الحلقه ( 2 )
المسؤولية جرثوم الشعور بالذنب :
نحن نجهد عزيزي القاريء غاية الجهد في سبيل خلق الأحوال السلبية أو الإيجابية لأنفسنا من خلال أفكارنا ومشاعرنا ، لا أحد يخلقها لنا إلا نحن ذواتنا …!
تقول لي أفكاري أو مشاعري هي ردود أفعال طبيعية على ما يواجهني من الخارج من مآسي أو أفراح ، وأجيبك هذا صحيح ، لكن بمقدورك أن تخلق ردود أفعال مغايرة إن شئت … !
أنت حر في أن تخلق الردود المناسبة إذا ما أمتلكت السيطرة الحرة جزئيا أو كليا على عقلك … !
أجل عزيزي القاريء نحن وحدنا المسؤولون على ردود أفعالنا ومشاعرنا وأفكارنا وليس من قوة أخرى مسؤولة عن ذلك سوانا .
لا يعني هذا أنني ألوم نفسي أو ألومك لأنك تفكر هكذا أو ترد على الأفعال بهكذا نوع سلبي من الردود ، ولا أريدك أنت ذاتك أن تلوم نفسك ، بل يجب أن تؤمن بمسؤوليتك عن خلق ردود أفعالك دون أن تلوم نفسك بقسوة بل يجب أن تتحول من الإيمان بالمسؤولية إلى وعي ضرورة التغيير وتحويل السلب إلى إيجاب وأن تؤمن بأن هذا أيضا هو من صلب مسؤولياتك .
حين نلقي الذنب على الآخرين لما يحصل لنا من سلبيات في حياتنا فإننا بهذا نمنح الآخرين القوة التي هي أكبر من حجمهم الحقيقي والتي لا يستحقونها أو التي ربما هم لم يعووها أصلا ، من قبيل أن يوجه لنا شخص ما إساءة معينة لأي سبب كان ، ربما لأنه مريض أو متعب أو خائف … ثم نقوم نحن بدورنا بالشعور المبالغ به بالأسى والكراهية لهذا الآخر وتنقلب حياتنا رأسا على عقب ليوم أو إسبوع أو سنة ، لماذا …؟
لإننا نلوم الآخر على هذه الإساءة ولا نستطيع أن ننسى أنه هو من سببها لنا ، لكن لو إننا رفعنا اللوم عن الآخر وقلنا ، إننا نحن المسؤولين لأننا أوصلنا الآخر ربما إلى هذه الحالة من الغضب أو الحنق وإننا نحن الملومين ، ثم تحولنا من اللوم الذاتي إلى البحث عن سبيل للتخلص من هذه المشاعر السلبية التي غمرتنا والإنتقال إلى حالة إيجابية من التفاؤل والثقة والسعادة بدل من اللوم والكراهية وإنتظار الفرصة للإنتقام ، فإننا بهذه الحالة سنوفر على أنفسنا تعاسة كبيرة جدا وسنفتح للقوة الداخلية فينا نوافذ أغلقتها مشاعر الكراهية واللوم والحنق ، وبالنتيجة سيتدفق دم العافية في عقولنا وضمائرنا وستنفتح أمامنا فرص حياتية جديدة من خلال هذه التجربة التي تعلمناها ومن خلال نجاحنا في السيطرة على مشاعرنا وضبطها وتحويلها نحو الخير والحب والسعادة .
أن تلوم الآخر مهما فعله هذا الآخر بحقك من ظلم فإنك لا تفعل أكثر من أنك تصبح ضحية لهذا الآخر من خلال تفكيرك بالإنتقام منه أو من خلال تفكيرك الدائم بالرد عليه وبالتالي فإنك تعطل حياتك وتقدمك بدون أي فائدة من أي نوع كان .
لا بل من الخير أن تلوم نفسك قليلا على إنك ربما أنت وحدك من مهدت لهذا الآخر لأن يطيش سهمه فيصيبك في الصميم ثم بعد أن تلوم نفسك قليلا تنقتل صوب ما هو أنفع إلا وهو إعادة تقييم المسألة مجددا والإنتهاء منها بتصفية الموقف برمته لكي لا تتعطل حياتك اكثر مما يجب .
هناك الكثيرون منا عزيزي القاريء من ينمو ويكبر ويشيخ ولا ينسى أن أباه مثلا هو المسؤول عن ما وصل إليه من فقر أو سوء تربية أو فشل دراسي ، هذا شيء مرعب … تخيل كم من السنين نظل نلعب دور الضحية لأب أو أم أو ظروف أو نظام سياسي أو جلاد أو سائق متهور أصابنا بعاهة جسمانية ..؟
متى نخرج يا ترى من هذه الحالة إلى حالة الفعل الشجاع لتغيير واقعنا بدلا من البقاء في خانة الضحية لجلاد قد لا يكون في واقع الحال واعيا إلى أنه كان جلادا ، وقد لا يكون حيا بعد بل ربما مات من زمنٍ طويل ولا يستحق منا الآن إلا الترحم عليه بدلا من لومه … !
أخطر معوق لنهوض هذه القوة الذاتية الجبارة الموجودة في ضمائرنا أو في ذاتنا العليا الداخلية هو اللوم الذاتي أو لوم الآخرين والعيش الدائم في سجن الضحية أو لعب دور الضحية ، ومثل هذا ينبغي عزيزي القاريء أن تسارع للإفلات منه بأسرع ما يمكن من أجل أن تتحرر روحك من المشاعر السلبية التي تعيق تقدمك وفوزك بفرص حياة سعيدة جميلة .
في واقع الحال هناك قوة عظيمة تكمن في جوهر كل شر يمكن أن يصيبنا … !
أجل … حتى الحادث المؤسف الذي يمكن أن يعوق عضوا فينا يمكن أن يحمل بذرة خير لنا لو إننا نجحنا في أن نتحرر من مشاعر السخط واللوم وحولنا الفعل إلى حافز للنجاح والتقدم والنصر .
ما لا يقتلك عزيزي القاريء ، يمنحك القوة لتحمل ما هو أسوأ منه .
ما لا يقتلك يمكن أن يحمل في جوهره السعادة والمجد والتفوق لك ، وإلان إنظر كم من المعوقين في هذه الحياة من بلغوا القمة في الثراء والنجاح والسعادة والحب وإمتنان الآخرين لهم .
فقط عليك أن تتحرر بأسرع وقت من لعب دور الضحية البائس الذي لا حول ولا قوة له .
تحمل المسؤولية عن كل ما يحصل لنا من خير أو شر بدلا من إلقائها على الآخرين ، يمنحنا القدرة على الفعل الناشط لتغيير الحالة من السلب إلى الإيجاب ، مما يدفعنا قدما إلى الأمام بدلا من أن نبقى نراوح في ذات الموقع الذي أصبنا فيه بهذه الطعنة أو تلك .
عزيزي القاريء
تعلم كيف تنسى ما مضى من الآلام, لا تقبل أن تكون آلة حزن وتنديد, أنا شخصيا كنت شديد الحساسية, ربما تألمت يومين لحادثة أحرجتني أمام الناس, كما كنت شديد الحرج كذلك من كل صغيرة وكبيرة, الأمر الذي أوقعني في كثير من المشاعر السلبية, أن التهوين يقضي على مشاعرنا السلبية تجاه الماضي, ما منا من أحد إلا وله ذكريات حادة وحرجة ومؤلمة, لكنها هي التي تصنع الأبطال
هيا بنا نتعلم كيف نتصالح مع انفسنا والماضي
هل تريدون ان نتصالح معهم ؟
الديكم القوه والقدرة على المصالحه ؟
أذا" لنطبق هذا التمرين معا" وليكتب كل شخص ماذا شعر ..
تمرين: المصالحه مع أحداث الماضي
أنا قادر على التغيير وذلك عن طريق حب ذاتي
أنا احب كل جزء من ذاتي، أحب الماضي، أحب الحاضر، أحب المستقبل.
التمرين ( التخيل):
اغلق عيني واتنفس بعمق واشعر بالراحة
ارى نفسي وانا محاط بنور الحب و بنور التسامح
اشعر بأني احب نفسي واسامحها
بعين الحب و من غير اصدار احكام أرى أحداث الماضي من حياتي
أذكر نفسي بكل الأحداث التي كانت … واشعر اني قمت حينها بأفضل عمل كنت استطيع القيام به
اشعر نفسي بأني حر من اصدار الاحكام …. فقط اراقب الاحداث من غير احكام
اشعر بالراحه اتجاه كل ما حدث واشعر بالقبول
اربط هذه الصور مع شعور البهجه واطلقهم
اطلقهم وانا اعلم ان رضاي وراحتي في هذه اللحظه سيصنعون لي الشي الجميل
تستطيع عمل هذا التمرين مع اي حدث يزعجك من الماضي … فقط استشعر القبول والح والتسامح … كن مراقب للحدث … واشعر بأنك قدمت أفضل ما عندك لحظتها .
لبدء ان تغير نظرتك للعالم وتنظر في منظار التفاؤل والرحه
تعال معي نطبق هذا التمرين ونغير حياتنا الى الايجابيه : )
تمرين: غير نظرتك للعالم
إذا كنت تريد أن تغير العالم، غير طريقة تفكيرك المرتبطه بهذا العالم
اليوم أتخذ قرارات واعيـة، و أفكر بهذا العالم بأنه مليء بالحب والأمل والسـلام والإزدهـار، أنا أختار أن أرى العالم بالصورة التي اريدها
التمرين ( التخيـل ):
- اسمح لنفسي بالاسترخاء … استرخي
انا اتخلص من جميع الافكار القديمه المرتبطه بالعالم
انا اخلص عقلي من جميع الاخبار التي اسمعها ومن صور الاعلام التي اشاهدها
انا اتخلص من جميع صور خبراتي السابقه في هذا العالم
اتخيل هذا العالم جنـه الجميع يريد ان يعيش فيه
الان ارى هذا العالم مليئ بالحب و النور
اشاهد الناس، واشاهد قلوبهم مملؤه بالحب
اشاهد الجميـع يساعده بعضهم البعض لأنهم على قناعه بأن مصادر الله غير محدوده على الأرض
اشاهد الجميع يعيش بحريه وسعـادة
اشاهد الأطفـال يلعبووون باستمتاع و يغمرهم شعور الأمـان
اشاهد السـلام في كل جهه و زاويه في هذا الكون
استمر في هذا التخيل الممتع وافتح عيني في النهايه مع شعور السلام و البهجه
ولنا لقاء غدا"
انتظروني
فيدي مازالت ممدوده لكم