بعدَ صفْوِ الهوى وطيبِ الوفاقِ
عزَّ حتى السلامُ عند التلاقي
يا معافًى من داءِ قلبي وحزني
وسليمًا من حرقتي واشتياقي !
هل تمثَّلتَ ثورةَ اليأسِ في وجهي،
وهوْلَ الشقاءِ في إطراقي ؟
أيُّ سهْمٍ به اخترقتَ فؤادي
حين سدَّدتَها إلى أعماقي ؟
مسرعًا في المسيرِ تنْتهبُ الخطْو،
فهل كنتَ مشفقًا من لحاقي ؟
إذْ تهاديْتَ مُبْدِلا نظرةَ العطْفِ
بأخرى قليلةِ الأشواق
وتهيَّأْتَ للسلامِ ولم تفْعلْ ،
فأغريتَ بي فُضُولَ رفاقي
هبْكَ أهملتَ واجبي صَلَفًا منك،
فما ذنبُ واجبِ الأخلاق ؟
واعترى قلبَكَ الملالُ فأعرضْتَ،
فهلا انتظرتَ يومَ الفراق ؟
لا أداجيكَ ، والكرامةُ معنى
تتجلى في صحةِ الميثاق
قد يُطاقُ الصدودُ يُوجِبُهُ الذنْبُ،
وصدُّ الملالِ غيرُ مطاق
سطوةُ الحُسْنِ حلَّلتْ ما كان
حرامًا ، فافتَنَّ في إرهاق
أنت حُرٌّ ؛ والحُسنُ لايعرفُ القيْدَ ،
فصادرْ حريَّتي وانطلاقي
لم يكن باليسيرِ صبري على عَسْفكَ
لو أنني طليقُ الوثاق
حمزه شحاته