانية البنتاجون إلى "برامج سوداء" لاختبار التطبيقات العسكرية لعدد كبير من التقنيات المسماة "غير القاتلة" (non-lethal). بعض أكثر هذه البرامج سرية، والممولة بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين، خلال الخمس وعشرين عام الماضية، تكشف عن جنون فعلي بمستوى جنون "مقوسي الملاعق" (spoon-bending). بعض هذه البرامج تقودنا مباشرة إلى أبواب معتقلات غوانتانامو وأبوغريب العسكرية حيث تم تحويل الأسرى هناك إلى أرانب اختبار لتقنيات التعذيب التجريبية المستقاة من نفس كتب النيو أيج والشعوذة المشار إليها.







إن جماعات (مقوسي الملاعق Spoon benders) والتي كان من أبرز أعضاءها الجنرال جيفري ميلر (Geoffrey Miller)، وهي جماعات من السحرة تعنى بفنون (السحر الاستعراضي)، مثل تقويس الملاعق المعدنية، ولهم مهارات سحرية أخرى كثيرة كالتخاطر، وقراءة الأفكار، وتحريك الأشياء عن بعد. فهم يزعمون أنهم من بواسطة قدراتهم العقلية يستطيعون تقويس وثني الملاعق المعدنية، بمجرد النظر والتحديق فيها لعدة ثواني، وبالفعل تتقوس الملاعق.


مجموعة من الأفلام تبين ما يقوم به مقوسي الملاعق من تحريك عن بعد
الفيلم الأول

الفيلم الثاني

الفيلم الثالث

الفيلم الرابع

الفيلم الخامس

الفيلم السادس


وتقويس الملاعق هو من أنواع السحر الاستعراضي غير المباشر في أحيان كثيرة، بهدف بيان القدرات والمواهب بعيدا عن مسمى السحر، حتى يستطيعوا النفوذ داخل المجتمعات المحافظة، حيث يستعرض الساحر بعض مهاراته السحرية بهدف إبهار الناس واستقطابهم نحوه، وبالتالي فهي في جملتها تستهدف فتنة الناس. ونستطيع تقسيم السحرة على ثلاثة أقسام متباينة، نوضحها فيما يلي:



القسم الأول:
سحرة استعراضيين: وهم طائفة من السحرة يجري الشيطان على أيديهم قدرات فائقة، بهدف الترويج للسحر، والسيطرة على المشاهدين والمتابعين والتسلط عليهم بسحره. وهم متفاوتون في مهاراتهم وقدراتهم، ومنهم سحرة معمدين من قبل الشيطان، ولهم شهرة واسعة جدا.




القسم الثاني:
سحرة مرتزقين:
وهؤلاء يتكسبون عيشهم من مزاولة السحر والكهانة والعرافة، وهم من يندفع إليهم الناس لتنفيذ بعض الأسحار في مقابل مادي، وأحيانا يشترط عليهم الجن عدم قبض أي أموال، أو تبديد ما يحصلون عليه من أموال طائلة، وهذا بغرض إذلالهم وترغيم أنوفهم. وهؤلاء منتشرون بين الناس، موفورون في كل مكان وزمان، وكثيرا ما يخذلهم معبودهم من الجن فيقعون فريسة بين أيدي رجال الأمن، فيتم فضحهم والتخلص منهم حينما يستغني الشيطان عن خدماتهم. ومهمتهم نشر السحر بين الناس والترويج له، وجذب أكبر عدد من الرواد، واستقطاب المريدين للسحر للإفساد بين في الأرض والوقيعة بين الناس، وهذا القسم من السحرة يدخل فيهم طائفة المستعينون بالجن ويدعون أنهم رقاة ومعالجين.



