عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2010, 02:52 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
samsam

الصورة الرمزية samsam

إحصائية العضو








samsam غير متواجد حالياً

 

افتراضي نقتدي بحج السلف...

بسم الله الرحمن الرحيم



حال السلف في الحج





لقد كان للحج تأثير عظيم في تزكية النفوس وإصلاح القلوب، لما فيه من معاني العبودية، ومظاهر الربانية التي تجلت في كل أعماله ومناسكه، فأثمرت في واقع السلف قلوباً تقية، وأفئدةً زكية، وأبداناً طاهرةً نقية.
فكانوا مع إحسانهم العمل يخشون الردّ وعدم القبول، أما نحن - إلا من رحم الله - فلا إحسان ولا خشية، ومع ذلك ينام أحدنا ملء جفونه، وكأنه حاز النعيم، وضمن من الجنة فردوسها الأعلى!!







ورد عن بعض السلف أنه قال: "الركب كثير والحاجّ قليل، فما عسانا أن نقول؟! نسأل الله ألا يمقتنا ".


فما أحرانا - نحن المسلمين - أن نعود إلى ما كان عليه السلف الصالح؛ عقيدةً ومنهاجاً، عبادة وسلوكاً، حتى نفوز بما فازوا به من سعادة الدارين؛ العز في الدنيا والنعيم في الآخرة.



من أخلاق السلف في السفر والحج



كان السلف - رحمهم الله - يعلمون حق رفيق السفر، فيحسنون صحبته، ويواسونه بما تيسّر لديهم من طعام وشراب،
وكان كل واحد منهم يريد أن يخدم أخاه ويقوم بأعماله، لا يمنعه من ذلك نسبٌ ولا شرفٌ ولا مكانة عالية.


قال مجاهد رحمه الله: "صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه، فكان يخدمُني!! ".



وكانوا رحمهم الله يبذلون أموالهم للرفقة، ويصبرون على الأذى، ويطيعون الله تعالى فيمن يعصيه فيهم.






يروى أن يُهَيْماً العجلي ترافق مع رجل تاجر موسر في الحج، فلما كان يوم خروجهم للسفر، بكى بُهَيْم حتى قطرت دموعه على صدره، وقال: "ذكرت بهذه الرحلةِ الرحلةَ إلى الله"، ثم علا صوته بالنحيب.

فكره رفيقه التاجر منه ذلك، وخشي أن يتنغّص عليه سفره معه بكثرة بكائه،
فلما قدما من الحج، جاء الرجل الذي رافق بينهما إليهما ليسلِّم عليهما، فبدأ بالتاجر فسلّم عليه، وسأله عن حاله مع بُهَيْم.



فقال له: والله ما ظننت أن في هذا الخق مثله؛ كان والله يتفضّل عليّ في النفقة، وهو معسّر وأنا موسر!!


ويتفضل عليّ في الخدمة، وهو شيخ ضعيف وأنا شاب!! ويطبخ لي وهو صائم وأنا مفطر!!

ثم خرج من عنده فدخل على بُهَيم،
فسلّم عليه، وقال له: كيف رأيت صاحبك؟ قال: خير صاحب، كثير الذكر لله، طويل التلاوة للقرآن،

سريع الدمعة، متحمّل لهفوات الرفيق، فجزاه الله عني خيراً.






وكان كثير من السلف يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم اغتناماً لأجر ذلك،
منهم عامر بن عبد قيس، وعمر بن عتبة بن فرقد، مع اجتهادهما في العبادة.



وكان ابن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم، وكان إذا أراد الحج من بلده (مرو) جمع أصحابه وقال: "من يريد منكم الحج؟"،
فيأخذ منهم نفقاتهم، فيضعها في صندوق ويغلقه، ثم يحملهم، وينفق عليهم أوسع النفقة، ويطعمهم أطيب الطعام، ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من هدايا، ثم يرجع بهم إلى بلده، فإذا وصلوا صنع لهم طعاماً، ثم جمعهم عليه، ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فردّ إلى كل واحد نفقته!!






حال السلف عند الاحرام والتلبية


كان السلف يستشعرون معنى الإحرام، فهو يعني عندهم الإنخلاع من جميع الشهوات الأرضية، والتوجه بالروح والبدن إلى خالق السماوات والأرض. لذلك فقد كانوا يضطربون عند الإحرام، فتتغير ألوانهم، وترتعد فرائصهم خوفاً من عدم القبول.






فكان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا أحرم لم يتكلم في شيء من أمر الدنيا حتى يتحلل من إحرامه.



