تتبدل السلوكيات وأنماط الحياة في سلطنة عمان لتسود روحانية محببة في وجدان كل مسلم في أيام وليالي رمضان ، في سلطنة عمان ، فلها مظاهرها المبهجة للكبار والصغار مثل سائر البلدان الإسلامية في العالم وتشهد الأسواق العمانية قبل شهر رمضان بأسبوع أو بأسابيع حركة تجارية واسعة ونشاطاً ملحوظاً في كافة الأرجاء ، يوحدها دخول الشهر الكريم وما يصاحبه من
حركة في الأسواق لشراء الأغذية واحتياجات الصائمين ، ومنها ما يطلق عليه في عمان "الأواني الرمضانية" المستخدمة على مائدة الإفطار للفواكه والمشروبات بأنواعها .
ويصاحب هذه المناسبة دعم الحكومة لبعض السلع التموينية الضرورية ، وعلى رأسها اللحوم ، فتقوم بطرح كميات كبيرة من لحوم الأبقار ولحوم الخراف المستوردة والمدعومة ، ويتولى عدد من المسؤولين بوزارة البلديات الإقليمية متابعة هذا المشروع في كافة ولايات السلطنة .
تعديل الدوام ، ليتناسب مع أوقات الصيام :
مع استطلاع رؤية هلال رمضان يعدل مجلس الخدمة المدنية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والنظام الجديد لساعات دوام الموظفين والعاملين في القطاع الحكومي والقطاع الخاص لا يتعدى ست ساعات في اليوم .
إعمار المساجد ، وإقامة الموائد ، وإكرام الوافد :
من المظاهر الدينية في شهر رمضان في سلطنة عمان ، كثرة التردد والتوافد ، على بيوت الله المساجد ، لأداء جميع الصلوات لوقتها في الجماعات ، وإطالة جلسات القرآن الكريم ، وحلقات العلم التي تغطي ساحات المساجد وبعض المنازل ، كما يشهد شهر رمضان في العادة افتتاح مساجد جديدة في عدد من ولايات السلطنة جاعلين بداية إعمار هذا الشهر المبارك تيمناً وابتهاجاً .
ويتجمع الرجال في المساجد لتناول الإفطار معاً ، حيث تزدحم ساحات المساجد الخارجية بالعديد من الأطباق المختلفة .
ما يحدث أيضاً تجمع مماثل للنساء في مكان مخصص لهن يجتمعن فيه لتناول وجبة الإفطار معاً .
ويواصل المصلون في العشر الأواخر من رمضان صلاة القيام قبل السحور بالإضافة إلى صلاة التراويح عقب صلاة العشاء . وتزدحم المساجد بالمصلين خلال هاتين الفترتين وتقدم لهم المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة والقهوة العمانية التي يقدمها جيران المسجد للمصلين .
إقامة الأنديه الرياضية للدورات
تكثر في شهر رمضان الدورات الرمضانية التي تقيمها الأندية والشركات والاتحادات في كرة القدم والطائرة إلى جانب المسابقات الأخرى التي تستهوي العمانيين
وكذلك تهتم الأندية الرياضية بعقد المسابقات الدينية والثقافية لروادها خلال الفترات التي تعقب صلاة التراويح .
كما تقوم بلدية مسقط بنصب الخيام الرمضانية في العديد من المواقع السياحية ، حيث تشهد مسابقات ترفيهية ، تقدم فيها الجوائز الفورية للمترددين على هذه الخيام .
تحمل المشاق والتجول في الأسواق :
بعد تناول طعام الإفطار ، وتأدية الصلوات ، يشعرون بالحاجة لبذل المجهود ، بعد يوم مليء بالراحة والدعة ، فيلجأ البعض إلى السير على الأقدام على طريق الكورنيش( مطرح )على امتداد أسواقها القديم المشهورة بالمنسوجات والعطور ولعب الأطفال والمأكولات ، فيكون لتجوالهم هدفان ، أولهما التجول في الحدائق العامة للتنزه والاستمتاع بالمناظر الخلابة على شاطئ خليج عمان ، والثاني التسوق وشراء المستلزمات المختلفة . ومنهم من يكمل يومه بالجلوس والسمر .
ا
لأرز المدسوس ، والقابولي والمكبوس
تتنافس المطاعم منافسة قوية ، في العاصمة العمانية لجذب الصائمين إلى تناول طعام الإفطار الذي تتعدد أنواعه وأسعاره ومنها ما يقدم المأكولات الشامية كالحمص والمسبحة والسبع دول أو المصرية كالكباب والأرز المدسوس (المعمر) الذي يطهي باللبن ومنها المتخصص بالأكلات العمانية .
كما تحفل المائدة في البيت العماني بأنواع من الأطعمة الشهيرة في شهر رمضان والتي تحرص على تناولها الأسر العمانية "ومنها الثريد" وهو الخبز المرقق المخلوط مع المرق واللحم واللقيمات ، وأنواع الأرز العاني "كالقابوني" و"المكبوس" والمتحت والمحمر والأبيض بالإضافة إلى الشوربات بأنواعها .
هذا.. ويعتمد كثير من العمانيين في فطورهم على التمر والماء إلى جانب بعض الفواكه والخضار والمشروبات الباردة التي تريح الجسم ، ومن أهم الفواكه التي تقدم على مائدة الإفطار المانجو والشمام ، والجح (البطيخ الأحمر) .
ويعقب على الفطور تقديم المشروبات الساخنة مثل الشوربة بالشعير وأيضاً السمن والكستر .
إنشاد الأهازيج ، في الشهر البهيج :
ينشد الأطفال في داخلية عمان مجموعة من الأهازيج والأناشيد التي تتناسب مع قدوم الشهر الفضيل ، ومن الكلمات الشائعة التي تعني بها الأولون وتوارثها الأبناء :
رحب رحـــب يا رمضان شهر العبادة شهر الصيام
وحله من صلى وصام على نبينا أفضل الصلاة والسلام
وهي من الأناشيد التي يفضلون ترديدها قبيل شهر رمضان بعدة أيام