الرئتين والشعب الهوائية:
أثبتت جميع الدراسات والبحوث العلمية المستفيضة والتي أجريت في جميع أنحاء العالم، وبما لا يدع مجالا للشك العلاقة الوثيقة العلاقة الوثيقة بين التدخين وسرطان الرئة.
من الثابت علميا أن قدرة الرئتين على التنفس تضعف تدريجيا مع تقدم العمر عند كل شخص، ويبلغ معدل الضعف بفقدان ما مقداره 20 الى 30 ملليليتر في العام الواحد من قدرة الرئتين على التنفس عند غير المدخنين.
ولكن هذا المعدل يتضاعف الى فقدان أكثر من 60 ملليليتر في العام الواحد من قدرة الرئتين على التنفس وأداء وظيفتهما الحيوية.
ووجد أنه عند الإقلاع عن التدخين مبكرا (أي قبل حدوث أضرار فادحة للرئتين نتيجة التدخين) فإن المعدل المذكور عند المدخنين يعود بالتدريج الى المعدل الطبيعي كما هو عند غير المدخنين. يتسبب الدخان في ظاهرة السعال المزمن عند المدخنين.
وإفراز البلغم المتكرر والذي قد يعتبره المدخن أمرا إعتياديا وهو في حقيقة الأمر مؤشر على بداية التأثير السلبي للتدخين. قد يكون البلغم صافيا في البداية، إلا أنه أحيانا وخصوصا في فصل الشتاء قد يتحول الى اللون الأصفر أو الأخضر أو الداكن نتيجة نشاط الميكروبات التي تجد في البلغم وسطا مناسبا لنموها. وتراكم البلغم الذي ينتج عن إفراط في نشاط الغدد الموجودة في الغشاء المبطن لمجرى الهواء في الرئتين يساعد على أن تتعلق به الأتربة والغبار والجراثيم التي تصل بالتالي الى الشعب الهوائية مما يؤدي الى ضيق مجرى الهواء فيصبح التنفس عسيراً.
يؤدي التدخين المزمن الى الإصابة بما يسمى ربو الدخان أو مرض الإلتهاب الشعبي الإنسدادي المزمن. وهذا من أشد الأمراض إعاقة وضررا على الجسم.
يؤدي التدخين الى فقدان القدرة على التنفس الطبيعي والإصابة بمرض إنتفاخ الحويصلات الهوائية المزمن نتيجة للهدم المتواصل لجدران الحويصلات مما يقلل من القدرة على إمتصاص الأكسجين من الهواء. يؤدي الدخان الى الإزعاج المتواصل للشعيرات المبطنة لأغشية المجاري (الشعب) الهوائية والرئتين مما يتسبب في ضعف أو عدم القدرة على التخلص من البلغم المتراكم في الرئتين والشعب الهوائية. يترسب الدخان الأسود (القطران بشكل أساسي) على جدران المجاري التنفسية يسبب تلف النتوءات (الشعيرات) الطاردة للبلغم والمواد الضارة. وتزيد هذه البقع الدخانية من إحتمال الإصابة بالسرطان في الشعب الهوائية.
يسبب الدخان زيادة حدوث وتكرار أزمات الربو الحادة، وعدم القدرة على التحكم بمرض الربو المزمن. يؤدي التدخين الى زيادة إحتمال الإصابة بمرض السل الرئوي.
يتسبب الدخان في زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرئتين والشعب الهوائية. وقد ثبت مؤخرا من خلال الدراسات أن الدخان لا يسبب السرطان وحسب وإنما أيضا يسرع من نمو الأورام السرطانية الموجودة بالفعل، ويؤدي هذا الى الإسراع في انتشارها الى أنحاء الجسم المختلفة. وهذا قد يفسر الحقيقة الملاحظة وهي أن أغلب حالات سرطان الرئة لدى المدخنين تكتشف وهي في مراحل متقدمة أي بعد أن يكون المرض قد إنتشر واستفحل، ولا يوجد بالتالي فرصة للتدخل الجراحي وهو العلاج الشافي في الحالات المبكرة.
من العوامل المساعدة على الإصابة بالأورام السرطانية عند المدخنين، بالإضافة الى عدد السجائر المدخنة يوميا، كذلك مدة التدخين التي كلما طالت كلما زاد إحتمال الإصابة بالسرطان الرئوي، وكذلك عمق استنشاق الدخان، وطول السيجارة ونسب المواد الضارة والمسرطنة بها، ومدى ترك السيجارة في الفم، والتدخين في سن مبكرة، وأخيرا وجود أو عدم وجود الفلتر.
عاشراً الجهاز الهضمي:
الفم والأسنان:
التدخين المزمن يؤدي الى تغير طعم ورائحة الفم وكذلك الى ضعف القدرة على الإحساس بطعم المأكولات وتذوقها. وذلك بسبب تأثر الحليمات الذوقية في طرف اللسان بالمواد الكيميائية العديدة في السجائر والتي تعمل على طمس درجة الإحساس والقدرة على الإحساس بطعم المأكولات.
التدخين المزمن يؤدي الى ترسب المواد الضارة والمسرطنة في الدخان في داخل الغشاء المبطن للفم مما يؤدي الى زيادة إحتمال الإصابة بالسرطان.
ترتفع نسبة الإصابة بسرطانات الشفة واللسان وتجويف الفم عند المدخنين بالمقارنة مع غير المدخنين. يترسب الدخان وخاصة مواد النيكوتين والقطران في الطبقات الداخلية للأسنان، مما يصبغ الأسنان باللون البني الداكن ويفقدها لونها الطبيعي وبريقها.
المرئ والمعدة والأمعاء:
يتسبب التدخين المزمن بالإصابة بسرطان المرىء. يسبب الدخان مرض إلتهاب المعدة المزمن. يسبب الدخان الإصابة بقرحة المعدة، حيث يزيد الدخان من الإفرازات الحمضية في المعدة. كما يحول الدخان دون شفاء القرح بالمعدة إذا ما أصيبت بها. يسبب الدخان الإصابة بالقرحة الأثناعشرية. يتسبب التدخين المزمن بالإصابة بسرطان المعدة .
غدة البنكرياس:
يؤدي التدخين المزمن الى إضعاف قدرة غدة البنكرياس على إفراز هرمون الإنسولين الذي يتحكم في تعديل نسبة السكر في الدم. فإذا ما قل إفراز هذا الهرمون من البنكرياس فإن معدل السكر يزيد في الدم. وعليه فإن التدخين هو أحد مسببات الإصابة بداء السكري. يعمل هرمون الإنسولين في الدم على تخزين المواد الغذائية والطاقة في الجسم وهذا يؤدي الى زيادة الوزن في العادة. وبما أن التدخين يضعف من قدرة غدة البنكرياس على إفراز هرمون الإنسولين فإنه يتسبب في فقدان الوزن نتيجة حرق المخزون من الغذاء والدهون والطاقة. وقد يظن البعض أن هذا أمر جيد صحيا ولكن الحقيقة غير ذلك حيث أن هذا الفقدان للوزن يتم على حساب صحة الجسم. إذا فالتدخين طريقة غير صحية البتة لإنقاص الوزن. كما أن التدخين يؤدي الى الإقلال من إفراز هرمون الإنسولين، فإنه كذلك يؤدي الى زيادة إفراز هرمون الأدرينالين الذي يساعد هو الآخر على فقدان الوزن من خلال إذابة الدهون المخزونة في الجسم (فلهرمون الأدرينالين إذا تأثير معاكس لهرمون الإنسولين). ولكن هذا أيضا يتم على حساب صحة الجسم حيث يؤدي الإفراط في إفراز هرمون الأدرينالين (بسبب التدخين) الى الزيادة المستمرة في نبض القلب والتوتر العصبي واضطرابات في ضغط الدم. التدخين المزمن هو أحد مسببات الإصابة بسرطان البنكرياس.
الكـبـد:
يساعد الدخان على الإصابة بمرض تليف الكبد والذي قد يتطورهذا إلى سرطان الكبد.
قرر وبحزم وتصميم الإقلاع عن التدخين وحاول جاهدا أن تتجنب الأفكار السلبية المثبطة.
أكتب في قائمة جميع أسباب رغبتك في الإقلاع عن التدخين، ثم اقرأ أحد هذه الأسباب (مرات في كل ليلة قبل النوم).
بالإضافة إلى الحفاظ على صحتك والتزامك أمام الغير بالإقلاع أسس أسبابا أخرى قوية وشخصية تدفعك إلى الإقلاع عن التدخين.
ابدأ في إعداد نفسك جسديا بالرياضة المعتدلة والإكثار من شرب السوائل وأخذ قسط كاف من النوم والابتعاد عن الإرهاق والتعب الشديد.
عليك أن تدرك ما أنت مقدم عليه (صحح توقعاتك):
كن واقعيا في تصوراتك: فالإقلاع ليس بالسهل ولكنه ليس بالمستحيل كذلك فهناك الملايين من المدخنين يقلعون عن التدخين كل عام.
عليك أن تدرك أن أعراض الإقلاع عن التدخين مؤقتة وهي أعراض صحية وجيدة تشير إلى أن الجسم يمر بمرحلة الإصلاح والشفاء بعد فترة طويلة من التعرض للنيكوتين وسموم الدخان. وتبدأ هذه الأعراض بعد 24 ساعة من التوقف عن التدخين.
إن معظم حالات التقهقر تحدث في الأسابيع الأولى من التوقف عن التدخين وذلك نتيجة ادمان الجسد للنيكوتين، فعليك أن تتأهب نفسيا للتغلب على هذه الفترة الصعبة وأن تستعين بكل من يستطيع أن يعينك من العائلة أو الأهل أو الأصدقاء حتى تنقضي هذه الفترة الحرجة.
أشرك شخصا آخر معك
تحدى أحد أصدقائك أنك ستقلع عن التدخين في اليوم الذي حددته.
أطلب من صديق لك أن يقلع عن التدخين معك.
أخبر عائلتك وأصدقائك بعزمك على الإقلاع في اليوم المحدد الذي اخترته.
عليك أن تغير نظامك اليومي ونمط حياتك:
فرش أسنانك بعد الأكل مباشرة وقم بجولة مشيا على الأقدام.
غير ترتيب الأمور التي تقوم بها في يومك خاصة في الصباح فقدم بعضها على الآخر.
لا تجلس في مقعدك المفضل للتدخين.
تناول غذائك في مكان مختلف.
استعن بالأفكار الإيجابية:
إذا بدأت الأفكار الهدامة والداعية للهزيمة والفشل تخطر ببالك فعليك أن تذكر نفسك بأنك غير مدخن الآن وإن لديك الأسباب الوجيهة للإقلاع عن التدخين.
أنظر حولك إلى الأشخاص الذين لا يدخنون وذكر نفسك بأنهم يعيشون حياة صحية ويشعرون بسعادة وحرية بدون تدخين.
تذكر الأجر والجزاء والبركة والرحمة والمغفرة من الرحمن واجعلها سندا لك.
استعمل الوسائل المساعدة للارتخاء:
استعن بالصلاة والصيام والتسبيح وقراءة القرآن وزيارة المسجد.
خذ نفسا عميقا وبطيئا وأنت تعد إلى رقم 5 ثم اخرج الهواء كذلك ببطء.
إذا كنت لا تستطيع التركيز فلا تيأس فإنك ستصبح قادراً
قريبا.
نصائح قبل الإقلاع مباشرة:
لا تذكر نفسك بأنك لن تدخن طيلة عمرك وإنما فكر في التعامل مع كل يوم على حدة.
توقف عن حمل علبة سجائر معك في داخل البيت أو في مكان العمل واجعل الحصول عليها صعبا.
لا تنظف صحن إطفاء السجائر (الطفاية) بعد الاستعمال لأن هذا يذكرك بعدد السجائر ورائحته سيكون مزعجا.
ضع جميع أعقاب السجائر في وعاء زجاجي كبير لأن هذا يذكرك بمدى الأذى الذي يسببه المدخن لجسده.
نصائح ليوم الذي تقلع فيه عن التدخين:
تخلص من جميع السجائر وعلب الكبريت وخبئ الولاعة في مكان بعيد.
قم بتنظيف جميع الملابس للتخلص من رائحة السجائر العالقة بها.
أحط نفسك بمناخ نقي ورائحة جميلة في البيت والعمل.
قم بزيارة طبيب الأسنان لتنظيف الأسنان وتخليصها من البقع التي فيها ولاحظ كيف أصبحت أنصع بياضا.
أشغل نفسك في يوم الإقلاع عن التدخين بعمل محبب إليك.
اقتن أو اشتر شيئا كنت تتوق إليه منذ فترة.
ابتعد عن باقي المدخنين (وهذا لفترة مؤقتة فقط وهي فترة الأسابيع الأولى من الإقلاع عن التدخين).
تذكر أن سيجارة واحدة فقط يمكن أن تبدد جهودك كلها وتؤدي إلى فشل محاولتك.
استخدم السواك كلما شعرت للحاجة لإمساك السيجارة.
لا تسمح لأي شيء أن يغبر رأيك.
نصائح تعينك على مقاومة النزعات وتنفرك من العودة إلى التدخين:
عليك أن تذكر نفسك أنك قد أقلعت عن التدخين وأنت الآن في عداد الذين لا يدخنون، ثم انظر إلى الحوافز التي تدفعك للتدخين ثم اسأل نفسك: أين كنت عندما غمرتك نشوة التدخين؟ وماذا كنت تفعل؟ ومع من كنت؟ وبماذا كنت تفكر؟ ذكر نفسك بالدوافع التي دعتك للإقلاع عن التدخين.
وردد على نفسك بصوت عالي ثلاثة من هذه الدوافع. اكتب هذه الدوافع الثلاثة ومقابلها ثلاثة دوافع للعودة ثانية للتدخين وقارن بينهما.
ترقب حدوث العوامل المثبطة وحاول أن تتفاداها:
حاول أن تجعل يدك مشغولة دائما (مثل التسبيح / السواك / الكتابة ...)
تفادى الأصدقاء المدخنين.
