ألم تشعروا بإحتياجكم الشديد لمن يرد عليكِم رداً يشفِي مابداخلكم
من قهر ومن إحباط ومن يأس ومن إنكِسَار ومن قِلَّـة حيلة!؟
بل ألم تشعروا برغبتكم القوية في ان تعبروا عن رأيكم
وتشرحوا لغيركم وبصوت مسموع عمَّا يضايقكم وعمَّا يقهركم؟!
اننا مع الاسف نرى يومياً من يسيءلـ(مشاعرنا)ويستخِـفُّ بها دون ان يجد من يعاتبه
او يعاقبه او يقول له انك على خطأ ورُبما وأنت تُجرح يومياً في ( مشاعرك ) تتسائل
هل أنَا وأنت وباقِ الأعضَاء والزمَلاء في حاجة لنظام ..
او قانون يحمي ( مَشَاعِرنَا المُلخبَطَة ) ويراعيها من اولئك النفر المستهترين بها ..
من يحمي (مشاعرنا)من اولئك الذين يستغلون(مشاعر) الطيبة والصدق بداخلنا
لاغراض شخصية دنيئة فقط لكي تخدم مصالحهم الشخصية؟!
ان ( المَشَاعِر ) حينما تستغل ويُساءُ اليها فإن هذا معناه اننا طُعِنَّا
في اعز ما نملك وفي اصدق ما نفتخر به ..
وما أرمِ إليهِ تحديداً
ان عواطفنا يجب ان تخدم قضايانا واحلامنا المشروعة ..
لا ان تستغل ضدنا وينظر اليها على انها نوع من السَّـذاجة وتكون في غير صالحنا ..
الى متى اظل اقبل ما يُملى علي من غيري بينما لا استطيع حتى ان اقول لا كفى ..
لا استطيع التحمل كفى الى هذا الحد؟!
الى متى يظل الظلام الدامس رفيق دربي وأنيسي من وحدتي ..
وشريكي في حُجرتي الى متى؟!
الى متى اظل انتظر وانتظر لكي اشعر ببصيص امل يشعرني ان لهذا الانتظار فائدة ..
كي اشعر ان لحياتي معنى يستحق الانتظار؟!
الى متى اظل اقول بأن من حولي لا يستحقون ان ابكي من اجلهم او ان اقلق بشأنهم ..
او حتى افكر بهم وأشغل نفسي بهم؟!
الى متى اظل أتعلق بغِصـن ضَعيف يَـابس سوف ينكسر مع اول هبـَّة ريح حقيقية
و( مشاعري ) اقوى من ذلك؟!
انا لا أريدُك ان تحزن حينما تشعر..
بمن ( يُلخبِطُ بمشاعرك ) ..
التي هي جزء من كرامتك ..
ولكن
ثق بإذن الله انك لست لوحدك مهما كنت بعيد ..
فهناك من هو على شاكلتك .. ومنهو متعاطف معك ..
ليس مجاملة لك وليس عطفاً عليك ..
بل قناعة بك ..
وايماناً بأهمية وجمال ما تحمله
في داخلك من جماليات لا يعرفها الاّ من هو مثلك ..
وحينئذٍ فانت لست في حاجة لمن يحمي (مشَاعرك)
بل لمن يجعلها اكثر تجدداً وعطاءً
لِم لا
وأنت المشاعر أصلاً ؟!