وهذا عليُّ بن الحسين لما أحرم واستوت به راحلته اصفرّ لونه وارتعد، ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: ما لك؟ فقال: أخشى أن يقول لي: لا لبيك ولا سعديك



ولما حجّ جعفر الصادق، فأراد أن يلبي، تغيّر وجهه، فقيل له: ما لك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أريد أن ألبي وأخاف أن أسمع غير الجواب



وكان شريح رحمه الله إذا أحرم كأنه حيّة صماء من كثرة الصمت والتأمل والإطراق لله عز وجل.




ولئن كان كثير من حجاج هذا الزمان لا يلبون، وأغلب الذين يلبون لا يجهرون بالتلبية، ولا يرفعون بها أصواتهم، فقد كان السلف على خلاف ذلك.



قال أبو حازم: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا أحرموا لم يبلغوا الرّوْجاء حتى تُبَحُّ أصواتهم". لأنهم يعلمون أن ذلك مما يحبه الله عز وجل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية» [رواه أصحاب السنن وصححه الألباني].




وقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الحج والعجّ والثجّ» [رواه الترمذي وحسنه الألباني]. والعجّ: رفع الصوت بالتلبية. والثجّ: سيلان دماء الهدي والأضاحي.




عبادة السلف في الحج



ذكر الإمام ابن رجب رحمه الله أن من أعظم خصال البرّ في الحج: إقام الصلاة،
فمن حج من غير إقام الصلاة - لا سيما إن كان حجه تطوعاً - كان بمنزلة من سعى في ربح درهم، وضيّع رأس ماله وهو ألوفٌ كثيرة.
وقد كان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة،


وكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صلاة النافلة على راحلته في أسفاره كلّها ويوتر عليها.



فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلي السُّبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت. [متفق عليه] والسبحة: النافلة.



وقال ابن عمر رضي الله عنهما: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَبّحُ على الراحلة قِبَل أيّ وجه توجّه، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة» [متفق عليه].



وكان محمد بن واسع يصلي في طريق مكة ليله أجمع في محمله، يومئ إيماء، ويأمر حاديه أن يرفع صوته خلفه حتى يُشغل عنه الناس بسماع صوت الحادي، فلا يُتَفَطّن له.



وحجّ مسروق فما نام إلا ساجداً.



وكان المغيرة بن حكيم الصنعاني يحجّ من اليمن ماشياً، وكان له ورد بالليل يقرأ فيه كل ليلةٍ ثلث القرآن، فيقف فيصلي حتى يفرغ من ورده، ثم يلحق بالركب متى لَحِقَ، فربما لم يلحقهم إلا في آخر النهار



قال ابن رجب بعد أن ساق هذه الأخبار: "فنحن ما نأمر إلا بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، ولو بالجمع بين الصلاتين المجموعتين في وقت إحداهما بالأرض، فإنه لا يرخّص لأحد أن يصلي صلاة الليل في النهار، ولا صلاة النهار في الليل، ولا أن يصلي على ظهر راحلته المكتوبة".




حذر السلف من الرياء والمباهاة



ومما يجب على الحاج اجتنابه، وبه يتمُّ برُّ حجِّه أن لا يقصد بحجه رياءً ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء، ولا يقصد به إلا وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه، ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه.



وقد كان السلف رحمهم الله شديدي الحذر من أن يدخل في عملهم شيء من الرياء أو حظوظ النفس؛ لأنهم يعلمون أن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه صواباً على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

كما


قال سبحانه في الحديث القدسي: «من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» [رواه مسلم]، ولذلك لما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: ما أكثر الحاج! قال له ابن عمر: ما أقلّهم



وقال شريح القاضي: "الحاجّ قليل، والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير، ولكن ما أقلّ الذين يريدون وجهه".






وقال شريح القاضي: "الحاجّ قليل، والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير، ولكن ما أقلّ الذين يريدون وجهه".





خليلي قطاع الفيافي الى الحمى *** كثيرٌ وأما الواصلون قليلُ


وجوه عليها للقبول علامةٌ *** وليس على كل الوجوه قبولُ






قال عمر بن الخطاب يوماً وهو بطريق مكة: "تشعثون وتغبرون، وتتلون، وتضحون، لا تريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا، ما نعلم سفراً خيراً من هذا "، يعني الحجّ!!

إخواني: سبحان من جعل بيته الحرام مثابة للناس وأمناً، يترددون إليه ولا يرون أنهم قَضَوْا منه وطراً.






