عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2011, 01:00 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الفراسة فى القرآن الكريم


يقول ابن الأثير :هى أى الفراسة بمعنيين :
أحدهما: ما دل عليه ظاهر الحديث "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " أى ما يوقعه الله فى قلوب أوليائه فيعلموا به أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدث
والثانى :نوع يعلم بالدلائل والتجارب والخَلق والأخلاق فتعرف به أحوال الناس انظر لسان العرب 6/15912،تاج العروس 1/4.54 ويفهم من كلامه أن الفراسة منها ما هو مترتب على النظر والاستدلال وممارسة المقدمات والحصول من خلالها على النتائج ، ومنها ما يصبه الله فى قلب من شاء من عباده صبا كنوع من الكرامة وهو المشهور والمتعارف عليه بين الناس
وعليه فالفراسة فى غالبها هبة وعطاء من الله تعالى يختص بها من صفت معاملته مع الله
ويمكننا القول بان الفراسة هى "الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية " وهى تفيد فى مجالات كثيرة كالأخلاق والطبائع ومعرفة ما خفى من صفات الإنسان بناء على ما ظهر منها .
وقد أكد العلم على العلاقة الوثيقة بين ظاهر الإنسان من لون وشكل وأعضاء وبين باطنه أى خلقه وصفاته الخفي
دليلها:
إذا نظرنا فى الفراسة نجد أن لها أصلا فى كتاب الله تعالى وفى سنة رسوله r وأيضا فى كلام الأئمة الإعلام كما نلاحظ أيضا أنها مقرونة غالبا بالصالحين وفيها علامة محبة الله لبعض عباده ،فيختص بها أصفياءه وأولياءه ، وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على أن هذه الصفة غالبا ما تكون للصالحين .
قال تعالى " وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ " محمد 3.
فالآية خطاب لسيدنا محمد رسول الله وفيها يمن الله على رسوله بهذا العطاء عطاء التفرس وعطاء الاستدلال بالظاهر على الباطن فهى هبة من الله أن يستدل النبى على خبث طوية اليهود والمنافقين وما يكنوه من حقد دفين وعداء ظاهر وباطن لدين الله وأتباعه وذلك كله من خلال لحن القول وهو أمر ظاهر
بل الأكثر من هذا أن القرآن ذاته قد دعى الى التفرس والتوسم والاستدلال بالظاهر على الباطن كلَ ذى لب فقال تعالى "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ"الحجر 75
روى الترمذى سنن الترمذى 1./399برقم 3.52 عن أبى سعيد الخدرى .من حديث أبى سعيد الخدرى عن رسول الله أنه قال "للمتوسمين أى للمتفرسين "وهو أيضا مروى عن مجاهد
والتوسم هو الفعل من الوسم وهى العلامة التى يستدل بها على مطلوب غيرها
يقال توسمت فيه الخير إذا رأيت ميسم ذلك فيه ومنه قول عبد الله بن رواحة للنبى "إنى توسمت فيك الخير أعرفه ،والله يعلم إنى ثابت البصر" على حد قول الشاعر
توسمته لما رأيت مهابة عليه....وقلت المرء من آل هاشم
واتسم الرجل إذا جعل لنفسه علامة يعرف بها وانشدوا :
وأصبحن كالدوم النواعم غدوة....على وجهة من ظاعن متوسم
وقال ثعلب: الواسم :الناظر إليك من فرقك الى قدمك
وأصل التوسم التثبت والتفكر ،وذاك يكون بجودة القريحة وحدة الخاطر وصفاء الفكر وتفريغ القلب من حشو الدنيا ،وتطهيره من أدناس المعاصى وكدورة الأخلاق وفضول الدنيا ، روى نهشل عن ابن عباس :للمتوسمين :قال لأهل الصلاح والخير وزعمت الصوفية أنها كرامة .

</B>










آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس