و لوحة " سوق العبيد مع ظهور تمثال فولتير " عام 1940 و بعد قراءته لفرويد بحوالي ثمانية عشر عاما تمكن من لقائه عام 1938 في لندن .. و قد كان سلفادور و فرويد يلتقيان في تجربتهما مع الأب مصادفة عند التمرد على السلطة الأبوية .. و نجد سلفادور منذ مراهقته يخشى الفقر كي لا يكون مصيره كالاسباني سرفانتيس مؤلف رائعة " دون كيشوت " و مات في فقر مدقع .. ولا كمصير الاسباني كريستوفر كولومبس مكتشف العالم الجديد لتكون نهايته ايضا في أحضان الفقر .. و لازمته عقده بجالا و هي محبة للمال و للاستعراض مثله و أكثر ونجدها قد اقنعت عام 1933 راعي الفن الثري جان لوي بتكوين جماعة من مقتني اللوحات الاثرياء اسمتها " بروج الشمس " ليدعموا سلفادور ماليا بتبرعاتهم السنوية , و استمر هذا الدعم سبع سنوات .. و تزوج دالي جالا عام 1934 و سافرا معا الى فيقيراس ثم استعدا للسفر لأمريكا لأول مرة و كانت لوحاته سبق و عرضت في معرض هارتفورد بأمريكا عام 1931 و في عام 1934 رسم سلفادور لوحة " الملاك " أو " صلاة التبشير " التي رسمها سلفادور برؤياه السيريالية الخاصة لفنانه المفضل ميليه .. و في هذه اللوحة أوقف سلفادور فلاحيّ ميليه الرجل و المرأة الشهيران متقابلان وقت المغيب .. نرى الرجل هزيلا و له رأس جمجمه في مواجهة المرأة .. يجذب الرجل من رأسه إلى أعلى اللوحة عجلة يديوية بذراع و نلاحظ أن ظل العجلة لم يسقط مع ظل الرجل المنعكس على الحجر خلفه و كأن هذه العجلة ليس لها وجود .. و هذا الخروج للعجلة نراه و قد توازن و في اتجاه مضاد مع العصا التي برزت من ذراع المرأة متجهة إلى اقصى اليمين .. و لوحة ميليه الأصلية فيها رقة القرويين اما هنا فنشعر بتوتر و نوع من الكبت المترقب و قد ساعد تأكيد هذا الاحساس المترقب تلك الخشونة في استخدام اللون و الملمس .. و في بداية 1935 دعي دالي الى القاء محاضرة في هارتفورد و متحف الفن الحديث في نييورك . و هناك قال مقولته الشهيرة " الفرق الوحيد بيني و بين المجنون هو أنني لست مجنونا " .. و من اللوحات التي رسمها في تلك الفترة .. عام 1935 و