فكوا قيود قلبي يارفاقي ولاتقلقوا علي !
فقد غيرت إتجاه سير القطار , ومزقت خارطة الطريق اليهم ..وألقيتُ بآخر تفاصيلهم في محرقة الايام .. فماعدت ألتفتُ إلى الوراء ألمح ضآلة أحجامهم بذهول... وأتساءل بدهشة : لماذا تضآءلوا؟ لماذا تضآءلوا ؟ لمااااااذا تضآءلوا !!
أنا يارفاقي!!
ما عدت أطير بأجنحة الشوق لديارهم كما كنت أفعل كل مساء ..أمر على الديار ..كــ عصفورة عابرة ..واضعة يدي على أعين قلبي ..كي لايلمح سقوطهم وتساقطهم وانطفاء دروبهم..كما لمح يوما إنطفاء وجوههم !!
انا يارفاقي
ماعدت أتسلل إليهم ليلا... كــ عاشق هزت أغصانه رياح الحنين... ولاأتقصى أخبارهم بقلق أم ... ولاأتجول في طرقاتهم بثقل أسير يغادر وطنه..ولا أحصى عدد الوجوه المشوهة ولا ركام الأقنعة المتساقطة أمامي..ولا أقرأ ماينحتون على جدرانهم من الزيف عني.. ولا أنصت لهم من خلف الغرفات ماذا يقولون وماذا يتقولون وماذا يقذفون وماذا يزعمون وماذا يفترون!!
انا يارفاقي!!
ما عدت أتوقف على أطلالهم..أقيس ارتفاع ركامهم تحتي.. أزيل غبار التفاصيل معهم .. وأبحث بين الركام عن دموعي ومشاعري وشموعي ..وأتذكر بألم !هنا كتبتُ وهنا ضحكتُ وهنا بكيت ..وهنا خُدعت وهنا ظُلمتُ ..وهنا قُذفت..وهنا قُتلت !
انا يارفاقي !!
ما عدت أزور مقابرهم حزينة.. منكسة القلب ..أُعَِرف قلبي على تَُرَبهم!
هذا قبر أقرب الناس إلي..وهذا قبر اخت احبتني في الله يوما ورحلت... وهذا قبر صديقة أمنتها ظهري وطعنت.. وهذا قبر أخ ظننت ان امي ولدته ..وهذا قبر عقرب بثت سمها في المكان فلدغت وشتتت وفرقت !
انا يارفاقي !!
ماعدت أزور مدينتي التي شيدتها يوما لعينيه ..وزينته لــ نساء الأرض ..حتى كدن يغلقن أبوابهن عليه ..ويصرخن به ( هيت لك )
تلك المدينة يارفاقي كانت لي وطنا .. كتبت بها ماكتبت وسردت بها ماسردت ونزفت بها مانزفت
وتركت عشاق الأرض بين سطورها يقرؤون رسائلي اليه..ويبكون!
أنا يارفاقي :
كبرت ألف عام وأنا أُطعن بخناجرهم...وكبرت ألف عام وأنا أكتشف أعماقهم...وكبرت ألف عام وأنا أُمضغ تحت أنيابهم..وكبرت ألف عام وأنا أٌقذف بألسنتهم ..وكبرت ألف عام وأنا أُصفع بسود مواقفهم ...وكبرت ألف عام وأنا أصمت أمامهم ..وكبرت ألف عام وأنا أترفع عنهم...وكبرتُ ألف عام وأنا أطوي صفحتهم ...وكبرت ألف عام وأنا ألوح مودعة لهم..وكبرت ألف عام وأنا أغادرهم ..وكبرت ألف عام وأنا أُعيد زراعة قلبي وعقلي وذاكرتي وتفاصيل يومي بعيدا عنهم !!
فاحصوا عدد سنواتي ياأصدقائي
ألم أبلغ تحت مقصلة خذلانهم ..من العمر عتيا ؟
م0ن
من بعض قراءتى ونثر هنا فى القصص