كيف ننقذ السمك من الغرق..؟^
يمر بك ظرف ما ...
ترغب وأنت في معمعته أن تنسحب بهدوء عن كل الذين يعيشون
حولك ... تنسحب شيئا فشيئا ...
دون أن تُحدث خطوات غيابك ضجة عالية تلفت
الانتباه ... رغبة منك أن تصل إلي بر الأمان
مع نفسك قبل أن تصل إليه مع
الآخرين ..!!!!
لم تعد أنت .. أنت ..
ربما تغيرت ...
ربما التزمت الصمت ....
ربما أصبحت تملك ملامح لاتعابير عليها ...
ربما أصبحت تفتقد تلك القوة التي تدفعك لاحتواء الآخرين ...
ربما تعيش " كبوة جواد " تحتاج زمنا كي تعاود جولات الانتصار من جديد ...
احتمالات عدة واردة ..
تجعلك تفكر جديا أن تنأى بروحك لفترة من الزمن
بعيدا عن كثير من الملامح ..
فقد تستشعر روحك الهدوء .. فتعود إلي سالف
عهدها .. !!!
أنت هكذا ... عندما تغزوك عاصفة ما ..
لاتفكر إلا في كيفية الوصول بر
الهدوء ... ومابين العاصفة والهدوء ..
يحدث لك أن تمتلك " أخلاق صعبة حادة
" قد تؤذي من حولك وتجرح مشاعرهم ..
إذن تفكر في عُزلة تمتد إلي ما شاء
الله ... !!!!
هكذا أنت ... وهكذا هي العُزلة ..
طريقتك إلي الراحة وضبط الأعصاب ..!!!
لكنهم قلة أولئك الذين يفهمون رغبة العزلة هذه
فيتسارعون عن طيب وحسن نية
.. إلي إخراجك من عزلتك ...
جاهلين تماما أن ذلك لن يزيد الأمر
إلا سوءعلى سوء ..
لن يزيدك إلا تمسكا بعزلتك ...
وبطريقتك في التعامل مع مصاعب
الحياة .. انهم لا يطيقون أبدا أن يشاهدوك متعبا .. مهموما .. شاردا ...حزين ..
وان حدث و ضبطوك متلبسا بذلك ...
فلا نامت أعين الجبناء ..!!!
أنت تؤمن أن لعزلتك منطقا خاصا ..
وربما يكون مميزا عن أولئك الذين تتعايش
معهم .. إنك تسعى إلى عقد هدنة بين النفس والحياة .. عزلة ... وهدنة ..
لايخصان أحد سواك .. !!
تلك العزلة ليست من أجل أحد ..
إنها عزلة من ذلك النوع الذي نعيد فيه
لأنفسنا توازن الحياة ..
ننقي من خلالها النفس من كل شئ ...
نطهرها من هذاالهجوم على الدنيا ..
نطهر فيها أسماعنا من ذلك الفائض عن الحد من الكلمات
التي لامعنى لها ولاهدف ...
نطهر أبصارنا من ذلك اللحاق المنطلق لكل مافي
الدنيا من ألوان صارخة ...
نفكر قليلا بما بين أيدينا .. ماذا أعطينا ؟
ماذا أخذنا ؟ ماذا فعلنا ؟
وماذا سنفعل ؟ .
هذا منهجك في الحياة ..
لكن ملامح عدة حولك تستنكر ذلك وترغب صادقة ..
جاهدة أن تخلصك من ألمك الذي يزداد وفق فلسفتها الخاصة ..
بعزلتك !!!
تحاول تلك الملامح أن تعيد لك روح الكلام ..
وروح المرح ...
شكل الابتسامة
... وعمق الضحكة ..
تحاول أن تعيدك إلي سابق عهدك معها ..
بل إنها كلما
شعرت بتمسكك بعزلتك المؤقتة ــ
طبعا هي لاتعي هذا الأمر ــ هددتك أن ذلك
قد يؤثر على علاقتك معها ...
وأنها قد تتغير بدورها عليك ...
ولا أنقصك حديثا قارئي ..
هي فعلا تتغير دون أن تعلم إن الصداقة الحقيقية هي أن نقبل
الآخرين كما هم ..
لا أن نغيرهم كما نريد نحن !!!
راق لى