المستعينون بالجن:
فهم في الأصل كانوا ولا يزالون مرضى، سواء عليهم علموا هذه الحقيقة أم لم يعلموا، فإنهم يرون الجن ويسمعونهم، وهذا يحسم مسألة أنهم مرضى بغير مخالف في هذا بين جميع المعالجين قاطبة. وقد يعالج أحدهم الناس وهو لا يدري أنه مصاب، فينطق جني على لسان المريض، فيزعم له أنه أسلم على يديه، ثم يعرض عليه مساعدته في علاج المرضى، كل هذا يتم وهو لا يرى الجن ولا يسمعهم، وبعد موافقة المعالج يبدأ يراهم ويسمعهم، فينكشف حينها حقيقة أنه كان مصابا من قبل وهو لا يدري، لأن الكشف البصري والسمعي لا يكون إلا مع إصابة بالمس، فالكشف لا يتم إلا بالاعتداء على جسم المريض، وهذا لا يفعله الجن المسلم، لأن الاعتداء على جسم الإنس محرم عليهم باعترافهم هم على أنفسهم. ولكن الشياطين تستدرج هؤلاء الرقاة بخطوات خبيثة، إلى أن تحين الفرصة المناسبة فيتم الكشف السمعي والبصري برضا الراقي وموافقته، فيراهم ويسمعهم ويبدأ يستعين بهم في علاج الناس، وفي بعض الحالات يكون الاتصال قاصرا على المنامات أو بالإيحاء والوسوسة، وهذا يتم باتفاق بينهما. وهذا يبهره ما يراه من الجن وما يسمع، فيتمسك بما هو عليه من استعانة وشرك، ويزاول السحر بمعناه الحقيقي لأن الاستعانة بالجن في حد ذاتها هي أساس السحر وممارسة له. وعلى هذا ينقسم المستعينين بالجن إلى قسمين:

القسم الأول: مخدوع من شياطين الجن، ويظنون أنهم جن مسلم صالحون، وزادهم تمسكا ما هم فيه من ضلال تلك الفتاوى الباطلة التي لا سند لها من كتاب أو سنة، والتي تجيز الاستعانة بالجن. وهؤلاء تخدعهم الجن وتضللهم، وراجع عليهم كذب شياطين الجن وتدليسهم، وهذا بسبب ضحالة علمهم وسذاجتهم، فأعرف واحد منهم لا يحفظ إلا فاتحة الكتاب والمعوذات، ويرقي بهم مع بعض الآيات من كتاب الله مما حفظها سماعا، فهو أمي لا يقرأ ولا يكتب، وكان معه طبيب من الجن، فاستعان به أحد مرضاي بدون علمي وبغير إذن مني، وكانت حالته المرضية تحمل أسحارا غزيرة ويحتاج لسنوات لعلاجه، ولكنه تعجل الشفاء طمعا فيما لدى المستعين من قدرات لم يجربها من قبل، فلما قام بعلاجه خطفت الشياطين الذين على جسد المريض أعوان المعالج، وأسرتهم داخل جسده، فاستشاط غيظا، وأقسم على أن لا يذهب إلى المريض مرة أخرى، فجاء المريض وقص علي الواقعة. فهذا القسم نسأل الله تعالى لهم الهداية.

القسم الثاني: متواطئون مع الشياطين، ويعلمون حقيقة ما هم فيه من ضلال مبين، ولكن يدفع بعضهم حب المال، والشهرة، والجاه، فالشيطان يحسن استغلال هذه الثغرات فيهم، فأحكم قبضته عليهم وتمكن منهم، بهدف تضييق الطريق على المعالجين الشرعيين، وصرف الناس عنهم، وبهذا يضمن الشيطان استمرار الأسحار مسلطة على الناس، فلا يجدون من يعمل على إبطالها إلا المستعينون بالجن، ويا ليت يتحقق على أيديهم شفاء! وإن تم الشفاء ظاهريا فقط، فبسحر (حبس للسحر) الأول تمارسه الجن على المرضى لخداعهم، ومن أجل الترويج للساحر، والحقيقة أن الأعراض تتوقف زمنا قد يطول، لكن المريض اكتسب سحرا جديدا خلاف السحر الأول، فصار بحاجة إلى علاجه من سحرين لا سحر واحد فقط. فهؤلاء لا عذر لهم بالجهل. وشرهم أشد سوءا من السحرة الاستعراضيين، وأقل شدة من السحرة المتسترين، فهم في منزلة وسط بينهما، وتمكنهم من السحر أكثر وأشد قوة من الاستعراضيين.

القسم الثالث:
سحرة متسترين: وهم أخطر التقسيمات الثلاثة، فهم متخفين بين الناس، فتجدهم متغلغلين داخل جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية، حكام وعلماء ورجال أعمال وسياسيين وعسكرين وفنانين ورجال دين .. إلخ لا يعلم أحد شيئا عن حقيقتهم، ومهتهم داخل عالم الإنس تطبيق المخططات الشيطانية لتدمير البشرية ومحاربة الأديان. ولا يظهرون طقوس السحر العلنية المتعارف عليها بين السحرة، فهم يرون الجن ويسمعونهم، ويتعاملون معهم تعامل مباشر، فيؤدون طقوس السحر داخل عالم الجن وليس في عالم الإنس، بأدوات ومواد جنية وليست إنسية.




استخارة الشياطين واستشارتهم:
فالشيطان يهدف من دعمه مثل هؤلاء السحرة الاستعراضيين إلى الترويج للسحر، وجذب انتباه الناس إليه باعتباره قوة خفية مرهوبة الجانب، حتى ظهرت في الأسواق ألعاب سحرية زهيدة الثمن، وفي متناول جميع المستويات الاقتصادية، يقتنيها الأطفال والكبار على حد سواء، تتفاعل فيها شياطين الجن مع الإنس. ومنها اللعبة ذائعة الصيت تسمى الويجا Ouija، لدرجة أن صيغ عدة أفلام سينمائية تحمل نفس اسم اللعبة، مما روج لها ووسع من انتشارها أكثر من أن يحد من الولع بها، فالناس شغوفة بالمجهول ولا تتعظ من أفلام السينما.






وهذه اللعبة يسأل فيها اللاعب اللعبة شفاهة مسألته، فتتحرك اللعبة تلقائيا تحت يد السائل، وينتقل المؤشر من حرف إلى الآخر إلى أن تكتمل الإجابة على سؤال السائل. فهي تعد لعبة سحرية من (سحر العرافة والتنجيم)، حيث تدخل في استخارة الجن واستشارتهم من دون الله تبارك وتعالى، فهي تعد واحدة من أساليب التنبؤ والعرافة والكهانة، وهذا باب من السحر لا نريد الإسهاب في شرحه وبيانه، فيكفي أن يعلم الجميع أنها لعبة تعتمد على شيطان يلقب (ويجا Ouija)، ويرسل نائبا من سراياه مع كل لعبة لتفعيلها، ولا بد من شكر الشيطان في نهاية اللعبة فيقال؛ Ouija Goodbye.



لعبة الويجا Ouija



لعبة الويجا Ouija لها تصاميم كثيرة وهذه واحدة منها تحمل رسومات لعبدة الشيطان


وهنا نحتاج لوقفة نتفهم فيها حقيقة هذه الجماعات المعنية بفنون السحر، لنقف على حقيقة ما ورائها من دلالات خطيرة، قد يستخف بها من يجهل بحقيقتها ما يقومون به من ممارسات سحرية تتم بواسطة شياطين الجن، ولا علاقة لقدرات النفس البشرية أو العقل بها من قريب أو بعيد، ومهما حاول علماء الطبيعة وضع تفسيرات ميتافيزيقية لها فستبقى على حقيقتها أنها سحر محض يتم بواسطة شياطين الجن، وممارستها إدانة صريحة بمزاولة السحر.

ومن شاكلتهم ما يقوم به بعض من ينتسبون إلى دين الإسلام بالهوية لا بالولاء والموالاة، يستخيرون شياطين الجن بدلا من استخارة الله تعالى! فيقومون بلف المصحف الشريف بواسطة خيط ومفتاح، فيتحرك المصحف تلقائيا يمينا أو يسارا حسب الإجابة على سؤال السائل، إن كان بنعم أو بلا، فيسألون المصحف وهو جماد لا يسمع ولا ينطق! إن كان هذا مصاب بمس فلف يمينا، أو لف يسارا إن كان سحرًا؟ وبالفعل يتحرك المصحف! فمن يحرك المصحف وهو جماد ساكن لا تحرك؟! لعنهم الله وتبت أيديهم، يستحلون تدنيس كتاب الله تعالى بمبررات قبيحة. وممن يقرون بهذه الطريقة يزعمون كذبا أنهم معالجون، وبينهم وبين العلم بعد المشرقين، فما سمعنا أن شفى الله على أيديهم حالة واحدة، بل يستحلون أموال الناس بمثل تلك الأباطيل، ويقرون بالاستعانة بالجن، ويدبجون أسمائهم بصفة (الراقي)، تدليسا على عوام المسلمين وتلعبا بهم.

ففي معتقدهم الفاسد أنهم يشترطون حين لف المصحف تلاوة آية الكرسي، وبالتالي فلا سبيل للشيطان لمس المصحف وتحريكه. ومن على شاكلتهم كاهنة كانت تقرأ الفنجان، وكانت تفتح الفنجان بقراءة آية الكرسي، وحين تحاورت مع قارئة أخرى للفنجان صرحت لي قائلة: (لست أقرأ الفنجان ولا شيء من ذلك، ولا معنى لتلك الخطوط المتعرجة داخل الفنجان، ولكن الشيطان يصور أمامي ما يجب علي أن أقوله من معلومات) وبالفعل فمن خلال من ذهبوا إليها لقراءة الفنجان هداهم الله جميعا، وكانوا من أقاربها، فقد قصوا علي ما كانت تقوله لهم بالتفصيل، فكانت تسرد لهم قراءة الفنجان سردا قصصيا، وكأنها كانت بالفعل تشاهد مشهدا دراميا أمامها.

قراءة آية الكرسي هنا تدليس وتلبيس منهم! وقد تم في حوار بيني وبين واحد ممن يستعين بالجن، ويزعم أنه راقي، وكان مؤمنا بلف المصحف بالخيط، ويرى أن لا سلطان للشيطان في هذا طالما تلونا آية الكرسي، وكان ينافح عن رأيه بضراوة تفضح لجوءه لاستخارة الجن واستحلاله استشارتهم، فكان يذكر لي الطريقة بتفاصيل لا يعلمها إلا من يمارس مثل تلك الطريقة الخبيثة. وكانت حجتي في الإنكار؛ أن معصية تدنيس المصحف الشريف تفقد فاعلية آية الكرسي، ولو قرأها ألف مرة سيزداد تسلط الشياطين عليه بفعله الكفري الذي اسقط عنه حصانة آية الكرسي، هل من أحد ينكر أن لف المصحف تدنيس لكتاب الله تعالى؟!! ولأن تدنيس المصحف كفر لا خلاف فيه، فالكافر لو قرأ آية الكرسي ألف مرة ما أغنت عنه من كيد الشيطان شيئًا، قال تعالى: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) [فصلت: 44].

وفي غفلة اتباع الهوى نسي أن قرينه الكافر يمكنه تحريك المصحف ليلبس عليه دينه ومعتقده، وليس شرطا أن يتكلف شيطان مخصوص بلف المصحف، وحينها يتلعب به الشيطان وبعقيدته الفاسدة أصلا. نسال الله السلامة من سوء المنقلب. ولكن من يفتقد قلبه للبصيرة، وفسدت عقيدته، وتعلق بحبال هوى النفس البالية، تستهويه الشياطين وتسوقه سوق الأنعام بلجام الأهواء والأماني، قال تعالى: (قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 71]، أنترك دعاء الله تعالى وندعو من دونه الجن مؤمنهم وكافرهم؟ سبحان الله العظيم! من يقول بهذا البهتان؟!

فإن كان من يستعينون بهم من الجن مسلمين حقا كما يزعمون؛ فكيف يصح عقلا كونهم جنا مسلما ويعلمهم تدنيس المصحف؟ هذا بخلاف الممارسات السحرية كعلاج العين بالبيض، وحساب اسم الأم ...!

لكن أمثال هؤلاء يتبعون هوى أنفسهم، ويريدون تمرير الكفر والباطل بحجج واهية، ليتلاعبوا بالمسلمين ويسلبونهم أموالهم بالباطل. ثم يأتي من يتبنون مبدأ السلف زعموا، (كتاب وسنة بفهم سلف الأمة)، ويعزفون على وتر السلفية ويتغنون بها ويترنمون، فيدعون (مشروعية الاستعانة بالجن، وإن كان تركها أولى من باب سد الذرائع)! إن كنتم لا تعلمون حقيقة الاستعانة والمستعينين بالجن؛ فاعلموا إذا حجم الكارثة التي فتحتم لها الأبواب بفتواكم الباطلة، وتحملوا وحدكم وزرها ووزر من اتبعها من الناس. ففتواكم باطلة لا سند لها من كتاب أو سنة، بل تناقض ثوابت شرع الله الحنيف، وتخالف العقيدة، وتتعارض مع صريح نص كلام الله تبارك وتعالى، قال تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة: 5]. فأين أهل الاجتهاد من العلماء لينقذوا ما يمكن إنقاذه؟




السحر المباشر وغير المباشر:
وهذا كلام يطول شرحه والاستدلال عليه شرعا، وضرب الأمثلة واستعراض النماذج، لكن من المهم أن ندرك هنا حقيقة حكم ما يقوم به هؤلاء السحرة من ممارسات غامضة، في حين ينسبها البعض إلى أنها مجرد قدرات ذاتية محضه. فما ذكرناه من لف المصحف الشريف، والتخاطر، وتقويس الملاعق وغيرها الكثير من فنون السحر، هي من أنواع السحر (غير المباشر)، فالسحر يتم تفعيله بين الإنس والجن على نحوين، (سحر مباشر) و(سحر غير مباشر)، فنوضح ذلك قائلين:

السحر المباشر: وهو السحر الذي يتم بالاتصال بين الساحر وبين شياطين الجن وسحرتهم. فيشترط الاتصال بالجن مباشرة بإحدى وسائل الاتصال بين الجن والإنس، سواء الاتصال السمعي والبصري، أو المنامي، أو الإيحائي، أو بجميع تلك الوسائل مجتمعة، وهؤلاء سحرة معمدين.

السحر غير المباشر: وهو السحر الذي يتم بدون اتصال بشياطين الجن وسحرتهم. وهو ما يقوم به البعض من أمور فائقة بدون اتصال أو عقد بينهم وبين شياطين الجن، حيث يجري الشيطان هذه الفوائق على أيديهم ليغرر بهم، ليستمرؤوا ما هم فيه من باطل، أو ليستدرجهم ليتحولوا بالاتصال بشياطين الجن إلى سحرة معمدين.

فمثل ظاهرة تقويس الملاعق لا يشترط وجود اتصال مباشر بالجن، وإن كانت تتم بواسطة الجن، والسحر عموما يتم ضرره بفعل الشيطان مباشرة، وبقدر من الله تعالى، وفي بعض الحالات قد لا يدرك الإنسي أنه سبب في حدوث الضرر. مثله في ذلك مثل الإصابة بالعين، وهي من سحر الجن، بسبب حسد وقع من الإنس، فيقع أثر العين وأذاها على المعيون بسحر الجن، وبدون عقد بين العائن والشيطان، ولا نستطيع أن نخلي طرف العائن من مسؤولية الإصابة بالعين، خاصة إذا لم يبرك لأخيه، وهذا لا يدخل مرتكبه في مسمى (ساحر). اللهم إلا أن يتمادى في إصابة الناس بالعين، حتى يشتهر بأنه شخص (معيان)، وهذا يكون اتصاله بالشيطان من خلال (الإيحاء) لا من خلال الاتصال (السمعي والبصري)، فيدخل في حكم (السحر المباشر)، وهذا لا يمنع وجود أشخاص معيانين على اتصال مباشر بالشيطان، فهؤلاء سحرة ولا شك في هذا.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
[1] الموقع العربي لحركة ليندون لاروش LaRouche Lyndon H. العالمية والخدمة الإخبارية إكزكتف إنتلجنس ريفيو






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس