عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2011, 07:13 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مـوسوعة التعآون بيـن الأسَـود

تتضافر ذكور الفريق في بذل غاية جهدها لتنحية الذكور الدخيلة التي تمثل أعظم مصدر تهديد لمصالحها المشتركة. ففي جوف الليل تظل أُسُود الفريق تذرع منطقة حِماها، وهي تطلق سلسلة من صيحات الزئير العالية معلنة ملكيتها للمكان، وكنا كلما أَذَعنا في المنطقة تسجيلات لصوت زئير أسد غريب كانت الاستجابة فورية من جانب أسود المنطقة متفحِّصةً مصدر الصوت، وقد يصل الأمر بها إلى مهاجمة دمية أسد محشوة كنا نضعها أحيانا على مقربة من مكبر الصوت. ولقد أجرى تلميذنا <J. جرينِّل> عشرات التجارب من هذا القبيل، فوجد أن تعاون أفراد الفريق - إذا كانت من الأباعد - لا يقل عنه إذا كانت من الأشقاء. كما لاحظ أن بعض الأسود كانت تبادر بالاقتراب من مصدر الصوت من دون انتظار لتصرفات الرفاق الأُخر، بل إن ردود فعل بعض الذكور كانت تبلغ أحيانا ما يشبه العملية الانتحارية؛ إذ كان الواحد منها يقترب منفردا من المصدر الذي كان ينبعث منه زئير ثلاثة أسود غريبة.

وبصفة عامة تسود المجموعاتُ الكبيرةُ المجموعاتِ الصغيرةَ. وفي التحالفات الكبيرة تكون
الأسود
في العادة أحدث عمرا عند أول دخولها في العَرْجَلَة، وبهذا تكون فترة بقائها فيها أطول، فضلا عن كون ما في حوزتها من الإناث أكثر. وفي الواقع تكون المكاسب التناسلية للتعاون عظيمة إلى درجة تدفع معظم الذكور الفُرادى إلى تعزيز وضعها بانضمام بعضها إلى بعض. ومهما يكن من أمر فإن عدد الشركاء في مثل هذه التجمعات بين الأباعد لا يزيد على ثلاثة أسود، في حين أن التجمعات المؤلَّفة من أربعة وحتى تسعة أسود تكون أفرادها وثيقة صلة القربى بعضها ببعض، فلماذا لا تقبل مجاميع الذكور الأباعد بين صفوفها المزيد من الشركاء حتى تصل أيضا إلى الحجم الذي يضمن لها المَنَعة؟ مرة أخرى، يرجع ذلك إلى أسباب جينية (وراثية) تتعلق بالمحافظة على النفس؛ إذ يتوقف الأمر بوجه خاص على نتيجة الموازنة بين ما قد ينتجه التجمع للذكر من فرص الإفضاء إلى إحدى عراجل الإناث وبين ما يمكن أن يتحقق له بالفعل من إنجاب الأشبال.

يشترك أفراد العرجلة في اقتسام الفرائس. وإذا كان مكان قتل الفريسة قريبا من العرين أحضرت الأمّهات صغارها للاشتراك في الوليمة. أما في حالة بُعد المسافة فإنها تجلب الغذاء إلى الصغار في صورة لبن.


وعلى الرغم من أن التحالفات الكبيرة تُنْتِج أكبر عدد من الذرية بالنسبة لجملة عدد الآباء، يَفترِض احتساب المتوسط على هذا الأساس عدالةَ القسمة بين جميع أفراد التجمع، وهذه صورة من
التعاون لا تحدث في متنزه سِرِنْجيتي. فالحقيقة هي أن أول ذكر يعثر على أنثى في حالة إِجْعَال(2) فإنه يتولى حراستها ويغار عليها، ويعاود معاشرتها جنسيا المرة تلو الأخرى على مدى الأيام الأربعة التالية، ويهاجم أي ذكر آخر يغامر بالاقتراب متجاوزا الحدود. ولقد قام <D. گلبرت> (الباحث في مختبر <S. أوبرين> التابع للمعهد القومي للسرطان) بأخذ البصمات الدّنَاوية (الوراثية) DNA fingerprintings لمئات العينات من الأسود
التي نُجري عليها مشاهداتنا، فوجد أن الذكر الواحد يكون في العادة أبا لقطيع (ولدة) كامل من الأشبال. وفضلا عن ذلك، لا يتساوى نصيب الذكر الواحد من الذرية مع نصيب غيره إلا في حالةِ تحالفٍ بين ذكريْن اثنين. أما في الأحلاف الكبيرة فإن الجانب الأكبر من الذرية يكون في العادة من نسل عدد قليل من الذكور. وفي الحقيقة إن البقاء بلا ذرية لا يكون أمرًا بالغ السوء من الناحية الجينية (الوراثية) genetic standpoint، إذا كان الشريك الأنجح في الإنجاب أخا للمحروم من الذرية أو ابن عم له؛ إذ من الممكن اعتبار هذا الأخير متناسلا بالوكالة، بل إنه من الممكن للمحروم أن يملأ الدنيا - عن طريق إخوته وأبناء عمومته - ذرية تحمل جيناته هو. أما إذا كان هذا الأسد المحروم من الإنجاب وحيدا فإن انضمامه إلى أي عدد من الأباعد يكون أمرا غير ذي جدوى.

تشترك جميع الأمهات في العرجلة معا في مهمة إرضاع الصغار، ليس بدافع الكرم ولكن بسبب الإجهاد بالدرجة الأولى. والصورة العليا تمثل الأشبال وهي ترضع من أمهاتها بعد عودتها من رحلة الصيد. ولو بقيت الأمهات يقظة فلن تسمح أي منها بالحصول على لبنها إلا لأشبالها هي. والصورة السفلى تمثل إحدى محاولات الرضاعة التطفلية التي قام بها شبل مراهق ضخم. فعلى الرغم من أن الأشبال تحاول عادة أن تجعل معظم رضعاتها من أمهاتها بالذات، تكون أحيانا شديدة الدهاء في محاولاتها الرضاعة من إناث أخريات (الرسوم البيانية).







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس