وخلاصة القول : أن الدروس والفوائد والعبر والعظات في هذا المبحث كثيرة منها :
1 - إن النبي صلى الله عليه وسلم خيار من خيار من خيار ، فهو أحسن الناس وخيرهم نسبا ، وأرجح العالمين عقلا ، وأفضل الخلق منزلة في الدنيا والآخرة ، وأرفع الناس ذكرا ، وأكثر الأنبياء أتباعا يوم القيامة .
2 - إن إقامة الاحتفالات بمولد النبي صلى الله عليه وسلم كل عام في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول بدعة منكرة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك في حياته ، ولم يفعله الصحابة من بعده رضي الله عنهم ، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، ومع ذلك فإن تحديد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم باليوم الثاني عشر من ربيع الأول لم يجزم به ، وإنما فيه خلاف وحتى ولو ثبت فالاحتفال به بدعة لما تقدم ؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم : /البخاري الصلح (2550) ، مسلم الأقضية (1718) ، أبو داود السنة (4606) ، ابن ماجه المقدمة (14) ، أحمد (6/270). من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد /البخاري برقم 2697 ، ومسلم برقم 1718 . . وفي رواية لمسلم : /مسلم الأقضية (1718) ، أحمد (6/256). من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد /انظر : رسالة التحذير من البدع لسماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله . .
3 - إن وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم هي الدعوة إلى التوحيد ، وإنقاذ الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ، ومن ظلمات المعاصي والسيئات إلى نور الطاعات والأعمال الصالحات ، ومن الجهل إلى المعرفة والعلم ، فلا خير إلا دل أمته عليه ، ولا شر إلا حذرها منه صلى الله عليه وسلم .