[اميرة صدفة]

رمضان في دمشق.. بين الأمس واليوم.. أهلاً وسهلاً

لوجه دمشق رونق خاص، بعيد عن كلِّ مستحضرات التجميل، وجه اعتاد الاستيقاظ 24 ساعة، ونسي النوم في غمرة الحركة الصاخبة في الأسواق الشعبية..
رونقها يبدو واضحاً في أبنيتها وشوارعها القديمة، ولعل عاداتها التي تحافظ عليها أهم أو ربما أجمل ما يميِّزها..
تكريزة رمضان
لـ «تكريزة» رمضان أهمية، وطرافة الكلمة تأتي من إصرار الدمشقيين على توديع شهر شعبان بالخروج إلى نزهات في البساتين، وغالباً ما تكون هذه الرحلات جماعية تضمُّ الأقارب والأصدقاء، وهذه النزهات يسمِّيها أهل الشام بـ»التكريزة»..
ويحاول الدمشقي أن يأكل كلَّ ما لذَّ وطاب، على أساس أنَّ في رمضان سيكون الامتناع عن الأكل والشرب خلال النهار هو الصفة الأميز..
الجوامع.. خلية نحل
وعند مدخل الحارة، هناك الجامع طبعاً، وقد تحوَّل في شهر رمضان إلى ما يشبه خليّة نحل، حيث تكثر حلقات الذكر والتسبيح، وترى قرَّاء القرآن وقد أضافوا بأصواتهم الخفيفة قدسية إلى المكان، تجعلك تشعر بأنَّ السماوات باتت على مقربة من سماء دمشق..
ومن عاداتهم أيضاً، أنهم يحملون طعام الإفطار معهم إلى المسجد الأموي، بانتظار أذان المغرب حتى لا تفوتهم صلاة الجماعة، ثم العشاء والتراويح، كما يتبادلون الطعام فيما بينهم، ويسمُّون هذا «المساكبة « كبقية المدن السورية؛ حيث تتحف الموائد بما لذَّ وطاب من الفتة والكوارع والكبة وطباخ روحو والحلويات.