حليب القمر
عشرون يوماً ووجهُ البـدر مُسْتَتِرُ *** فاشتاقَ قلبي لهُ .. والسمعُ .. والبصرُ
لمَنْ أبثُّ الهوى والبـدرُ محتجبٌ *** والوجْــــــدُ في أضلعي يغلي ويسْتعِرُ
لم يبقَ يا بدرُ لي في العمر مُتَّسَعٌ *** فاسكبْ بقلبي حليبَ الضوءِ يا قمرُ
وانثرْ نداكَ علي ناري لتُطفِئَها *** إنِّى علي الجمرِ طولَ الليل أنتظرُ
قد كنتَ تشرقُ في ليلي وتؤْنسنى*** وتَهمِسُ اللحنَ .. كيْ يحلو لنا السَّهَرُ
ما بالكَ اليومَ عن عَيْنيَّ مُحْتَجبٌ *** وكنتَ كالغيثِ للظمـــــــــــآن يَنْهَمِرُ
إنْ كنتَ تَسْطعُ في أفْق ٍ سوى أفقي *** ونورُ وجهك َفي الآفاق ينتشـــــــــــرُ
فلا تدَعْنى وجرح الهجر يؤلمنى *** ضمِّّّدْ جراحي لأحيا ... إننى بشـــرُ
إن كان حُبيَّ لكـمْ ذنباً تؤاخـذنى *** عليهِ .. فاغفرْ. ألا طوبى لِمَنْ غفروا
شعر : سعيد حسين القاضي