زفرة وفاء ..!!
الوفاء ..
هو نادرة من نوادر أخلاق الكبار ..لأنه يتعصى على الإدعاء .. ويتمتل من قيود التمثيل .. ويتفلت من جنوح وجنون الأكاذيب ..
الوفاء ..
صبغ عليه الصدق صبغته .. وأشعلت الأمانة جذوته ..وحيث هي في قعر قلوب الرجال ..فهناك ينبع الوفاء ..
الوفاء ..
أن تعيش لوحدك بجسدك .. في حين أن فؤادك كأبهى منتجع .. وأحلا مجتمع ..وأروع ملاذ يؤي أولئك الذين ..لم تعطهم أجزاء فؤادك بمقابل مادي ..ينتهي بوقت محدد ..بل هو تمليك مباشر ..رقراق يمتد حتى لقاءات الجنة ..
الوفاء ..
أن تظل ـ ليوم أو سنين لافرق ـ تبحث في أعماق البحار ..أو حبيبات التراب ..عن خيط رقيق ..يأخذه الجاهلون مأخذ العبث ..وأنت تأخذه مأخذ الفرحة والنشوة والفوز ..لأنه يربطك بكل من غرس زهرة بقلبك ..حين يكون لون الخيط والزهرة واحدا ..!!
الوفاء ..
أن تتأمل الأفق ..كثيرا كثيرا.. تنظر وتنتظر ..عل روحا ..أو صوتا ..أو بوحا ..يشابههم فيذكرك بالخلص من تأريخك ..!
الوفاء ..
أن تستنزل فرس الخيال ..ذا الجناحين الأبيضين ..ثم تمتطي صهوته ..وتحلق في الفضاء ..في اللانهاية .. وتنسجهم في خيالك الوضاء ـ كما صنعوه هم بك ـ ..وتناغي آثارهم في الذاكرة .. فتبكي تارة ..وتضحك أخرى .. وليقل الناس أنك مجنون ..فهذا لايهم ..لأن هذه مرحلة شحيحة على كثير من الناس .. فحاول أن تعيشها ..!
الوفاء ..
أن تكون وفيا للأوفياء في تأريخك .. فتحادثهم من غير صوت .. وتضاحكهم من غير حركة ..وتهامسهم من غير مداراة ..وتقوم بحقهم من غير طلب ولا حاجة .. ولتدفعك تلك الشحنات التي تركوها فيك .. ألا تجد لذة الصدق في هذا ؟؟!!
الوفاء ..
له لذة تخالط الروح ..لا تتسامى أن تتذوقها حاسة الجسم المجردة ..
الوفاء ..!َ!
الوفاء :
أن أقف على عتبة هذا الموضوع .. وأترقب ما يجود به قلمك الفيّاض ..
مما تصفحت