الموضوع: ~ كبريـاء ~
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2010, 09:03 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
~ العندليب ~

الصورة الرمزية ~ العندليب ~

إحصائية العضو








~ العندليب ~ غير متواجد حالياً

 

افتراضي ~ كبريـاء ~


أحبها..
أعشقها بجنون..

حبها يتغلغل في أعماقي..

يسكن كل خلية من خلايا جسدي..

يجري في عروقي مع دمي ..

ينبض به قلبي..

أتنفسه مع الهواء..

ثمل به حتى النخاع..

لكن..

كبريائي هو الحائل بيننا..

يمنعني من الاعتذار ..

حين أخطئ..

أو أقسوا ..

لكني..

أحبها.. أحبها..

أراها تذرف الدموع بسببي..

تحرقني تلك الدموع ..

تقتلني..

ولأنها تعلم ذلك..

تحاول جاهدة إخفاءها عني..

لكن حين يضيق بها الصبر..

لا تملك سواها لتشعرني بمدى ألمها ..

ومدى قسوتي..

يتفطر قلبي لمرآها..

لكني لا أملك الجرأة لمسح دموعها..

و لا حتى الاقتراب منها..

بسبب كبريائي..

تضيق ذرعاًبعجزي..

فترتمي بين ذراعي..

أشعر بقوتها..

كأنها تحاول تحريري..

تلوذ بأحضاني ..مني..

تجهش بالبكاء على صدري..

من بين الدموع..

أسمع صوتاً متهدجا نبرته الألم..

"ضُمني إليك"..


أكسر قيود الكبرياء ..

من حول يدي وأحكم إغلاقهما..

من حولها..

أشعر بها تقترب مني أكثر..

تشكيني لأحضاني...

الجزء الوحيد المتحرر من كبريائي..

أشعر بدموعها على صدري ..

ونبضها قد خالط نبضي..

فأزيد من قوة ذراعي حولها..

لكني لا أجرؤعلى النطق بكلمة..

كلما زادت قوة احتضاني لها زاد بكاؤها..

والتجاؤها إلي ..

تخونني عيناي في تلك اللحظات ..

وتقوم بتهريب بعض الدمعات..

تثور حمية كبريائي..

أحاول رفع إحدى يداي لأمسحها..

لكن صرخة منها تستوقفني..

" لا تتركني.."

لن أتركك..

فقط سأعدم الدموع الهاربة ..

كي لا تشعري بها..

لم تفهم ما أردت فعله وأنا لن أخبرها..

نفسي تحدثني بمؤامرة خيانة..

لا .. هذه صرختي..

لا ..لن أسمح..

ألقي بها عرض الحائط..

وجدتني بلا حول ولا قوة..

إحدى يداي تمسح على رأسها بحنان..

تغوص في ليل شعرها..

والأخرى تدنيها مني..

ذهلت..

من أين لي بهذا الحنان ..

رأيتني أحتوي وجهها بين كفيّ..

نظرت إلى عينيها باعتذار وندم..

رأيت الحب والألم في عينيها..

اقتربت منها أكثر..

تلاقت أنفاسي المضطربة..

بأنفاسها المتعبة..

قبلة هادئة طبعتها على جبينها..

'متأسف'..

ماهذا ..

لا ..لست أنا..

لست أنا..

كبريائي يصرخ ..

يستنجد ..

أنا مذهول..

'سامحيني حبيبتي..

أكملت الإعتراف بخطئي..

أعقبته بقبلة أخرى ..

وهمست..'أحبك'..

أحاطت نفسها بذراعي و احتمت على صدري..

ابتسمت برضا واحتضنتها..

وأخيراً..

صرعت كبريائي..

أغلقت عيني بنشوة وحين فتحتهما..

وجدتني حيث أنا..

كل ما حدث لم يكن سوى تخيلات..

لا زلت أنظر إليها من بعيد وقلبي يتقطع ألماً..

وهي تبكي بصمت تحاول إخفاء دموعها عني..

حتى وهي تتألم تفكر براحتي ..

سئمت من جمودي..

تقدمت إلي ..

وقطرات الدمع منسابة على وجنتيها..

نظرت إلي بلَوم وألم..

إقتربت أكثر..

ربما سيحدث ما تخيلته قبل قليل..

خابت ظنوني..

لم ترتمِ بأحضاني ..

بل عانقتني..

عانقتني بقوة ..

وأنا جامد أذوب في حيرتي ..

" أحبك يا جبل الجليد ..

ياسقف الكبرياء..

أحبك.."

إبتعدت عني ونظرت إلي بحزن هذه المرة..

" لكني...

لا أستطيع احتمال كبرياءك أكثر..

فأنا لدي كبريائي أيضاً..."

ورحلت..

ولا زال كبريائي يحكمني ..


ولا أزال أحبها..
أمنياتي
~ من عزف قلم العندليب~






آخر مواضيعي 0 أرفض المسافة
0 تعويذة الأبجدية
0 أنثى في ذمة العشق
0 المُرتحلـة
0 أنثى لم تكتمل
رد مع اقتباس