الحبُّ ..والسراب
...
بكيتُ فلا دمعي يجفُّ ولا عيني
تنامُ ولا قلبي يكفُّ ويعفيني
من الوجدِ والتبريحِ والشوقِ والنّوى
ومنكَ ومنِّيْ منْ حلاكَ ومن شيْني
أُحبُّكَ لكنِّي حبيبيْ مصفَّدٌ
بما بينِ قلبينا من البُعدِ والبينِِ
فَرَتْنا المسافاتُ الطوالُ وقطَّعَتْ
عُرانا تكاليفٌ من العقلِ والدِّينِ
ومرّتْ بِنا منْ فارقِ العُمْر حِقْبَةٌ
فقلبي يهنِّينيْ وعقلي يُعَزِّيْني
وأنتَ ضغيرٌ لم يَزَلْ في أوانِهِ
وإنِّيْ امرؤٌ أضحى أوانيَ يطويني
كأنَّك ماءٌ مستحيلٌ بلوغُهُ
فوا ..عطشيْ من ياتُرى منهُ يسقيني؟
وأنِّيْ شبيهٌ منْ سرابٍ بِقيعةِ
فكيفَ بحقِّ اللهِ تَروى وترويني؟
لهذا تجدني باكياً ومسهّداً
سقيماً وما من حيلةٍ كي تداويني
وأنت تعذِّبني بشكواكْ كلّما
شكوتَ فإذ تبكي من البُعدِ تُبْكِيني
وتحسبني قاسٍ وهل من معذّبٍ
بحبكَ مثلي لا يصير إلى ليني ؟
يلين فؤادُ الصخر منكَ وإنَّني
أُسائلُ نفسي والليالي تلظيني
أما يجمعُ اللهُ الشَّتِيْتَيْنِ مثلنا؟
فواحرّ قلبيْ ..يا لنا من شتيتينِ!!
أنا خا رجٌ من وادي الحب خاسراً
وأنتَ دخيلٌ هاهنا قد تلاقيني
ولكن هل ألقاكَ؟ إلاّ تحسُّباًً
وظنّاً .. فخاف الله فيني وراعيني
بربكِ فارْحمني حبيبي وحِلّني
من العهدِ واتركني لحزني وخليني
كفاني عذاباً وانتظاراً ولوعةًً
وشوقاً ونار البين في القلب تكويني
فديتكِ يا أحلى الحمام ترفقي
بقتلي فقد ناو لتك اليوم سكيني
يعزٌّ علي أن تكوني شقيةُ
بحبي ، فعيشي بهجة العمر وانسيني،
صنعاء في
15 ابريل 2009م