أن تنظر إلي شخص
فتستطيع أن تتجول داخله من خلال حركات جسده
وتتحدث معه فتقرأ الكثير مما لا ينطقه لسانه
أو تدرك الهدف البعيد غير المعلن من حديثه
فهذه هي الفراسة
أن تتوقع نتائج مستقبلية بناءا علي أحداث حالية
أو تحلل موقف قد حدث وتضع له توابع لاحقة
فهذه هي البصيرة
وأن تلاطمت أمواج الحياة وزاد عدد الغرقي والمفقودين
وفي دروب الحياة أصبح الناس تائهين غير مبصرين
وتأججت الفتن وتضاعفت أعداد المظلومين
وأنت تبحر بسفينتك إلي النور وتطيعك الأمواج ولاتثور
فهذه الحكمة
أما الفراسة فهي في الأصل موهبة تثقلها خبرة الأيام
وتخطها تعاريج السنين ومنذ العهود القديمة قام الكثير
من الفلاسفة وعلماء النفس بدراسة وتحليل الأختلافات
الرئيسية بين الناس التي تؤدي إلي أختلاف ردود الأفعال
للمواقف المتطابقة وهو مايطلق عليه حاليا ((طبيعة الشخصية))
وبذلك أصبحت الفراسة صفة يمكن أكتسابها من خلال قواعد
محددة لو قمنا بالفهم الصحيح لأنواع الشخصيات وطبيعاتها
ومن يتبحر في هذا العلم وتكون لديه أيضا الموهبة
يصبح من الشخصيات الفذة التي تستطيع وبسهولة
رؤية وتحليل الأشخاص من لغة أجسادهم
أو من خلال بعض التصرفات البسيطة
أو حتي من كتابتهم وأراءهم وتعليقاتهم علي الأحداث
ويالها من نعمة أن تمكن منها صاحبها ولم يخلطها بسموم
سؤ الظن أو كثرة الفلسفة أو الزهو
وأن شاء الله سأحاول أن أعرض ((في عدة مواضيع))
وبأبسط الطرق النماذج الرئيسة للشخصيات والتي لم يختلف
عليها منذ بداية التحليل من مئات السنين وحتي الأن وأن أختلفت
طريقة العرض والمسميات
مع بيان أهم القيم الذاتية لدي كل نمط من الشخصيات
مع التأكيد أن هذا الأختلاف ليس الغرض منه المفاضلة
ولكنها أقرار لموجود بالفعل وكيفية التعامل معه
علما بأن هذا التحليل تعتمد عليه كثيرا من الشركات
والهيئات المتقدمة في أختيار وتعيين الموظفين في الوظائف
المناسبة لشخيتهم ويساهم ذلك كثيرا في تحسين الأنتاجية
كما أنه يفيد أي شخص في معرفة من حوله وهي نقطة
مؤثرة جدا في تعاملنا مع الأخرين فبدلا من أن نري تصرف الأخر
بداوفعنا الشخصية نستطيع أن نراه بدافعه هو وشتان الفارق
بين هذا وذاك وصدقوني ستحصلون علي نتائج مذهلة وأعادة صياغة
لكثير من العلاقات بالأخرين
اللهم أجعل كل أفعالنا خالصة لوجهك الكريم
مما اعجبنى