مارس النشاطات التي تجعل التدخين صعبا (الصلاة/ الرياضة ...الخ)
اشغل فمك بغير التدخين مثل أكل الفاكهة (الجزر/ التفاح/ الزبيب ..الخ) واقطع قصاصة بحجم السيجارة واستنشق هواء ... وأكثر من استعمال مطهر الفم.
إذا باغتتك رغبة العودة للتدخين فالجأ إلى تغيير موضعك ومحيطك .. فإذا كنت جالسا فتحرك واشغل نفسك بعمل يهمك.
تفادي الأماكن التي يسمح فيها بالتدخين خاصة في الأسابيع الأولى.
أنظر إلى ساعتك في كل مرة تباغتك فيها رغبة التدخين فستجد أنها تستمر فقط لبضع دقائق.
حفز وهيئ نفسك لكل عمل كنت تعمله في السابق كمدخن والآن تقوم به ولأول مرة كغير مدخن مثل أول إجازة كغير مدخن، أول رحلة طويلة بالسيارة كغير
مدخن فإذا علمت أنك ستوضع في موقف كهذا فعليك أن تستعد له وتفكر في الطرق التي ستحميك من العودة للتدخين
بعض أعراض الإقلاع عن التدخين وطرق التكيف معها
العرض: التكيف:
**********
اللهفة والشوق إلى التدخين قــــم بعـــمل يشـــــغلك
خذ نفسا عميقا وببطء
التوتـر والقلــقخذ نفسا عميقاً
ابتعد عن المنبهات كالقهوة والشاي
استعن بالصلاة وقراءة القرآن واستعمال السواك والتسبيح
عدم القدرة على النوم لا تنم في وقت الظهيرة (القيلولة)
إلى القرآن الكريم
المشـــــــي
عدم القدرة على التركيز:خذ راحة من العمل الذي بين يديك
ثم عـــد اليه.
دوخة أو دوران:ارتخ وخذ دواء للصداع.
سعــــال: أكثر من شرب الماء.
ضيق تنفس:سيمر بسرعة.
نتائج الإقلاع عن التدخين
بعد التوقف عن التدخين بعشرين دقيقة:
يعود ضغط الدم إلى المعدل الطبيعي. يزداد تسارع دقات القلب. تزداد درجة حرارة اليدين والقدمين نتيجة لتحسن الدورة الدموية في الأطراف فتعود إلى درجة حرارة طبيعية.
بعد التوقف عن التدخين بثمان ساعات (8 ساعات):
تعود نسبة أول أكسيد الكربون في الدم إلى نسبة طبيعية. تعود نسبة الأكسجين في الدم إلى نسبتها طبيعية.
بعد التوقف عن التدخين بثمان وأربعين ساعة (48 ساعة):
تبدأ الأعصاب الدقيقة في النمو. تبدأ حاسة التذوق والشم في التحسن التدريجي.
بعد التوقف عن التدخين باثنتين وسبعين ساعة (72 ساعة):
ترتخي القصبات الهوائية مما يجعل التنفس أسهل. تزداد سعة الرئتين وتتحسن قدرتها على القيام بوظيفتها. بعد التوقف عن التدخين بأسبوعين إلى ثلاثة أشهر:
تتحسن الدورة الدموية ينشط الجسم ويسهل المشي لمسافات طويلة تتحسن وظيفة الرئتين وقدرتها على القيام بعملها بما يزيد عن 30%.
بعد التوقف عن التدخين بشهر إلى تسعة شهور (9 شهور):
يقل كل من السعال واحتقان الجيوب الأنفية والشعور بالإرهاق وضيق التنفس. تزداد الشعيرات الدقيقة في القصبات الهوائية والرئتين مما يزيد من قدرة الرئتين على طرد المخلفات والتسربات والتلوث وتنظيف الرئتين والدفاع ضد الأمراض والالتهابات الصدرية. تزداد طاقة الجسم بشكل عام.
بعد التوقف عن التدخين بخمس سنوات (5 سنوات):
تنخفض نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة بسرطان الرئة من 72 حالة في المائة ألف إلى 37 حالة في المائة ألف (ما يعادل النصف ) وبعد عشر سنوات تصبح النسبة فقط 12 حالة في المائة ألف وهي تعادل نسبة الإصابة في غير المدخنين.
بعد التوقف عن التدخين لعشر سنوات (10 سنوات):
تتبدل الخلايا التي بدأت فيها التغيرات الأولية (التي تؤدي السرطان) بأخرى سليمة وصحيحة. تنخفض نسبة الإصابة بجميع أنواع السرطان بما فيها سرطان الفم والبلعوم والمريء والمثانة والبنكرياس إلى أن تصل إلى معدلات مشابهة لمعدلات الأشخاص غير المدخنين