عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2010, 04:00 PM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: بيت أسس علي التقوى




في الحديث فوائد:



أولها: حسن عشرة المرء لأهله والمحادثة بالأمور المباحة ما لم يفض ذلك إلى ما يمنع، وهذا واجب الرجل.



ثانياً: فيه جواز أن يحب الرجل أهله بشرط ألا يؤدي ذلك إلى أن تتكبر عليه، لأن بعض النساء من نقصان عقلها إذا أخبرتها أنك تحبها تجنت عليك وقاطعتك وأخذت تغضبك لتري كيف تتحسر عليها!!



ثالثاً: وفيه منع الفخر بالمال وبيان جواز ذكر الفضل بأمور الدين، فإن هؤلاء النساء افتخرن بأمور الدنيا، لكن الرسول صلي الله عليه وسلم بين أن الفخر بالتقوى وبالدين، وإن أحسن الأوصاف ما وصف به حسن الخلق بعد الدين.



رابعاً: وفيه ذكر المرأة إحسان زوجها ، فإن المرأة العاقلة الرشيدة المؤمنة التي تخاف الله من أدبها أن تحسن ذكر زوجها عند الناس، فإذا سألوها عن زوجها أن تقول فيه خيراً، ليكون أرفع لها عند الله تبارك وتعالي، وأرفع لذكرها وأعظم لأجرها.



خامساً: وفيه إكرام الرجل بعض نسائه بحضور ضرائرها بما يخصها به من قول أو فعل ، فإن الرسول صلي الله عليه وسلم قد أكرم عائشة كثيراً أكثر من بعض جاراتها وضرائرها عليه الصلاة والسلام، وربما أتحفها بشئ وهذا لا يقدح في عدله عليه الصلاة والسلام، فهو أعدل الناس وأقرب الناس وأنصف الناس.



سادساً: وفيه جواز تحدث الرجل مع زوجته في غير نوبتها.



سابعاً: وفيه الحديث عن الأمم الخالية وضرب الأمثال بها اعتباراً، فلا بأس أن تتحدث أنت والناس بأخبار أجدادنا والقبائل التي سلفت لأن فيها عبراً وتجارباً.



ثامناً: وفيه جواز الانبساط وتنشيط النفس بذكر طرف الأخبار المستطابة والنوادر، خلاف ما ذهب إليه غلاة العباد وغلاة الصوفية ، فإنهم لا يرون هذا ويقولون هو ضياع للوقت.فالرسول صلي الله عليه وسلم تحدث في هذه القضايا واستمع إليها، فلا بأس أن تتحدث مع الناس في الأسعار والأمطار والأخبار.



تاسعاً: وفيه حث النساء على الوفاء لبعولتهن وقصر الطرف عليهم والشكر لجميلهم، وهذا أدب أدبنا الله به. فعلى النساء أن ينقين الله عز وجل في أزواجهن فيذكرن جميلهم وما لهم من أياد ولا يعددن السيئات.



أما إذا اضطرت إلى ذلك فلا بأس أن تصفه بحسن أو سوء إذا كان لمصلحة من الهبر أو بالسؤال عنه.



عاشراً: وفيه أن ذكر المرء بما فيه من العيب جائز إذا قصد التنفير عن ذلك الفعل بشرط ألا يسمي ولا يكون غيبة، وهؤلاء النساء كن في الجاهلية قبل تحريم الغيبة.



أما في الإسلام فلا يجوز للمرأة أن تغتاب زوجها كما قال الحافظ ابن حجر إلا لمصلحة ، مثل أن تشتكي عند القاضي أو الحاكم فيقول لها الحاكم : ماذا تنقمين على زوجك؟ فتقول: بخيل أو سئ الخلق أو مقاطع أولا يأتينا.



ولذلك جاءت هند امرأة أبي سفيان إلى الرسول صلي الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله أبو سفيان شحيح.



قال: (( خذي أنت وبنيك من ماله بالمعروف)) فهذه شكته أو بينت عيبه للحاجة.



الحادي عشر: تشجيع النساء أن لا تحرص الواحدة منهن على أن لا يكون قبلها زوجة، لكن تحرص عل رجل الخير والدين والاستقامة وحسن الخلق، لأنها قد تسعد معه ولو كان معه ثلاث نساء أسعد مما لو كانت مع زوج ليس له إلا هي، فالمسألة مسألة دين وتعامل وخلق.



الثاني عشر: وفيه أن الحب يأسر النساء، لأن أبا زرع مع إساءته لها بتطليقها لم يمنعها ذلك من المبالغة في وصفه إلى أن بلغت حد الإفراط والغلو.



يقول أبو تمام:



كم منزل في الأرض يعشقه الفتي

وحــنيــنه أبداً لأول منـــزل



الثالث عشر: فيه جواز وصف النساء إذا لم يؤد ذلك إلى ذكر المحاسن والصفات الداخلية..لأنه منهي عنه.

الرابع عشر: فيه جواز السجع إذا كان من غير تكلف. والسجع هو أن تختم الكلمة أو الكلمات بحرف واحد، وهو جميل في الكلام، لكنه إذا خرج إلى حد الكلفة فمذموم.



تشاكت امرأتان عند الرسول صلي الله عليه وسلم كانت إحداهما قد ضربت الأخرى فقتلت الجنين الذي كان في بطنها فحكم لها النبي صلي الله عليه وسلم بالدية فقام ولي المرأة التي غرمت فقال: كيف ندي من لا نطق ولا استهل، ولا شرب ولا أكل، فمثل ذلك يطل.



فقال صلي الله عليه وسلم : (( أسجع كسجع الكهان))؟!..لأنه تكلف ، وإلا ففي القرآن سجع لكنه غير متكلف وجميل وحبيب إلى النفوس.



الخامس عشر: وفيه أن الطلاق لا يقع بالمشابهة ، لأن الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: (( أنا كأبي زرع)) وأبو زرع طلق امرأته.



السادس عشر: وفيه أن المشبه لا يقتضي أن يكون كالمشبه به، لكن يخالفه في بعض الشيء .. تقول : محمد كالأسد في الشجاعة لكم ليس كالأسد في براثنه وفي مخالبه وفي جلده وفي عينه..لا لكن في الشجاعة وهذا معلوم.



السابع عشر: وفيه مدح الرجل في وجهه إذا علم أن ذلك لا يفسده.



والمقصود أن قضايا الحديث كثيرة، والقاضي عياض قد شرحه في كتاب كبير، ويقول الحافظ: استقصيت من شرحوه فإذا هم ما يقارب عشرة من أهل العلم.



وإنما شرحته لما فيه من الحكم والفوائد إن شاء الله، ولما فيه من اللطافة والأنس، ولأنه قد يعرض لبعض ، وفيه الكلمات الغربية التي تحتاج إلى مراعاة وإلى مراجعة.



والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تم بحمد الله











آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس