( الرَّحمن على العرش استوى )
الذي يعتقد أن معنى هذه الآيه أنَّ الله جلس أو استقرَّ أو حاذى العرش يَكفُرُ..
ومَن اِعتَقدَ أَنَّ إِلهَنا مَحدُود فَقَد جَهِلَ الخالِقَ المَعبُود
ءاية الاستواء تُحمَلُ على القهرِ,أو يُقالُ استوى استواء" يليقُ به,أو يُقال (الرَّحمن على العرش استوى )بِلا كَيفٍ,أمَّا من أرادَ التأويلَ التفصيليًّ فيقول قَهَرَ.
ومعنى قّهرِ الله للعرشِ الذي هو أعظم المخلوقاتِ أنَّ العرشّ تحت تَصًرُّفِ الله هو خَلَقَهُ وهو يحفظه,يحفظُ عليه وِجودهُ وَلَولا حِفظُ الله لَهُ لَهَوَى إلى الأسفَلِ فَتَحَطَّمَ,فالله تعالى هو أَوجَدَهُ ثُمَّ هو حَفِظَهُ و أبقاه,هذا معنى قَهَرَ العرش.
وَلِيُعلَم أن الاستواء في اللغة العربية له خمسة عشر معنى كما قال الحافظ أبو بكر بن العربيّ ومِن معانيه: الاستقرار والاعتدال والاستعلاء والعُلوُّ والاستيلاء وغير ذلك,ثم هذه المعاني بعضها تليقُ بالله وبعضها لا تليق ُ بالله.فما كان من صفات الأجسام فلا يليق بالله.
ويُروى عن أمّ سَلَمَة إحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلّم ويُروى عن مالك بن أنس أنهم فسّروا استواء الله على عَرشِهِ بقَولِهِم:الاستواء معلوم ولا يُقالُ كيفٌ والكَيفُ غَيرُ معقول.ومعنى قَولُهُم (الاستواء معلومٌ)معناه مَعلٌومُ ورودُهُ في القرءان أيّ بِأَنَّهُ مُستَوٍ على عرشِهِ استواء" يَليقُ بِهِ,ومعنى (والكًيف غير معقول)أيّ الشّكلُ والهَيئَةُ والجلوسُ والاستقرارُ هذا غير معقول أي لا يَقبَلُهُ العَقلُ ولا تجوزُ على الله لأنَّها مِن صِفاتِ الأجسام.
وَسُئِلَ الإمام أحمد رضي الله عنه عن الاستواء فقال(استَوَى كَمَا أَخبَرَ لا كَما يَخطُرُ لِلبَشَرِ).
فَإن قال المعتزله :الرحمن على العرش استوى((على))أيّ فَوق,يُقالُ لَهُم :فماذا تقولون في قوله تعالى(وعلى الله فليتوكل المؤمنون)هل يفهمون من هذه الآية أن العباد فوق الله؟؟فإن ((على))تأتي لعلوَ القدر وللعلوَ الحِسِيِّ, وقد قال تعالى مخبرا" عن فرعون أنه قال (أنا ربكم الأعلى )أراد علوَّ القهر بهذا.
قال الإمام عليَ(إنَّ الله تعالى خَلَقَ العرشَ إِظهارا" لِقُدرَتِهِ وَلَم يَتَّخِذهُ مَكانا" لِذاتِهِ).
فإن قالوا لكم: كيف تقولون خلقه اظهارا"لقدرته ونحن لا نراه؟؟فنقول لهم:الملائكة الحافّون حوله يرونه والملائكة لمّا ينظرون إلى العرش يزدادون خوفا" عِلما" بكمال قُدرةِ الله,لهذا خلق الله العرش.
كانَ الله وَلَم يَكُن شَيءٌ غَيرُهُ.