عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2012, 09:52 PM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي

الرحله ( 17 )

كيف نسترخي






هناك تقنيات عديدة للاسترخاء عزيزي القارئ ، لكنها تلتقي جميعا في الجوهر وهو أن توصل الجسم بكافة أعضاءه إلى حالة الاسترخاء التام بحيث لا تبقى فيه أية عظلة أو عصب متوتر ، لأن الجسم إذا استرخى أمكن للفكر أن يهدأ وللوعي أن يسترخي وبالتالي تغدو إمكانية استيقاظ العقل الباطن وسيطرته على الكيان أكبر وعندها يمكنه أن يتلقى ويستمع ويسجل في أرشيفه الداخلي ، هذا الذي تقوله له .

البعض يشرع بالاسترخاء من الأسفل إلى الأعلى وآخرون يقومون بالاسترخاء جملة واحدة إنما الأفضل طبعا أن تمنح نفسك وقتا كافيا للاسترخاء وهو على أية حال لا يتجاوز العشر دقائق .
أما كيف ، فهو بأن تقوم بشد وإرخاء أعضاء الجسم عضوا عضوا وابتداء من الأسفل أي من أصابع القدم ليسرى واليمنى معا ويمكن أن تربط العملية بالشهيق والزفير فحين تشهق تشد العضو الذي تريد إرخاءه ، ثم حين تزفر تقوم بإرخاء العضو وهكذا وصولا إلى الرأس والوجه .








شهيق … شدّ ، زفير … إرخاء حتى تصل في بحر دقائق إلى حالة استرخاء تام في الجسم وفي الوعي أيضا ، عندها وأنت في هذه الحالة الجميلة من الاسترخاء ، قم بقراءة إيحاءك أو الاستماع له من جهاز التسجيل .

من الجميل عزيزي القارئ أن نعود أنفسنا على أن نسترخي عدة مرات في اليوم ونستمع إلى ما سجلناه من إيحاءات ، لكن كل هذا لا يستغرق أكثر من مرتين أو ثلاثة وبواقع ربع ساعة أو ثلث ساعة في كل مرة ،
طيب ماذا نفعل في هذه الثلاث وعشرون ساعة الباقية من يومنا ؟
هذا هو المهم أيها القارئ العزيز ، تلك الساعات الباقية ، كيف نملأها ونشغلها .الحقيقة أن التأمل الناجح والإيحاء الصادق القوي المؤثر سيظل أثره فاعلا وشاغلا لتلك الساعات الباقية بلا شك .
إنه سينعكس على نهارك وليلك كله ، إنما على أية حال علينا أن لا نفرض النتائج فرضا بل أن نكون صبورين ونترك المؤثرات تلعب دورها بيسر وشفافية .




تعامل مع الشك كصديق :
________________

على الدوام ، يواجهني هذا السؤال من قبل الكثيرين من المستشارين الذين أنصحهم غالبا بإعتماد الإيحاءات ، هل أنا أسعتمل الإيحاء بشكل صحيح أم لا ؟ لماذا لا ينفع معي ؟ ودائما أجيبهم
هل تسترخون جيدا قبل الإيحاء ؟
الكثيرون يجيبون بأنهم لا يستطيعون أن يسترخوا تماما أو إنهم حتى وهم مسترخون ، تعترضهم شكوك مما يدل على أن العقل الواعي لا زال مستيقظا أو أن العقل الباطن ذاته غير
مطمئن لتلك الإيحاءات ولديه شكوك قوية بشأنها .


هنا أقول لهم ، طيب عليكم أن تتصالحوا مع الشك الذي يعترض طريقكم . لا تعتبروه عدوا بل إتخدوه صديقا واؤمنوا بأن هذا هو دوره وواجبه .
ثم أشرح لهم وجهة نظري في الأمر كله :


حين كنتم أطفالا ومع استمراركم بالنمو ، تلقيتم طوال تلك السنين ، ما لا يعد ولا يحصى من الخبرات والتجارب والأوامر والمحاذير التي شكلت هذه الشخصيات التي تملكونها الآن وتسعون لتغييرها أو تعديلها من أجل أن تحققوا ما لم تحققه لكم تلك الشخصيات .

أولاً : لا ينبغي أن نشك بما ترسب في عقولنا الباطنة من مفردات هذه الشخصية ، يجب أن نحترمه لأنه هو ما أوصلنا إلى أن نبقى أحياء لحد الآن ، وإذا كنا غير راضين عن بعض المفردات الآن فقد كانت نافعة في وقتها وأفادتنا في الإستمرار بالعيش وكسب رضا من حولنا من أهل وأقارب ومعلمين وأصدقاء .

ثانيا : يجب أن نعرف أننا حين نوحي اليوم لأنفسنا بإيحاء لا يوجد له نضير من تجربة أو خبرة مختزنة في العقل الباطن ، فمن المؤكد أن ينهض الشك متسائلا : ما هذا ؟ ماذا يقول هذا الرجل أو هذه المرآة ؟

حاولوا أن تتخيلوا في أذهانكم هيئة العقل الباطن وكأنها إرشيف مكتب ما ، في هذا الإرشيف تتكدس ملفات عديدة تجمعت عبر السنين ، أقوال ما آمنا بها ، خبرات ما أختبرناها وعرفنا كيف نكرر ممارستها ، قناعات معينة أو وجهات نظر قيلت لنا وآمنا بها أو جربناها وتوهمنا أنها صحيحة جدا وصارت جزء من أرشيفنا وممارسة يومية من ممارساتنا الحياتية .





لو أن واحدة من تلك الخبرات المختزنة هو هذا القول الذي ربما لم تكف عن ترديده منذ طفولتك والقائل : أنا لا أصلح للحب أو أنا فاشل عاطفيا أو أنا ضعيف الشخصية ولا أملك ثقة بنفسي ، ثم جئت اليوم بكل حماس وقلت : أنا واثق من نفسي ، أو أنا شجاع أو أنا قادر على أن أحب وأُحب من قبل أفضل النساء ( أو الرجال ) ، هنا سينهض الشك في الحال قائلا : ماهذا ؟ لا يوجد لدينا في العقل الباطن شيء مثل هذا ، ماذا يعني بأنه واثق من نفسه أو شجاع أو … الخ ؟


هنا عليك أن تنتبه لنفسك ولهذا الشك الذي نهض فيها وتهمس له ببساطة : يا صديقي أنا أشكرك على إنتباهيتك العالية ، ولكن هذا الذي قلته أريد منك أن تخزنه محل نقيضه الذي يقول : أنا لا أثق بنفسي أو أنا جبان .هنا ضعه لأن هذا هو مكانه وأنا أحبه وأريده أن يكون بديلا عن ذاك .





بهذه الحالة ومع الاستمرارية بالانتباه وتأكيد ما تريد ، تستطيع أن تستزرع الإيحاء الجديد الجميل الذي سيغير حياتك .


ليس معيبا أن نشك بهذا الذي نقوله ، فهذا نوع من الحماية الذاتية التي يقوم بها العقل الباطن لنفسه ، بأن يحرك حارسه الشخصي المسمى الشك ، ويطلب منه الدفاع برفض الأوامر الجديدة من أجل ان يحمينا مما قد يكون مؤامرة على كينونتنا الشخصية التي أستتبت بشكلها هذا الذي يعرفه العقل الباطن وتعود عليه منذ زمن طويل .









ونتظروني غدا" في رحله جديده بعنوان ( تفهم تلك المعوقات التي تشدك إلى السلبية والهزيمة )



: )












آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس