سعت أم حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه العفو عن زوجها
وكانت قد دخلت الإسلام في فتح مكة، قبل فرار زوجها.
بحثت عن زوجها في كل طريق
وسألت عنه كل قريب أو صديق
وعلمت أنه مضى إلى البحر في طريقه إلى اليمن.
جلس عكرمة يفكر على متن السفينة
في أمره وأمر زوجته وأهله وأقاربه والوطن الذي غادره
والدين الجديد الذي جاء به محمد الصادق الأمين.
لاحت مقدمات الهداية
ومضت السفينة تمخر عباب البحر
وتشق أمواجه وهبت الريح عاصفة قوية
تأرجحت السفينة واقتربت من الغرق وأشرف ركابها على الهلاك.
طلب أصحاب السفينة من ركابها أن يخلصوا الدعاء لله عز وجل
لأن الآلهة التي آمنوا بها لا تغني عنهم من الله شيئًا.
قال عكرمة:
إن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص فلن ينجيني في البر غيره
اللهم لك عليّ عهد
إن عافيتني مما أنا فيه
أن آتي محمدًا
حتى أضع يدي في يده ولأجدنه عفوًا كريمًا.
شاءت إرادة السميع العليم أن تصل السفينة إلى بر الأمان.
مضت الزوجة المحبة الوفية في أثر زوجها
حتى لحقت به في اليمن
ولما أدركته قالت له مبشرة:
جئتك من عند أوصل الناس وأكرمهم، وقد أمنك، أي أعطاك عهدًا بالأمان.
عاد الزوجان إلى أرض الآباء والأجداد
ومضى عكرمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رأى نور الإسلام في وجهه
فقام إليه وعانقه وقال: مرحبا بالراكب المهاجر.
يتبع