عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2010, 03:41 PM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى






صفات المؤمنات

الحمد لله رب العالمين ، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة
والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

أما بعد..

فهذه رسالة حول بعض الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة المسلمة.

واخترت هذا الموضوع لثلاثة أسباب:

أولها: كثرة الفتن التي طمت وعمت.

السبب الثاني: تقصيرنا دعاة وعلماء وطلبة في جانب المرأة.

السبب الثالث: لعل الله أن ينفع بهذه الرسالة.

إذا علم ذلك فقد قال صلي الله عليه وسلم لفاطمة في أول أيام الدعوة : (( يا فاطمة
أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك من الله شيئاً))، متفق عليه.

وأنا أقول لكل امرأة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر: أنقذي نفسك من النار، فإننا لا نملك من الله شيئاً.

قال صلي الله عليه وسلم في الصحيح : (( رأيت النار فإذا اكثر أهلها النساء)).

قالت امرأة: يا رسول الله ما بال النساء؟

قال: (( يكفرن)).

قيل: يكفرن بالله؟

قال: (( يكفرن العشير، ويكثرن اللعن، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط)).

وقال صلي الله عليه وسلم : (( اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أكثر فتنة بني إسرائيل في النساء))، حديث صحيح.

وقال صلي الله عليه وسلم : (( ما تركت بعدي فتنة أصر على الرجال من النساء)) أو كما قال صلي الله عليه وسلم .

إذا علم ذلك فهناك نماذج أوجدها الله من المؤمنات على مر التاريخ من أن خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

هناك مؤمنات مسلمات قانتات خاشعات حافظات للغيب بما حفظ الله، منهن على سبيل العرض قبل أن آتي إلى موضوع ( سارة) زوجة إبراهيم عليه السلام، فقد كانت عابدة لله منيبة مخبتة، أسلمت وجهها للواحد الأحد فعصمها وحماها من الفواحش.

ذهب إبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة إلى مصر، وكان على مصر ملك طاغية فاجر، فلما رأي سارة أراد أن يأخذها غصباً من إبراهيم.

فلما دخل إليها توضأت وصلت وفوضت أمرها إلى الله، وسألت الواحد الأحد أن يعصمها من هذا الفاجر.

فكان كلما قرب منها لا يستطيع حيث تخذله رجله، وبعد محاولات قال: إنما قربتم لي شيطانة ، خذوها.

وأعطاها جارية.

فقالت لإبراهيم : كفانا الله الفاجر وأخدمنا جارية.

وهذا درس للنساء أن من اعتصمت بالله واتكلت على الله والتجأت إلى الله عصمها الله وحمي عرضها واسلم قلبها للواحد الأحد.

ومنهن ( هاجر) امرأة إبراهيم عليه السلام أيضاً أم إسماعيل، فهي موحدة منيبة قانتة عابدة.

خرجت مع إبراهيم إلي مكة.

فتركها إبراهيم في مكة ثم ذهب.

فقالت: إلى من تتركنا يا إبراهيم؟

قال: إلى الله.

ومن اكتفي بالله كفاه، ومن احتمي بالله حماه، ومن ألتجأ إلى الله آواه.

قالت: أمرك الله؟

قالت: نعم.

قالت: إذا لا يضيعنا.

فلما مضى قال: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (ابراهيم:37) .

فرزقهم الله الثمرات كما نري حيث لا يجوع جائع في مكة.

فالحجاج لا يموتون من الجوع.

وهوت إليها قلوب الملايين من البشر.

فلما ظمئ ولدها قامت تبحث عن الماء، وسعت سبعة أشواط بين الصفا والمروة في الوادي.

فرفس ابنها برجله فخرج الماء.

فأخذت تحول الماء وتقول: زم زم.

قال صلي الله عليه وسلم رسولنا وحبيبنا يعلق على القصة: (( رحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت معيناً)).

وفي قصتها دروس للمرأة أن تتوكل عليه سبحانه.

فشب إسماعيل وتزوج امرأة لكنها كانت قليلة التوكل على الله لا تلتجئ إلى الله، فقيرة القلب.

فهي مثل بعض النساء لو جمعت لها مال الدنيا وذهب الدنيا وفضة الدنيا وملابس الدنيا فهي دائماً تشتكي الضيق والفقر.

فأتي إبراهيم عليه السلام يزور ابنه من أرض العراق حيث كان يجوب الدنيا ينشر التوحيد.

فلما وصل إلى مكة وجد إسماعيل قد خرج إلى الصيد في أرض نعمان فوق عرفات.

فطرق الباب، فخرجت هذه المرأة ، فقال إبراهيم: آبين زوجك؟ ـ وهي لا تعرفه ـ .

قالت: يصطاد.

قال: كيف حالكم؟

قالت: في بؤس وفي فقر وفي مسكنة وفي ضنك.

قال: إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام( والسلام ما يعرفه إلا الموحدون لأن الجاهلية من حولهم) وقولي له يغير عتبة الباب.

ثم ذهب إبراهيم عليه السلام.

فجاء إسماعيل في المساء فقال: هل أتاكم من أحد؟

قالت: أتانا شيخ كبير يتوكأ على عصا وسألني عنك فأخبرته عن حالنا فأقرأك السلام وقال: غير عتبة الباب.

قال: هذا والدي وأنت عتبة الباب! الحقي بأهلك.

فتزوج بغيرها.

فأتي إبراهيم بعد وقت فطرق الباب.

فخرجت المرأة الصالحة المنيبة الذاكرة، فسألها عن زوجها.

فقالت: في الصيد.

فقال: كيف حالكم؟

قالت: نحن في أحسن حال وفي أرغد عيش وفي سعة من الله وفي نعمة من الله وفي هناء.

قال: إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام وقولي له يثبت عتبة البيت.

فأتي إسماعيل فسألها فأخبرته.

فقال: هذا أبي وقد أمرني بإمساكك..لأنك صالحة.

وأما امرأة عمران عليه السلام فقد طائراً ومعه ولده فقالت: يا رب ارزقني ولداً.

لأنه الذرية مكسب عظيم، لكن أفضل العمل الصالح.

فحملت بحمل فتمنت أن يكون ولداً، ونذرت لله إن أنجبت أن يكون خادماً لبيت المقدس.

فأتت بمريم فقالت: ( رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)(آل عمران: الآية36)، ما أحسن الكلام.

(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا )(آل عمران: الآية37)

فأصبحت خيراً من كثير من الرجال.

وأصبحت عابدة يأتيها رزقها في الصباح والمساء كرامة من الله.

وأتت بعيسى ابن مريم الذي هو من أولي العزم من الرسل عليه السلام، فكان قرة عين لها.

وأما خديجة زوجة محمد صلي الله عليه وسلم فهي أول امرأة في تاريخ الدعوة.

وقد سكبت دموعها وعرقها لنصرة هذا الإنسان العظيم الذي قاد سفينة الحياة إلى شاطئ النجاة.

أتي صلي الله عليه وسلم من الغار في أول لقاء حار مع جبريل وهو يرتعد ويقول: (( زملوني زملوني)).

فقالت: كلا والله لا يخزيك الله، إنك تصل الرحم، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف.

فهي مثال للمرأة التي تخفف عناء الحياة عن زوجها وتعينه على مواجهة صعوباتها.

بخلاف المرأة التي تجعل من الحبة قبة، وتولول على أدني حادث أو خبر.

قال صلي الله عليه وسلم في حديث صحيح: (( يا خديجة إن جبريل يقرئك من الله السلام ويبشرك ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب)).

أي لا ضوضاء فيه ولا تعب.

قالوا عنها: كانت من أعقل النساء في تاريخ الدعوة.

وكانت تاجرة، فدفعت مالها لمحمد صلي الله عليه وسلم ليكون لها أجر بدايات هذه الدعوة.

* صفات المرأة المسلمة:

هي عشر صفات إذا وجدت في المرأة فلتبشر بجنة عرضها السماوات والأرض.

فنحن شهداء الله في أرضه.

مر على الرسول صلي الله عليه وسلم بجنازتين فشهدوا للأولي بالإيمان فقال: ((وجبت)).

والثانية شهدوا عليها بالسوء فقال: (( وجبت))

فسألوا .

فقال صلي الله عليه وسلم : (( الأولى أثنيتم عليها خيراً فقلت وجبت لها الجنة، والثانية أثنيتم عليها شراً فقلت وجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه)).

الصفة الأولي: إيمانها بالله تبارك وتعالي الذي يصاحبها في الليل والنهار، في الحل والترحال، وهي قائمة أو قاعدة أو على جنبها.

إيماناً يجعل رقابة الله أقرب إليها من حبل الوريد.

فتتذكر الله سبحانه وتعالي في الخلوة والجلوة، وفي السر والعلن، والضراء والسراء.

قال سبحانه: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )(التوبة: الآية72)، فأفرد المؤمنين رجالاً وأفراد المؤمنات نساء، ليدلل سبحانه وتعالي على أن المؤمنات مخاطبات بهذا الدين.

وقال سبحانه: )إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) (مريم:96)

قال بعض أهل العلم: ( ودا) خاصاً بينهم وبين الله.

وقالوا: (وداً) في قلوب الناس.

والمرأة المسلمة يجعل الله لها ( وداً) في قلب كل مسلم إذا سمع بصلاحها وبتقواها.

وقال سبحانه: )إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (الكهف:30)

فأول صفات المؤمنة أن تتصل بالله دائماً وأبداً ، وأن تربي الإيمان في قلبها وأن تزرعه بالذكر والنوافل والتفكر والتأمل في آيات الله عز وجل.

ولتعلم أن الحياة ليست ذهباً وفضة.

والحياة ليست زوجاً.

لأن المرأة قد تعيش بلا زوج وبلا ذهب وبلا فضة إذا كان معها الإيمان والعمل الصالح، وهي السعيدة الناجية بإذن الله.

لكن إذا أخلت بالصلوات الخمس وبطاعة الله وبفرائضه وبالحجاب فو الله لو سكنت في قصور الدنيا واستخدمت أفخر السيارات وألذ المطعومات لكانت هذه الأمور عليها لعنة ومقتاً وغضباً من الله.

قال سبحانه: ) أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد: الآية28).

حياة لا يجدها إلا المؤمن.

فبعض الناس يعيشون في قرى وقد آمنوا بالله عز وجل.

ويجدون كأن لذة الدنيا جمعت لهم، فهم في فرح وحبور وسرور.

وغيرهم يسكنون في ناطحات السحاب ولكن معهم الضنك والهم والضيق.









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس