مازال يحلم
خرجت من ذاك السرير الذي ننام عليه معا بعدها أمسكت بكوب الشاي الصباحي الذي أعده بنفسي كعادتي وكأنة أشارة دخولي إلى عالم النشاط..
عندما نظرت إليها وهي في السرير تفتح عينيها رويدا رويدا،، كأنها ورده تتفتح لنور الشمس وتفتح شهية الحياة لها..
كم أعشق تلك اللحظة التي تودع بها أبجديات النوم والكسل لتداعب تلك العينان بتلك الأصابع لتخلع منها ثوب النوم..
هي ليست كمثلي بل كريشه تخرج من السرير دون أن تترك أي دليل على وجودها علية فقط تغادره وكل شيء يظل مرتب بعناية حتى ملابسها لايكاد يكون لهن أثر.. فأنا لا أشبهها فكل شبر كنت علية أو مشيت فوقه يطبع بتلك الخربشات والعلامات الداله على وجودي..
ربما ما تزال تشعر ببعض نعاس يحاول أن يسكنها بالسرير فقد قضينا كل الليلة ونحن نحكي تلك الحكايا التي لا نمل منها حكايتها وحكايتي فما تزال ضحكاتها تطرب أذني عندما أذكرها بهفواتي الطفولية،
ذهبت بدون أي همسه لتغطي وجهها بالماء لتزيل بقايا ذاك النوم..
كعادتي أتأمل كل حركة تقدم عليها بتمعن كبير،، أخذت ذاك المشط لتقعد أمام تلك المرآة وتطبع صورتها عليها وهي تحاول مداعبة شعرها كأنها فراشة خرجت توا" من شرنقتها..
بينما هي كذالك استرقت نظره عبر النافذة لأتمعن بتلك الوردتان اللتان تنغمسان برقة بذاك التراب وردتان حمراوين تنسيان النفس ما بها من ألم لكنهما أرجعنني لنفسي، فمذ فتحت عيني كان ينتابني ذاك الشعور الحامض بأننا كبرنا وكبرت أحزاننا وأثقلتنا الهموم لننحني معها كأغصان شجره أتعبتها الثمار.
تمعنت كثيرا في أرجاء الغرفة التي أثقلها السكون فتشت كل زواياها بحثت عن صورتها بتلك المرآة
أين ذهبتي؟ أين أختفيتي؟ من برهة فقط كنت أتأملك بنظرة تفيض بالحنان،،
نعم لقد عاودتني أحلام اليقظة،،
هذا أنا،، وحيدا إلا من تلك الأحلام
" راق لى "