رأى بعض الصالحين الحاجّ في وقت خروجهم، فوقف يبكي ويقول: "واضعفاه!" ثم تنفس وقال: "هذه حسرة من انقطع من الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت؟! ".




ألا قل لزوّار دارِ الحبيب *** هنيئاً لكم في الجنان الخلود


أفيضوا علينا من الماء فيضاً *** فنحن عطاش وأنتم ورودُ





حال السلف في عرفات




وقال الفضيل لشعيب بن حرب بالموسم: "إن كنت تظن أنه شهد الموقف أحد شرّ مني ومنك فبئس ما ظننت!".






وكان أبو عبيدة الخواص يقول في الموقف: "واشوقاه إلى من يراني ولا أراه"، وكان بعدما كبر يأخذ بلحيته ويقول: يا رب، قد كَبرتُ فأعتقني، وكان ينشد وهو واقف بعرفة:



سبحان من لو سجدنا بالعيون له *** على شبا الشوك والمحمى من الإبر


لم نبلغ العشر من معشار نعمته *** ولا العشير ولا عشراً من العشر


هو العلى فلا الأبصار تدركه *** سبحانه من مليك نافذ القدر






وكان سفيان الثوري ممن يقدم الرجاء في هذا اليوم، فقد قال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاث على ركبتيه، وعيناه تهملان، فالتفت إليّ فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يفغر لهم!.



وروي عن الفضيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفة، فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقاً - يعني سدس درهم - أكان يردهم؟ قالوا: لا. قال: والله للمغفرة عند الله، أهون من إجابة رجل لهم بدانق!!.





وإني لأدعو الله أسأل عفوه *** وأعلم أن الله يعفو ويغفر




حال السلف في الطواف



قال عبدالمجيد بن أبي روّاد: "كانوا يطوفون بالبيت خاشعين ذاكرين، كأن على رؤوسهم الطير وقع، يستبين لمن رآهم أنهم في نسك وعبادة".





قال ابن الجوزي: "اعلم أن غضّ البصر عن الحرام واجب، ولكم جلب إطلاقه من آفة، وخصوصاً في زمن الإحرام وكشف النساء وجوههن، فينبغي لمن يتقي الله عز وجل أن يزجر هواه في مثل ذلك المقام، تعظيماً للمقصود، وقد فسد خلق كثير بإطلاق أبصارهم هنالك".







وينبغي على النساء ألا يكشفن وجوههن أثناء الطواف وإن كنّ محرمات،



فقد قالت عائشة رضي الله عنها: "كان الركبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه".






وينبغي على النساء كذلك ترك مزاحمة الرجال في الطواف، واختيار الأوقات التي يخفّ فيها الزحام
،
كما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تفعل،
فقد كانت تطوف في ناحية منفردة من البيت بعيدة عن الرجال، وكانت لا تقبل الحجر الأسود ولا تستلمه ولا تستلم الركن اليماني إن كان ثمة زحام.


ولما قالت لها مولاتها: يا أم المؤمنين! طفت بالبيت سبعاً، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً. قالت عائشة: لا آجركِ الله.. لا آجرك الله.. تدافعين الرجال؟! ألا كبّرت ومررتِ!.




قال ابن المحب الطبري: "ومن المنكر الفاحش ما تفعله الآن نسوان مكة وغيرهن في تلك البقعة ليالي الجُمع وغيرها من الاختلاط بالرجال، ومزاحمتهن لهنّ في تلك الحال،

مع تزيّنهن لذلك بأنواع الزينة، واشتغالهن عند إتيانه بما يوجب الروائح العطرة، فيشوّشن بذلك على متورّعي الطائفين، ويجتلبن بسببه استدعاء نظر الناظرين،

وربما طافت إحداهن بل أكثرهن بغير جوربين، ويشقّ على الناس الاحتراز من ملامستهنّ في بعض الأحايين، وهذه مفسدة عظيمة عمّت بها البلوى، وتواطأ الناس على عدم إنكارها




فينبغي للعبد أن ينزّه طوافه عن كل ما يوجب شيئاً من ذلك، ولا يأمن عقوبة سوء الأدب وفحش المخالفة هنالك.
م ن






آخر مواضيعي 0 موعظة في قالب خاطرة... المسلمة بنيتي
0 شباب دوت كوم للشيخ مسعد أنور...هام
0 قضية مهمة...لا تفوتكم...
0 "اكتمْ حَسَنَاتًكَ أشَدُّ مما تَكْتُم سَيئاتًك"
0 حجاب آخر زمن...تعالو نصححه
رد مع اقتباس