وترضى بأقل القليل .. وهي من هي ! فهي رضي الله عنها وإن كانت تعلم أنها ابنت سيد المرسلين وخاتم النبيين وسيد ولد آدم إلا أنها لم تطمع في الحياة ولم تطمح نفسها إلى الخيال بالعيش الراغد والحياة الهنيئة بل إنها قد ضُرب بها المثل في زواجها اليسير المهر القليل المؤنة فقد كان مهرها درع وأساس متاعها ماهو إلا سرير مشروط ووسادة من أدم حشوها ليف وتور من أدم وقربى يقول علي رضي الله عنه: "لقد تزوجت فاطمة ومالي ولها فراش غير جلد كبش كنا ننام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار، ومالي خادم غيرها". وبعد زواجها رضي الله عنها عاشت حياة بسيطة متواضعة فهي تطحن وتعجن خبزها بيديها مع إدارة كافة شؤون بيتها الأخرى إضافة إلى واجبات زوجها عليها كما تعلمتها في بيت أبيها صلى الله عليه وسلم ثم هي وبعد أن أثر الرحى في يديها تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعينها بخادم فيكون رده عليها صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلك على ما هو خير من خادم ؟ تسبحين ثلاثا وثلاثين وتحمدين ثلاثا وثلاثين وتكبرين أربعا وثلاثين حين تأخذين مضجعك".