عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2010, 03:46 PM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى



لا تكفرن العشير

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


أما بعد..

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( رأيت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن)).

قال: (( يكفرن الإحسان ويكفرن العشير، ولو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك معروفاً قط))، أخرجه البخاري.

هذا الحديث له مناسبة: أن الرسول صلي الله عليه وسلم خرج يصلي العيد بالناس.

وكان إذا خرج للعيد انتظر قليلاً حتى ترتفع الشمس قيد رمح، ثم لبس لباسه صلي الله عليه وسلم لباس الجمال ولباس التواضع، فمضي إليهم وهم ينتظرونه.

فإذا أطل عليهم بمقدمة المبارك البهي الذي يملأ العين جلالة والقلب مهابة تكلم في الناس بما آتاه الله من وحي السماء.

فلما انتهي من كلامه للناس ذهب إلى النساء في طرف المصلى، وهذا دليل على عدم الاختلاط.

وفيه درس أيضاً بأن المرأة المسلمة تحضر مجالس الخير واجتماعات البر وتستمع إلى الكلمة النافعة والدروس الإسلامية والمحاضرات القيمة.

فإن هذا من أعظم الأمور، لكن شريطة أن تغض بصرها وأن تتقي الله ربها، وأن تحفظ زوجها في غيابه.

وقد أمر صلي الله عليه وسلم في حديث أم عطية في البخاري الحيض والعواتق وذوات الخدور أن يخرجن يوم العيد ، فأما الحائض فتعتزل المصلى وتحضر دعاء المسلمين وتستمع إلى الموعظة والخطبة، ففيه دليل أن الحائض لا تدخل المسجد ولا المصلى الذي يصلى فيه الناس.

ولكن عند أبي داود أن صلاة المرأة في دارها خير من صلاتها في مسجدها.

تقول عائشة كما في البخاري: لو رأي الرسول صلي الله عليه وسلم ما فعلته النساء بعده لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل.

فكيف لو رأيت عائشة المنظر اليوم، وكيف لو رأت التبرج، وكيف لو رأت الاختلاط، وكيف لو رأت ضعف الإيمان وقلة العلم بالسنة والشريعة؟ نسأل الله العافية والسلامة.

فخرج صلي الله عليه وسلم وتكلم للناس، فلما انتهي قال لبلال بن رباح مؤذية : (( هيا بنا إلى النساء)).

فذهب إليهن ووعظهن بهذه الموعظة السابقة.

وقال أول ما تكلم بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله قال: (( تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار)).

فقامت امرأة منهن وقالت: ما بالنا نحن أكثر أهل النار؟ ما هو الدليل على أننا أكثر أهل النار؟ وما هو السبب؟ وما هي العلة؟

وفي هذا درس بأن على الطالب أن يناقش ، وأن للمرأة المسلمة إن لم تفهم قضية أن تبعث للعالم فتسأله وتستفتيه.

فقال صلي الله عليه وسلم : (( تكثرن اللعن ـ هذا في حديث أبي سعيد ـ وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن)).

فتصدقت النساء بحليهن وبما يملكن، وأخذ بلال يعرض ثوبه لأنها لأموال بيت المسلمين.

وفيه درس على أن المرأة المسلمة تشارك بكلمتها وبمالها وبحليها ، وأنها لا يبقي لها إلا ما قدمت عند الله، وأن الحلي والكنز هو الأدب وهو الزهد وهو العفاف.

وقوله صلي الله عليه وسلم : (( ناقصات عقل ودين)) المقصود بنقصان العقل أن شهادتها مع أختها تعادل شهادة رجل لأنها كثيرة النسيان، والاهتمام بأمور البيت والأمور الخاصة بها مما يجعلها تنسي وتضعف عن التذكر.

وأما نقصان الدين فلأنها تحيض فيسقط عنها الصوم والصلاة.

وليس المقصد ما قد يتوهمه بعض الناس من أن هذا قدح بالنساء.

كيف ذاك؟ والله يقول: )فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ )(آل عمران: الآية195) .

كيف ذلك؟ وفيهن العالمات الفاضلات البرات.

منا الفواطم ربات العلا لنا كل الزيانب هم أهل وأخدان
والله لو أنصف التاريخ أمتنا لسجل المجد عذباً وهو سهران

ثم إن الرسول صلي الله عليه وسلم عاش مع المرأة أباً فله بنات، وعاش مع المرأة أخاً فله أخوات، وعاش مع المرأة زوجاً فله زوجات، ثم عاش قريباً فله عمات وخالات.

من قضايا الحديث:

أولاً : فضل الصدقة من النساء وكذا الرجال وأنها منجية من النار.

فيا أبناء لا إله إلا الله، ويا أحفاد محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، تصدقوا.

ما هي الصدقة؟

الصدقة لا حد لأدناها ولا لأعلاها.

أما أدناه فالبسمة صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة.

وأما أعلاها فاسمع إلى الله وهو يقول: )مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:261) ، وصح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( والصدقة تطفئ الخطيئة)).

وصح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( إذا تصدق المرء المسلم من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً فإن الله يتقبله بيمينه ثم يربيه لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه حتى يكون كجبل أحد)).

وصح عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( كل منكم في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضي بين الناس))، إلى غير ذلك من الأحاديث. ومنها ما في الصحيحين قوله صلي الله عليه وسلم : (( ما اصبح الصباح إلا وملكان يناديان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)).

وأما الصدقة فهي أنواع: وأعظمها وأجلها الصدقة بالعلم كما قال ابن القيم ، ثم الصدقة بالنفس بأن تسفك دمك في سبيل الله، وأن تبيع روحك من الله.

يجود بالنفس إن ضن البخيل بها والجود بالنفس أغلى غاية الجود

ومن الجود الصدقة بالوقت، فتجد بعض المحسنين الصالحين صرف وقته للمسلمين ليلة ونهاره، فلا راحة ولا نوم بل كله للمسلمين.

متيم بالندي لو قال صاحبه هب لي فديت كرى عينيك لم ينم

يقول: لو طلب النوم من عينه ما نام من كرمه أبداً.

وهذه صفة أهل الشيم والمروءة الجود بالأوقات.

ومنها الجود بالأموال بأن لا تري فاقة ولا حاجة إلا وتنفق فيها.

وإنما حض صلي الله عليه وسلم المرأة على كثرة الصدقة لأن من النساء من يكن بذيئات يكثرن اللعن ويكثرن السب ويكثرن الشتم، وهي خطايا ولا يطفئ الخطايا إلا الصدقات، فنبه صلي الله عليه وسلم المرأة على أن تتصدق من جلبابها ومن ثيابها ومن ذهبها ومن مالها، ومن معروفها، وسوف تلقي ذلك عند الله تبارك وتعالي.

ولما أمر صلي الله عليه وسلم بالصدقة في المصلى ـ والحديث في الصحيحين ـ كان من ضمن الجلوس: زينب امرأة عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه وارضاه، فقامت فدخلت بيتها بعد أن سمعت الموعظة فأخذت حليها وذهبها وفضتها وخرجت من البيت النبي صلي الله عليه وسلم فلقيها ابن مسعود وقال لها: إلى أين؟
قالت: أتصدق به.

قال: أنا وولدك أحق من تصدق به علينا.

فقالت : لا .. حتى أسال الرسول صلي الله عليه وسلم .

فذهبت إلى الرسول صلي الله عليه وسلم في البيت وعند الباب بلال يحرس.

فقالت لبلال: أريد الرسول صلي الله عليه وسلم .

قال: من أنت؟

قالت: أنا زينب امرأة ابن مسعود.

ففيه دليل على أنه لا بأس بمعرفة أسماء النساء في الإسلام إذا كانت المرأة عاقلة ومتحمشة ورشيدة .

فذهب بلال إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: (( زينب تستأذن عليك ـ وفي المدينة ما يقارب سبع زيانب ـ.

فتبسم صلي الله عليه وسلم وقال: (( أي الزيانب)).

قال: زينب امرأة مسعود.

فدخلت وسألته صلي الله عليه وسلم ، فقال : (( صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم)).

فذهبت وأعطت حليها لزوجها الفقير.

ففيه دليل على أن المرأة تدفع زكاة مالها لزوجها الفقير ، وهو ما أفتي به أهل العلم.

ثانياً: قوله: (( تكفرن العشير)) الكفران مصدر كفر، وكفر أي: غطي.

يقال : كفرت النبات في الأرض أي غطيته.

وكفر المعروف إذا غطاه.

وإنما سمي الكافر كافراً لأنه جحد معروف الله ، وجحد آيات الله وغطاها.

قال سبحانه وتعالي: ) يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ )(الفتح: الآية29) ، قال بعض المفسرين: الكفار الزراع لأنهم يكفرون النبتة في الأرض ويغطونها بالتراب.

وقال غيرهم: بل الكفار هنا هم الكفار المعروفون الذين كفروا بالله وبرسوله وباليوم الآخر.

قوله : (( العشير )) هو الزوج، وإنما سمي عشيراً من المعاشرة وهي المصاحبة، قال سبحانه وتعالي: ) وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )(النساء: الآية19) ، فمن أسباب دخول النار كفران معروف الزوج من الزوجة.

والنساء من طبيعتهن الكفران ـ إلا من رحم الله منهن ـ ، فلو أحسنت وصنعت وفعلت لما أرضاها ذلك إلا إذا كانت صالحة تقية عابدة.

ومن حكمة الله أن جعل الرسول صلي الله عليه وسلم يعايش هموم المرأة وغيرتها ومشاكلها وحوادثها في بيته حيث اجتمع عنده تسع نسوة فعرف دواخلهن وأفكارهن فعلم ما يعيشه الناس.

أتاه رجل فشكا له زوجته فقال: (( هن شر غالب لمن غلب))، أي: هن الغالبان ولو حاولت وحاولت.

وزار أبو أيوب رضي الله عنه عبد الله بن عمر في بيته وهو من عباد الصحابة، ومع ذلك وجد الستور على الجدران في بيته ، فأنكر عليه ذلك الترفه، فقال ابن عمر: غلبنا عليه النساء يا أبا ايوب!!

وجاء رجل ليشكو زوجته إلى عمر بن الخطاب، فلما اقترب من الباب سمع صوت امرأة عمر يرتفع على صوت عمر!!

فقال في نفسه: ( أتيتك يا عبد المعين لتعين، فأنت يا عبد المعين تريد معين)!

فطرق الباب عليه وأخبره بما في نفسه.

وكان عمر حكيماً فقال: إنما العيش بالمعروف ، إنها امرأتي تصنع خبزي وتغسل ثوبي وتخدمني، فإن لم أتلطف معها لما عشنا سوياً أو كما قال رصي الله عنه.

فالواجب نصح المرأة بلطف وتحمل ما يصدر منها.

وفي الصحيح أن الرسول صلي الله عليه وسلم أتي إلى بيت فاطمة ابنته رضي الله عنها ليسألها عن على رضي الله عنه فقالت: غاضبته فحرج، أي أنها تخاصمت هي وإياه!

وهو على وهي فاطمة ، فكيف بمن هو دونهما؟

وواجب على المرأة أن تتقي الله في زوجها، فقد صح من حديث أبي أمامة عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: (( إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها))، أو كما قال صلي الله عليه وسلم .

ولا تجحد المعروف، فإن ألأم الناس من جحد المعروف، ولذلك يسمونه عند العرب ( لئيم).

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

فأبغض الناس إلى قلوب الناس هو الذي يجحد المعروف وينسي إحسانهم ويتغافل عما قدموه من مكرمات، فكيف بالزوج الذي قدم لزوجته من المكرمات؟

ثالثاً: أنه صلي الله عليه وسلم كان يخاطب النساء ويتكلم إليهن في مجالس خاصة وعامة.

أتت إليه أسماء بنت يزيد فقالت: يا رسول الله غلبنا عليك الرجال، يحجون معك ويعتمرون معك ويجاهدون معك، فاجعل لنا يوماً من نفسك.

فالتفت صلي الله عليه وسلم وقال للصحابة: (( هل سمعتم بأجمل منها خطاباً؟))

فواعدهن صلي الله عليه وسلم يوم الاثنين.

فقال البخاري ( باب) من جعل للنساء يوماً من نفسه وساق الحديث.

وكان صلي الله عليه وسلم يأخذ البيعة منهن مباشرة كما فعل مع هند بنت عتبة في الصحيح عندما أتت تبايعه بنفسها، فكان صلي الله عليه وسلم يشترط عليهن عدة شروط في البيعة، منها: أن لا يعصينه في معروف، وأن يقمن بالحقوق الزوجية، ونحو ذلك.

وكان صلي الله عليه وسلم يستمع لأسئلتهن ويجيب عليها، ولم يكن يستحين رضي الله عنهن من التفقه في الدين ، فقد ورد في الأحاديث عدة أسئلة من النساء للرسول صلي الله عليه وسلم .

كفاطمة بنت أبي حبيش، وحمنة بنت جحش، وهند بنت عتبة، وأـم أنس رضي الله عنهن وغيرهن، كن يسألن عن أمورهن الخاصة، وكان هو صلي الله عليه وسلم يستمع لهن ويجيب دون ضجر أو تضايق.

فواجب العالم أن يعطي النساء جزءاً من وقته يلقي عليهن المواعظ ويجيب على ما يهمهن من شؤون حياتهن الخاصة، كمسائل الحيض والنفاس ونحوها، فإن الإسلام للرجل والمرأة وليس مقصوراً على صنف دون الآخر.

والأمر الثالث الذي يجب على الزوجة ـ وقد ذكرت غيره سابقاً ـ هو أن تحسن العشرة في الخلق والطاعة في المعروف، وأن تحفظ نفسها وماله، فلا تجلس أحداً على فراشه لا يرضاه ولا يرضي دخوله أبداً، ولا تتبرج ولا تنكشف ولا تخونه بالغيب ، فإذا فعلت ذلك فقد اساء ت له كل الإساءة ، وقد قطعت ما بينه وبينها من الرحم ومن الصلة ومن الحقوق ومن الزوجية، ونعوذ بالله من امرأة تفعل ذلك، فالله يقول: ( حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ )(النساء: الآية34) ، والمرأة التي تحفظ الله بالغيب هي التي تحفظ زوجها في نفسها وفي ماله.
أما حقها هي .. فمن حقوقها الرحمة بها واللطف والكسوة والنفقة ، وإعانتها على طاعة الله عز وجل، وإعطاء حقوقها في الوقت وفي غيره، والصبر عليها لأنها خلقت من ضلع أعوج.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.










آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس