عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-2011, 12:01 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الطلاق الصامت "الطلاق العاطفي"

وفي دراسة ( قضايا الزواج في الكويت 2002 ) أورد د. عيسى السعدي الوكيل المساعد بوزارة الشؤون الاجتماعية بالكويت أسباب عدة للطلاق واحتل سبب عدم التوافق نسبة 47.2%

وعلى المستوى العالمي وفي تقرير لمجلة "بونته" الألمانية توضح الإحصائيات أن تسعًا من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج،وتشير الأرقام إلى أن 79% من حالات الانفصال تكون بسبب معاناة المرأة من انعدام المشاعر، وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها، وعدم وجود حوار يربط بينهما.

ولا يخفى دور الحوار الفعال الناجح على إحداث التفاهم والانسجام بين الزوجين بما يتضمنه من تعبير عن الأفكار والمشاعر واحتياجات وإحباطات كل طرف منهما


وبالتالي الوصول معا إلى صيغة تفاهم حول كل ما يتعلق بحياتهما المشتركة وسبل إشباع هذه الاحتياجات وسبل علاج الإحباطات للوصول نهائيا إلى هدف السكن والمودة والرحمة .

ولذلك تعتبر ظاهرة الصمت الزوجي من أخطر الظواهر التي تفشت في الأسر العربية وتعتبر مسمارا في نعش الحياة الزوجية بما تحمله من دلالة على فتور العلاقة وخفوت الحب وانحراف العلاقة عن أسسها .

ومن هنا كان لزاما علينا أن نحاول أن نتعرف على الظاهرة عن طريق دراسة للمؤثرات والدوافع الفردية والاجتماعية المرتبطة بها فنشير إلى أثرها على الفرد والأسرة .


ثم نبدأ في تحليل أعراضها و مظاهرها .

ثم نحاول أن نشق طريقا لكيفية الوقاية من هذه الظاهرة للمقبلين على الزواج مع طرح لبعض المفاهيم والمهارات التي تساعد على حل المشكلة ثم نطرح كيفية علاج المشكلة للمتزوجين .

إن مما أفاضه الله على الإنسان ، وخصه به دون سائر الكائنات ، هو أن و هبه الله القدرة على التكلم للدلالة على ما في الضمير وللاهتداء إلى ما في ضمير الآخرين من المعاني المكنونة فكان تعليم الإنسان البيان من عظيم العناية الإلهية به

حيث قال تعالى (( الرحمن *علم القران* خلق الإنسان *علمه البيان ))

فلولا الكلام لكان الإنسان والحيوان سواء في جمود الحياة وركودها ، ولولا هذا الكلام لم تقم المجتمعات المدنية ، ولم يتقدم الإنسان هذا التقدم الباهر

ولأن الفكر كالجسم إذا تحرك يزداد نشاطاً ويزداد فاعلية أما إذا جمد وركد فإن قدراته لا تنمو، وبالتالي فإن الكلام والتعبير المستمر عن الرأي تحرك ينمي فكر الإنسان ويظهر كفاءته وقدراته ومواهبه

فالكلام يزيد من ثقة الإنسان بنفسه واعتداده بذاته ومعرفة بإمكاناته وقدرة على تطويرها وتصحيح أفكاره وترويض مشاعره .

ولذلك كان رأي علماء النفس أن الإنسان الذي يعبر عن نفسه وذاته يتمتع بصحة نفسية أفضل من الذي يكبت مشاعره ويسجن أفكاره .

أما على المستوى الاجتماعي فواضح أن المجتمعات التي يعبر فيها الأفراد عن آرائهم في مختلف الميادين: سياسياً ودينياً وفكرياً وعلمياً تكون حركته العلمية أقوى وإمكانية تقدمه أفضل حيث يطرح أصحاب الرأي آراءهم وأفكارهم، فتتبلور وتتلاقح الآراء والأفكار وتدفع بعجلة التقدم

فالكلام هو من أعظم ما أفاض الله تبارك وتعالى به على الإنسان، وإن وجوب شكر النعم هو مما يحكم به العقل ، وتدعو إليه الفطرة والذوق السليم ، وإن أقل ما يقال في شكر هذه النعمة ، أن تستخدم فيما خلقت لأجله وأن من كفر النعم استخدامها في غير ذلك .

وإن المتتبع لما ورد من النصوص الشرعية ، يجد أن المشرع الحكيم شدد في مسألة الكلام وجعل المسلم في ممارسته للكلام يسلك مسلكا وسطا بين الصمت و الثرثرة

ويشدد القرآن الكريم على أهمية الكلمة فيقول الله جل وعلا : ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) .

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يُلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يُلقي لها بالا يَهوي بها في جهنم‏"‏‏.‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.

فقد نهى عن الصمت والذي كان من عبادات الأمم السابقة وقال صلى الله عليه و سلم : "الساكت على الحق شيطان اخرس "

وأشار إلى أن السكوت عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كان سببا للعن بني إسرائيل ((لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون *كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ))

كما وضح رسول الله صلى الله عليه و سلم معيار الاختيار بين الصمت والكلام و أيهما أفضل فقال : "‏من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا، أو ليصمت‏"‏

والحياة الزوجية مشاركة وحوار دائم بين طرفين وحياة متواصلة في الأحزان والأفراح وكافة تفاصيل الحياة والحوار فيها أحد أعمدتها وركن هام من أركانها


فالحوار هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الأفكار وفي ظل الحوار تتنقح وتتبلور وتنمو وتتوالد وتتلاقح الأفكار فتنمو الشخصية وتنمو العلاقة بالأفكار المبدعة ويتحسن أداء كل منهما في محاولة لإسعاد الآخر


وفي ظل الحوار يعبرون عن مشاعرهم الإيجابية فتحدث الألفة ويزدهر الحب كما يعبرون عن مشاعرهم السلبية فيكون التنفيس والمداواة ورأب الصدوع وترميم الشقوق ...فيقوى البناء ...وتصلب الأعمدة .

__________________






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس