عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2010, 03:20 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى



الصلاة..الصلاة


الحمد لله الذي كان بعبادة خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.

وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.

أخرج الأمة المظلومة المنهوبة والمسلوبة إلى فضاء النور والريادة والقيادة، حول الأمة المسكينة التابعة المقلدة إلى أمة قائدة رائدة معلمة.

صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

يقول صلي الله عليه وسلم في الصحيحين: (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، فأمره الله أن يقاتل هذا الإنسان حتى يسجد لله.

إنها المفاصلة بين الإنسان وبين الدين يوم أن يتهاون بالصلاة، أو يترك الصلاة، أو يتنكر للصلاة، أو لا يتعرف على بيت الله، أو لا يسجد لله. حينها يصبح هذا الإنسان لا قداسة له ولا حرمة ولا مكانة ولا قيمة.

هذا الإنسان يوم يترك الصلاة يكون رخيصاً لا قيمة له، تهان كرامته ويعزر بقطع رأسه، قيل حداً وقيل قتلاً على الكفر وهو الصحيح.

فالرسول صلي الله عليه وسلم أمره الله أن يشهر السيف فيقاتل هذا الإنسان حتى يعترف بالصلاة ويصليها.

يقول الله عن جيل من الأجيال الذين تهاونوا بالصلاة: )فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ، قال أحد السلف: أما إنهم ما تركوها ولكن أخروها عن أوقاتها.

أي إسلام لمسلم يدعي الإسلام وهو يترك الصلاة ولا يصليها حتى يخرج وقتها؟ أي دين له، ما معني لا إله إلا الله لرجل تؤخره تجارته عن الصلاة، أو وظيفته أو عمله أو منصبه أو اجتماعه؟ ثم يأتي بعدها يتبجح على الأمة وعلى العالم بأنه مسلم بهويته، فأين الصلاة؟

)إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:142) ، إنهم يصلون الساعة ولكن صلاة العصر بعد غروب الشمس، وصلاة الظهر الساعة الثانية، وصلاة المغرب مع صلاة العشاء، وصلاة الفجر مع طلوع الشمس.

فأين الإسلام؟

وأين لا إله إلا الله؟

وأين التحمس للدين؟

حضرت رسول الله صلي الله عليه وسلم معركة الأحزاب قبل أن تنزل صلاة الخوف ، فقام يقاتل المشركين في جهاد ودمه يثعب في الأرض في مخاصمة لأعداء الله، فنسي صلاة العصر حتى غربت الشمس ، ما نسيها وهو في لهو.. حاشا وكلا، أو في مباحات حاشا وكلا، بل نسيها أثناء احتدام الصراع مع الخصم، فاليهود والمشركون والمنافقون أنسوه صلاة العصر.

فلما غربت الشمس قال لعمر: (( أخروا علينا صلاة العصر ـ أو شغلونا عن صلاة العصر ـ ملأ الله أجوافهم وقبورهم ناراً)).

ثم قام صلي الله عليه وسلم وصلاها. وأنزل بعدها الله صلاة الخوف كي يصليها الخائف في صف القتال، ويصليها الذي يمتطي الدبابة، ويصليها المريض على السرير، فلا يعذر أحد، بل يصليها الجريح وهو في جراحه.

إن تأخير الصلاة عن وقتها من النفاق الصريح الذي وقع فيه كثير من الناس إلا من رحم ربك.

قال صلي الله عليه وسلم وهو في سكرات الموت: (( الله الله في الصلاة، وما ملكت أيمانكم)).

أي دين بلا صلاة؟

ما معني لا إلهه إلا الله؟

ما معني الانتساب للإسلام بلا صلاة؟

يقولون : نحن مسلمون..ولكنهم في تهاون بالصلاة ، ونقر للصلاة ، وتأخير للصلاة.

فأين لا إله إلا الله؟

وأين الصدق مع الله؟

صح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( والذي نفسي بيده لولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقت عليهم بيوتهم بالنار)).

لماذا؟

لأنهم أصبحوا في عداد المنافقين، يتدرعون بالإسلام ولكن لا يصلون مع الناس، ويدعون لا إله إلا الله ولكن تؤخر الصلاة إلى آخر وقتها، أو حتى يخرج وقتها.

يسأل صلي الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال.

قال : (( الصلاة في أول وقتها)).

ويقول صلي الله عليه وسلم : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)).فدمه مسفوك بسيف الشريعة، وهو خارج من الملة لا طهر له ولا قداسة ولا عرض ولا حرمة، فيصبح لا حماية له ولا حضانه ولا صيانة لأنه حارب الله.

ويقول صلي الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))، فلم يعذر الرسول صلي الله عليه وسلم أحداً عن ترك الصلاة إلا من عذره الله ( أعني الجماعة).

يقول ابن مسعود : والذي نفسي بيده لقد كان يؤتي بالرجل يهادي به بين الرجلين من المرض حتى يقام في الصف.

ومرض أحد الصالحين من التابعين اسمه ثابت بن عامر بن عبد الله بن الزبير، وهو في مرض الموت سمع أذان المغرب فقال لأبنائه: احملوني إلى المسجد.

قالوا : أنت مريض وقد عذرك الله.

قال: لا إله إلا الله، أسمع حي على الصلاة حي على الفلاح وأصلي في البيت؟! والله لتحملني.

فلما سجد السجدة الخيرة من صلاة المغرب قبض الله روحه.

يقول أهل العمل: إن هذا الرجل كان إذا صلي الفجر كان يقول: اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، يعني الجميلة البديعة الرائعة.

ما هي الميتة الحسنة؟

قال: أن يتوفاني الله وأنا ساجد.

فالميتة الحسنة أن يتوفاك ربك بعد فريضة، او في صف الجهاد في سبيل الله، أو يتوفاك وأنت على طهارة، أو يتوفاك وأنت في السجود، وأنت في طلب العلم، أو يتوفاك وأنت منفق في سبيل الله.

والميتة القبيحة هي أن يتوفى الله العبد وهو على الأغنية الماجنة، أو على السهرة الماجنة، أو في سفر لطلب الفاحشة، أو على كاس الخمر. هذه هي الميتة التي تعوذ منها الصالحون.

سعيد بن المسيب كان بيته في أقصي المدينة، وكان يأتي في ظلام الليل إلى مسجد المصطفي صلي الله عليه وسلم ، فقال له إخوانه: خذ سراجاً لتري به الطريق في ظلام الليل.

قال: يكفيني نور الله، ) وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)(النور: الآية40).

ولذلك في الحديث عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)). أفي القيامة ظلمات؟ أفي القيامة ليل؟ أي والله ليل أدهي من الليل، وظلمة أدهي من الظلمة ، يجعلها الله لأعداء المساجد والذين انحرفوا عن بيوت الله، فيظلم عليهم طرقاتهم عندما يقولون للمؤمنين: ) انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً )(الحديد: الآية13) ، فلا نور لمن لا نور له.

كان سعيد هذا عالم التابعين، بعين واحدة، قالوا: من كثرة البكاء في السحر من خشية الله.
كان يذهب بهذه العين في ظلام المدينة إلى المسجد ويقول في سكرات الموت وهو يبتسم: والله ما أذن المؤذن منذ ا{بعين سنة إلا وأنا في المسجد قبل الأذان.

ولكن أتي خلف أكلوا نعم الله وتمرغوا في أيادي الله، ونسوا حظهم من الله، فأصبحت الصلاة في حياتهم من آخر الاهتمامات.

ودع عمر رضي الله عنه وأرضاه سعداً إلى القادسية وأخذه على جانب وأوصاه بالجيش وبالصلاة وقال: الله الله بالصلاة، فإنكم إنما تهزمون بالمعاصي.

وكان الصحابة إذا حضر الخوف، وتلاحمت السيوف، وأشرعت الرماح، وتنزلت الروس من على الأكتاف، تركوا الصفوف لطائفة وقامت طائفة تصلي.

نحن الذين إذا دعــوا لصـــلاتهم والحرب تسقي الأرض جاماً أحمرا

جعلوا الوجوه إلي الحجاز فكبــــروا في مسمع الروح الأمين فكبـــرا

حضر أجدادنا الذين فتحوا الدنيا بلا إله ألا الله حصار كابل عاصمة أفغانستان وطوقوها من كل جهة، ولبسوا أكفانهم لأنهم يريدون الحياة في عز أو الموت في سبيل الله، )قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْن)(التوبة: الآية52) إما الشهادة وإما النصر.

فإما حياة نظم الوحي سيرهــــــــا وإلا فموت لا يسر الأعاديــا
إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنــــــــا كفي بالمطايا طيب ذكراك حاديا

وقفوا بأكفانهم يحاصرون كابل، ولما صلوا الظهر قال القائد العظيم فتيبة بن مسلم الذي كان قبل المعركة يبكي ويمرغ وجهه في التراب ويطلب النصر من الله، فلما وقف بعد صلاة الظهر وكان جيشه مائة ألف قال: ابحثوا لي عن الرجل الصالح محمد بن واسع، أين هو؟ محمد بن واسع، مفتي الجيش الإمام الزاهد العلامة، قال: ابحثوا لي أين هو في هذه الساعة.. ساعة الصفر.. ساعة تنزل النصر من السماء.. ساعة بيع الأرواح .ز ساعة تفتح الجنان واستقبال الحور العين لشلهداء.. ساعة حضور الملائكة.

قال : ابحثوا عن محمد بن واسع، فالتمسوه فوجدوه يبكي وقد اتكأ على رمحه ورفع أصبعه يقول: يا حي يا قيوم.

فأخبروا قتيبة فدمعت عيناه ثم قال: والذي نفسي بيده لأصبع محمد بن واسع خير عندي من مئة ألف سيف شهير، ومن مئة ألف شاب طرير.
وابتدأت المعركة وانتصر المسلمون وصلوا صلاة العصر داخل كابل.
إنها الصلاة التي هي الحياة، حياة القلوب ، إنها الميثاق ، إنها العهد بين الإنسان وبين الله، ويوم يتهاوان بها أو لا يصليها المسلم جماعة مع استطاعته فعلم أنه قد أدركه الخذلان، وأن حبل الله قد انقطع منه وأن اللعنة قد نالت .

عباد الله إن من أسباب سعادتنا وحفظ الله لنا ورغد العيش الذي نعيشه أن نحافظ على عهد الله في الصلاة وأن نتواصي بها.

يقول لقمان عليه السلام لابنه: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَك)(لقمان: الآية17) فهل من مصل؟ وهل من مؤد للصلاة في أول وقتها؟ وهل من حريص على تلك الشعيرة العظيمة التي أتي بها صلي الله عليه وسلم ؟ فإنها الحياة.

طعن عمر في صلاة الفجر رضي الله عنه وأرضاه ، ففاتته ركعة واحدة، غلبه الدم وحمل على أكتاف الرجال ووصل إلى بيته فقال: هل صليت؟

قالوا : بقي عليك ركعة.

فقام يصلي فأغمي عليه ، ثم عقد الصلاة فأغمي عليه، ثم أتم الركعة.

فقال: الحمد لله الذي أعانني على الصلاة، الله الله في الصلاة لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.

فمن حفظ الصلاة حفظه الله، ومن ضيع الصلاة ضيعه الله ، ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(العنكبوت: الآية45).

أقول هذا لأني أخشى أن يؤخر الناس الصلاة لظروف الاصطياف في أبها وما جاورها ، فربما يجعل الرغد والأمن والسكينة بعض النفوس تلهى عن الله، وتبعد عن الله، أو تؤخر فريضة الله، بحجة النزهة أو الزيارة أو الفرجة.

فالله الله في الصلاة يا عباد الله من مقيم ومصطاف ، أدوها في وقتها بخشوع لعل الله أن يرحمنا .










آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس