(15) نُبُوءَته صَلَّى الله عليه وسَلَّم عن ظُهُور الشُّرْطَة:
أخْرَجَ الإمَام مُسْلِم في صَحِيحه:
حَدَّثَنَا ابْن نُمَيْر؛ ثَنَا زَيْد يَعْنِي حباب؛ ثَنَا أفْلَح بْن سَعِيد؛ ثَنَا عَبْد الله بْن رَافِع مَوْلَى أُمّ سَلَمَة قال [ سَمِعْتُ أبَا هُرَيْرَةَ يَقُول: قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم: يُوشِك إنْ طَالَت بِكَ مُدَّة أنْ تَرَى قَوْمَاً في أيْدِيهم مِثْل أذْنَاب البَقَر؛ يَغْدُون في غَضَب الله ويَرُوحُون في سَخَط الله ].
دَرَجَة الحَدِيث:
صَحِيح، أخْرَجَه الإمَام مُسْلِم.
تَحَقُّق النُّبُوءَة:
صَدَقَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم؛ حَيْثُ ظَهَرَ مُنْذُ العُصُور الأولى هذا الصّنْف مِنَ النَّاس، وهؤلاء القَوْم في صُورَة الشُّرْطَة والجَلاَّدِين الَّذِينَ كانوا يمْسِكُون بأيْدِيهم الكَرَابِيج والسِّيَاط ويَضْرِبُون بها النَّاس صَبَاحَاً ومَسَاءً لسَبَبٍ مَا حَقِيرَاً كان أو عَظِيمَاً.
يَقُول الإمَام المَنَاوِي [ إنَّه خَلَفَ بَعْدَ الصَّدْر الأوَّل قَوْمٌ يُلازِمُون السِّيَاط التي لا يَجُوز الضَّرْب بها في الحُدُود قَصْدَاً لتَعْذِيب النَّاس، وهُمْ أعْوَان وَالِي الشُّرْطَة المَعْرُوفُون بالجَلاَّدِين، فإذا أُمِرُوا بالضَّرْب تَعَدّوا المَشْرُوع في الصِّفَة والمِقْدَار، ورُبَّمَا أفْضَى بهم الهَوَى وما جُلِبُوا عَلَيْه مِنَ المَظَالِم إلى هَلاك المَضْرُوب أو تَعْظِيم عَذَابه ]، وقال الإمَام القُرْطُبِيّ [ وبالجُمْلَة هُمْ سَخَط الله، عَاقَبَ الله بهم شِرَار خَلْقِه غَالِبَاً؛ نَعُوذ بالله مِنْ سَخَطِه، وقِيلَ المُرَاد بهم في الخَبَر الطَّوَّافُون عَلَى أبْوَاب الظَّلَمَة ومَعَهُم المَقَارِع يَطْرُدُون بها النَّاس ].
الأمْثِلَة التَّطْبِيقِيَّة (مُجَرَّد أمْثِلَة):
قَدِيمَاً كانوا في سُجُون الحَجَّاج وأمْثَاله، ثُمَّ حَدِيثَاً في المُعْتَقَلات في عَهْد جَمَال عَبْد النَّاصِر، ثُمَّ الآن في أقْسَام الشُّرْطَة والسُّجُون ومَا وَرَاء الشَّمْس.
قَدِيمَاً كان الكُرْبَاج، أمَّا حَدِيثَاً فحَدِّث ولا حَرَج عن أسَالِيب التَّعْذِيب.