عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2011, 12:32 PM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
عمرباعقيل
إحصائية العضو







عمرباعقيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: رجال غيروا وجه التاريخ .. ويا لهم من رجال




|| أخباره مع حـسـاده ||





سأختصر لكم قصته مع بعض علماء العراق الذين حقدوا عليه
وكادوا له لأنه تفوق عليهم وتربع على قلوب أكثر طلاب العراق
فصاروا لا يحرصون إلا على مجلسه ولا يأخذون إلا رأيه


حضّروا علماء العراق مجموعة كثيرة من الأسئلة
وطلبوا من الرشيد أن يدعو الشافعي فيناظرونه
الأسئلة كانت على هيئة ألغاز ومفخخة ومعقدة والقصد من ورائها
الحط من قدر الشافعي بين طلابه وعند هارون الرشيد
فدعا الهارون الشافعي وحضر مناظروه وأحتشد الناس

سأذكر بعض أسئلة هذا المشهد الجماهيري والحماسي
لأنها كثيرة وتفاصيلها أكثر ومن أراد الإستزاده
فليقرأ كتاب محمد أمين الجندي ( مائة قصة وقصة )


كانت الأسئلة كالتالي :

س1 : لقيت امرأتان غلامين فقالتا : مرحبا يا بنينا وزوجينا وابني زوجينا فكيف ذلك ؟

قال الشافعي ج1 : الغلامين كانا ابني المرأتين , فتزوجت كل واحدة منهما بابن صاحبتها ,
فكان الغلامين ابنيهما , وزوجيهما , وابني زوجيهما .

س2 : أعطى رجل لامرأته كيساً مملوءًا مختوماً وطلب إليها أن تفرغ ما فيه بشرط
ألا تفتحه أو تفتقه أو تكسر ختمه أو تحرقه وهي إن فعلت شيئاً من ذلك فهي طالق ؟

قال الشافعي : ج2 : الكيس كان مملوءًا بالسكر أو الملح , وما على المرأة إلا أن تضعه
في الماء فيذوب ما فيه .

س3 : رجل صلى ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته ولما سلم عن شماله
بطلت صلاته ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع ألف درهم ؟


قال الشافعي : ج3 : لم سلم عن يمينه رأى شخصاً تزوج هو (المصلي ) إمراته في غيبته
فلما رآه حضر طلقت زوجته منه , ولما نظر عن يساره رأى في ثوبه نجاسة فبطلت صلاته
ولما نظر إلى السماء رأى الهلال وقد ظهر فيها وكان عليه دين ألف درهم يستحق سداده
في أول الشهر من ظهور الهلال

فكان الهارون يتبسم كل ما أجاب الشافعي على أسئلتهم فلما فرغوا
قال الشافعي يا أمير المؤمنين إني سائل هؤلاء العلماء في مسألة فإن أجابوا عليها
فالحمد لله وإلا فأرجو من أمير المؤمنين أن يكف عني شرهم فقال الهارون لك ذلك فسلهم


قال الشافعي : س: مات رجل عن 600 درهم فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهما واحداً
فكيف كان الظرف في توزيع التركة ؟


فنظر بعضهم إلى بعض طويلاً ولم يجب أحد منهم وأخذ العرق يغرقهم
ونسوا هؤلاء الأغبياء المعادلة الرياضية في مسألة الزكاة
فقال هارون الرشيد ضاحكاً أخبرهم وأخبرنا بجواب هذا يا بن إدريس

قال الشافعي : مات هذا الرجل عن ابنتين وأم وزوجة واثنا عشر أخاً وأخت واحدة
فأخذت البنتان الثلثين وهو 400 درهم , وأخذت الأم السدس وهو 100 درهم
وأخذت الزوجة الثمن وهو 75 درهم وأخذ الأثنا عشر أخاً 24 درهم فبقي درهم واحد للأخت
فزاد إعجاب الرشيد به وأكرمه وخاب مناظروه






|| شعر الشافعي وفلسفته بالحياة ||

شعر الشافعي فاحش الحكمة والجودة والإباء

هو من أحب الشعراء عندي , فشعره عذب المفردات وجزل المعاني حتى
جرى على ألسن الناس معظمه , إلا أنهم لا يعلمون أنه صاحب ذاك الشعر

كمثل / ما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع
ومثل / وما أكثر الإخوان حين تعدهم , وأيضاً نعيب زماننا والعيب فينا وغيرها

وله مئات القصائد الجميلة سأذكر بعض أجود الأبيات التي أعرفها له ...
يقول الشافعي :

أعرض عن الجاهل السفيه ... فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـا ً .. إن خاض بعض الكلاب فيه


وله أيضاً :

لا تحملـن لمـن يمـن ... من الأنام عليـك منـة
واختر لنفسـك حظهـا ... واصبر فإن الصبر جنة
منن الرجال على القلوب .. أشد من وقـع الأسنـة

وقال :

ومن الشقـاوة أن تحـب ... ومن تحب يحب غيـرك
أو أن تريد الخير للإنسان ... وهـو يريـد ضـيـرك

بالمناسبة روي إن جاء رسول عاشق إلى الشافعي برقعة فيها
أبيات يستشيره في حاله ويشكو له الحب والعشق وهجر حبيبته له يقول هذا العاشق


سَلِ المفتي المكي من آلِ هاشمٍ ... إذا اشتَدَّ وَجْدٌ بامرئٍ مَاذَا يَصْنَعُ


: فكتب الشافعي تحته:

يُـــدَاوي هَوَاهُ ثم يَكتُمُ وَجْدَهُ ... ويَصْبِرُ في كُلِّ الأمورِ وَيَخْضَعُ

فذهب رسول العاشق إليه ثم عاد وقد كُتب يجيب بها الشافعي :

فكيفَ يُدَاوِي والهَوَى قَاتِلُ الفتى ... وفـي كُلِّ يـومٍ غُصَّةً يتجـرعُ

فرد الشافعي عليه :

فإنْ هُوَ لم يَصبِرْ عَلَى مَا أَصَابَهُ ... فَلَيْسَ لَهُ شَيءٌ سِوَى المَوْتِ أنْفَعُ



وللشافعي من الأبيات ما يقول فيها :

نعيب زماننا والعيـب فينـا ... وما لزماننا عيـب سوانـا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب ٍ ... ولو نطق الزمان لنا هجانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ ... ويأكل بعضنا بعضنا عيانـا

وأيضاً :

ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى ... ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ... فرجت وكنت أظنها لا تفرج

وكذالك



إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنـه ... وإن خليته كمداً يمـوت

, , ,

ومن أجمل أبياته عندي قوله :

أنا إن عشت لست اعدم قوتا ... وإذا مت لست اعدم قبـراً
همتي همة الملوك ونفسـي ... نفس حر ترى المذلة كفـراً
وإذا ما قنعت بالقوت عمري ... فلماذا أزور زيـداً وعمـراً

, , ,

وكان رحمه الله قبل وفاته كثيراً ما ينشد هذه الأبيات ويبكي :

ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبـي ... جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـه ... بعفوك ربي كـان عفـوك أعظمـا
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل ... تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا
فلولاك لم يصمـد لابليـس عابـد ... فيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا
فلله در العـارف الـنـدب أنــهت ... فيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا
يقيـم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه ... على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحاً إذا ما كان فـي ذكـر ربـه ... وفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ
ويذكر أياماً مضـت مـن شبابـه ... وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا
فصار قرين الهـم طـول نهـاره ... أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي ... كفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنمـا
ألسـت الـذي عديتنـي وهديتنـي ... ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا
عسى من له الإحسان يغفر زلتـي ... ويستـر أوزاري ومـا قـد تقدمـا


ومن الأقوال الخالدة الماسية و التي تفرد بها الشافعي عن سائر الناس
التي لم يسبقه إليها غيره أقوال منها :


(( وددت لو أن الناس استفادوا من علمي ، ولم ينسبوه لي ))
(( ما جادلت أحداً إلا أحببت أن تكون له الغلبة ))

((ما جادلني عالمٌ إلا وقد غلبته وما جادلني جاهل إلا وغلبني ))

(( لو أعلم أن الماء يفسد مروءتي ما شربته ))






|| وفاة الشافعي ||

ظل الامام الشافعي في مصر ولم يغادرها يلقي دروسه ويحيط به تلامذته حتى لقي ربه في
(30 رجب 204 هجرية )


تحياتى لكم








آخر مواضيعي 0 «حمام الحرم».. حكاية حب وسلام لن يغيبا عن الوجود
0 جهود جبارة لتنظيف الحرم يومياً،،، )(*
0 الموسوعة التاريخية
0 رجال غيروا وجه التاريخ .. ويا لهم من رجال
0 ودعتها والدمع في مقلتي
رد مع اقتباس