عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2011, 07:15 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مـوسوعة التعآون بيـن الأسَـود


محاولات الأشبال فى الرضاعة

الاصطياد

كان الظن التقليدي السائد هو أن إناث الأسود تعيش في جماعات للاستفادة من الاصطياد التعاوني cooperative hunting. (تمارس الإناث الاصطياد أكثر من الذكور المقيمة). ولكننا - بالملاحظة عن كثب - وجدنا أن التجمع للصيد لا يوفر - بأية حال - فرصا أفضل للطعام؛ وفي واقع الأمر فإن التجمعات الكبيرة تمنى بالفشل في نهاية المطاف، إذ إن الرفاق كثيرا ما ترفض التعاون
عند الإمساك بالفريسة.

إذا ما بدأت إحدى الإناث الاصطياد فإن رفيقاتها قد تنضم إليها وقد لا تفعل. فلو كانت الفريسة كبيرة بحيث تكفي لإطعام السِّرْب بأكمله - كما هي الحال في العادة - وقعت الرفيقات في حيرة من أمرها. ومع أن الاصطياد الجماعي أقرب إلى النجاح، فهو ينطوي على مضاعفة للأخطار تتمثل في الإجهاد واحتمالات الأذى التي ستتعرض لها الصائدات الإضافيات، أما إذا كان في مقدور الصائدة الرائدة أن تنجح في المهمة بمفردها، فهنا يمكن أن تفوز رفيقات سِربها بوجبة مجانية. وهكذا فإن مزايا الاصطياد التعاوني تعتمد على مدى تحسن فرص النجاح أمام الصائدة الرائدة بانضمام صائدة ثانية إليها، وهذا الأمر يتوقف بدوره على مستوى قدرة الصائدة الثانية. فلو كان نجاح الأولى بمفردها أمرا مؤكدا فإن المخاطرة بالمساعدة بالاصطياد الجماعي ستكون عديمة الجدوى، أما إذا لم تكن الصائدة الرائدة على المستوى المطلوب من المهارة لإنجاز المهمة بمفردها فهنا سيكون لانضمام إحدى رفيقاتها إليها من المزايا ما ترجح كفته كفة تكلفة هذا الانضمام.

وتشير القرائن المستخلَصة من دراسة العديد من أنواع الطيور والحشرات والثدييات إلى أن التعاون يصبح مطلبا ملحا إلى أقصى حد عندما يكون الصائد المنفرد بحاجة فعلية إلى العون. والمَحَكُّ في هذه القضية السلوكية هو أن التعاون
بين أفراد أي نوع من هذه الحيوانات يقل إلى أدنى معدلاته عندما يكون في مقدور الفرد المتصدِّي لبدء عملية القنص تحقيق النجاح في مهمته بمفرده وبسهولة متناهية. ومما يتوافق مع هذه الملاحظة أن <D . شيل> (طالب الدراسات العليا) وجد أن أسود متنزه سرنجيتي تعمل معا في أغلب الأحوال وهي تتصدَّى لاصطياد فريسة صعبة المِراس كالحمار الوحشي أو الجاموس، أما عندما يكون الأمر متعلقا بفريسة سهلة كالخنزير البري (الوحشي) أو الغزال الإفريقي، فإن اللبؤة تضطلع وحدها عادة بعملية الاصطياد، في حين تكتفي رفيقاتها بالمراقبة من الخطوط الجانبية.

على أن الأمور لا تسير على المنوال نفسه في جميع أنحاء الدنيا، فمثلا بمنطقة إيتوشاپان في ناميبيا تتفوق الأسود في الإمساك بواحد من أكثر أنواع الأيائل قدرة على الجري وهو القوفز springbok، وذلك في الساحات المفتوحة المنبسطة. ومن حيث إنه يستحيل على الواحد من الأسود الإمساك بهذا الحيوان فإن أسود منطقة إيتوشا تحرص على التعاون
الدؤوب في إنجاز هذه المهمة. ولقد قام الباحث <Ph . ستاندر> (الذي يعمل بوزارة البيئة والسياحة في ناميبيا) بإجراء مضاهاة بين أسلوب أسود «إيتوشا» في الصيد الجماعي (التعاوني) وبين إستراتيجية فريق لاعبي كرة الرگبي، إذ يتحرك القلب والجناحان معا وبشكل فوري للإحاطة بالكرة - الفريسة في الحالة هذه. وهذا عمل جماعي تعاوني رفيع المستوى، ويتميز بوضوحٍ شديدٍ عن الأسلوب غير المنظَّم الذي تتبعه أسود «سرنجيتي» في ممارسة الصيد.

إن إناث الأسود كافة - سواء التي تعيش في متنزه سرنجيتي -أو في أي مكان آخر- تبدي درجة عالية من التعاون
إذا كان الأمر متعلقا بتربية الصغار. فاللبؤات تلد صغارها في سرية، وتحفظها في أمكنة خبيئة آمنة -كوادي نهر جاف أو نتوء صخري- لمدة شهر على الأقل حيث تكون الصغار عاجزة عن الحركة وأسهل وقوعا في براثن المفترسات. وبمجرد أن تتمكن الأشبال من الحركة تخرجها أمهاتها إلى الخلاء لتنضم إلى سائر العرجلة. فإن كان لأي من الأمهات الأُخر أشبال اشتركت جميع الأمهات في بناء عرين creehe، وظل بعضها على اتصال وثيق ببعض لفترة الثمانية عشر شهرا التالية قبل أن تعاود الإنجاب. وتقود كل أم أشبالها إلى مكان الفريسة المصيدة إذا كان قريبا. أما إذا كان بعيدا فإن الأمهات تجلب الغذاء إلى الصغار في العرين -في صورة لبن- وعند عودة الأمهات من تلك الأمكنة القصية، تنهار من الإعياء وتستسلم للنوم تاركة الصغار ترضع. ولقد قمنا بدراسة بضعة عشر عرينا، وفي جميع الحالات تقريبا وجدنا أن كل شبل كان يُسْمح له بالرضاعة من كل أم في الجماعة. فالحضانة الجماعية هي أحد المكونات الرئيسية للسر التعاوني بين الأسود.

ومع هذا - وكما هي الحال في معظم الصور الأخرى للتعاون بين الأسود
- فإن هذا المسلك ليس من النبل أو السمو على هذا المستوى الذي يبدو به لنا. إن أعضاء العرين الواحد تأكل من الفرائس نفسها ثم تعود إلى أشبالها في جماعة. وفي حين يتكون أحد أقسام الجماعة من أخوات، يتألف قسم آخر من أم وبناتها، ولا تتعدَّى القرابة بين أفرادِ فريقٍ ثالثٍ درجةَ بنات العمومة أو الخؤولة. ومن حيث حجم الذرية، قد لا يتجاوز عددها في قسم من العرين شبلا واحدا لكل أنثى، في حين يصل نصيب الأنثى في قسم آخر إلى رهط من أربعة أشبال. أما معظم الأمهات فيكون لكل واحدة منها شبلان أو ثلاثة. ولقد قمنا بحلب قرابة اثنتي عشرة لبؤة، ولدهشتنا وجدنا أن كمية اللبن من كل مُرضِع لم تكن متناسبة مع عدد أبنائها وإنما مع كمية ما دخل جوفها من طعام.

فمع أن بعض إناث العرجلة وراءها من الأفواه المفتوحة للطعام أكثر مما وراء غيرها، تكاد تتساوى جميعها في حجم إنتاج اللبن؛ فالأمهات القليلة الذرية تستطيع أن تكون أكثر كرمًا. والحقيقة أن الأمهات ذوات الشبل الواحد تعطي لأشبال غيرها من الأمهات نسبة أكبر من ألبانها عن طيب خاطر. ويبلغ سخاء هذه الأمهات أقصى مداه مع الرفيقات الأدنى قرابة. وهكذا يعتمد نظام توزيع اللبن إلى حد كبير على عامليْن: فائض الإنتاج ودرجة القربى. ويلاحظ هذا لدى إناث أنواع من القوارض والخنازير واللواحم وغيرها من الثدييات التي يكون مجال الاختلاف في حجم الذرية بينها واسعا، ومع ذلك تعيش أفرادها في جماعات «أسرية» صغيرة، ومن ثم يكون الإرضاع الجماعي بينها أكثر شيوعا.











آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس