عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2012, 01:29 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: تصفية النفوس من الأحقاد



متى يحل السلام ويزول الحقد



والله العظيم لن يحل السلام في العالم إلا عندما ينزل المسيح ابن مريم، وقبل ذلك كله جهاد، ليس هناك شيء اسمه ترك الحقد على الكفار، ما تزول الأحقاد نهائياً من الأرض إلا ... اسمع معي: (والله لينـزلن ابن مريم فليكسرن الصليب، وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد) وفي رواية أخرى صحيحة أيضاً: (فيكون عيسى ابن مريم في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً، يدك الصليب، ويذبح الخنـزير ويضع الجزية) لماذا يضع الجزية؟ لأنه ما بقي في الأرض كافر، ما يقبل من اليهود والنصارى وغيرهم إلا الإسلام أو القتل، فلما لا يبقى هناك غير الإسلام وكل الأرض مسلمة، فلا جزية. (ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل ذات حمة -حتى العقرب ما تلسع، وليس لها سم- حتى يدخل الوليد يده في فيّ الحية فلا تضره، وتضر الوليدة الأسدة فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم -هذا السلام العالمي متى سيحدث؟ بالنص- وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة -لا إله إلا الله- وتضع الحرب أوزارها). هذا السلام العالمي وانتهاء القتال من الأرض وانتهاء الجهاد، بهذه القضية، بعد الدجال ويأجوج ومأجوج وقتال واليهود، بعد انتهاء كل الملاحم وقتال الروم وتصفية كل الكفار من الأرض عند ذلك تضع الحرب أوزارها، أما قبل ذلك فإن الجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة، ومبدأ اسمه مبدأ السلام العالمي لا يمكن أن يحصل، والله -غير حانث- لا يمكن أن يحصل، لأن المسلمين قلوبهم على الكفرة مملوءة، والظلم وعلى المسلمين حاصل، والثأر من الكفرة واجب، لا بد أن يحصل، والجهاد ماض إلى قيام الساعة.




علاج الحقد





أما بالنسبة لنقلة أخرى في الموضوع: إلى معالجة البغض والحقد والشحناء. فإن علاج هذا الداء لا بد أن تكون بقلب المؤمن المستنير بنور ربه على هدي من الكتاب والسنة، مع الأسف عندما ندير رءوسنا ونقلب أبصارنا في بعض مجتمعات المسلمين، حتى المجتمعات التي فيها أشياء من الخير فإن هذه الأوساط لا تخلو من الحقد، ونسمع دائماً وباستمرار عن بعض الذين يدعون الدعوة إلى الله ويدعون العلم وهم يثيرون الفتن والأحقاد في المسلمين على المسلمين، وتسمع الطعن والازدراء والانتقاص والاحتقار من المسلم لأخيه المسلم. وهذا دافعه أمران: التعصب والحسد، واتباع الهوى الرائد والقائد لهذا، نفوس مريضة تثير الأحقاد على المسلمين -مع الأسف- بأسماء المسلمين، يتسترون بلباس الدعوة والعلم وهم ينفثون كيدهم وسمومهم في نفوس أهل المجالس لكي يحملوا النفوس ويشحنوها بالحقد على العلماء وعلى الدعاة إلى الله وطلبة العلم.......



الاعتذار لمن أخطأ



وكذلك من العلاجات: الاعتذار لمن أخطأ. لو أن رجلاً عاتبك وأنت عرفت أنك مخطأ ماذا تفعل؟ اعتذر يا أخي، وقل: سامحني، لعلي أغضبتك فسامحني، لم أكن أقصد إغضابك، إنما هي زلة لسان، والله ليس من قلبي أني فعلت كذا، أو لم أقصد هذا الظن الذي أنت ظننته، لم أقصد بتصرفي هذا كذا، وإذا أنت أخطأت اعتذر وبين موقفك، فالاعتذار مهم. ويوجد فن مهم يذكره العلماء وهو من أبواب الأخلاق والآداب: باب: العفو والاعتذار، وهذا الباب مهم جداً أن يطرح لعلاج الأشياء التي تكون بين الإخوة، لعلنا إن شاء الله نأتي عليه، هذا العفو والاعتذار في محاضرة قادمة، لأن المحاضرة القادمة لعلها تكون عن العفو والاعتذار بين الإخوة، لأن هذا الموضوع حساس ويزيل كثيراً من الإشكالات. ونقول كذلك من العلاجات: قدم هدية وفي الحديث: (تهادوا تحابوا) والمحبة تزيل الحقد وتزيل العداوة والبغضاء. وأخيراً: الدعاء. قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه: (ربي تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي) السخيمة: هي الحقد في النفس، فمن دعائه صلى الله عليه وسلم: (واسلل سخيمة قلبي) ونسأل الله أن يسلّ سخائم قلوبنا، وأن يجعلنا سلماً لأوليائه حرباً على أعدائه، وأن يجعل صدورنا وقلوبنا سليمة للمسلمين، لا غش ولا بغي فيها ولا حقد ولا حسد. اللهم اجعلنا من عبادك الأتقياء الأنقياء الأخفياء، وصلى الله على نبينا محمد.






تجنب المجالس التي يدار فيها الحقد



ومن الوسائل المعينة على عدم الوقوع في الحقد والحيلولة دون دخوله إلى النفس: تجنب مجالس العناصر الحاقدة التي تثير الحقد على الإسلام وأهله. الذين لا همَّ لهم إلا فري اللسان في أعراض العباد، استهوتهم الشياطين فتركوا اليهود والنصارى وكفرة الديلم والفرس والمرتدين، وأصحاب التغريب والمبتدعة والزنادقة ليقعوا في أعراض المسلمين، فويل لهم مما تلوك ألسنتهم وويل لهم مما يكسبون. ومن العلاجات المهمة والأمور التي ينبغي الحرص عليها: ألا تسمح لمن يتكلم في إخوانك. سد فاه واطرده من المجلس، أو قم عنه، لا تسمح لمن يتكلم في العلماء الثقات، ولحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في الانتقام من منتقصيهم معلومة، ولا تسمح لمن يتكلم في الدعاة إلى الله على المنهج الصحيح، وطلبة العلم الذين يطلبون علم الكتاب والسنة، ولو أخطأ أحد أهل العلم فقل: يغفر الله له، حذيفة لما قتلوا أباه قال: يغفر الله لهم. وكذلك من العلاجات المهمة: ألا تنقل كلاماً على إخوانك في الله. لا تنقل كلاماً من شخص إلى شخص آخر، فهذه نميمة، وقد يكون مخطأ؛ لكن اترك النقل فإنه يضر، وهناك حديث في مسند أحمد و أبي داود والترمذي والبغوي والبيهقي وغيرهم قال عليه الصلاة والسلام: (لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر) قال أحمد شاكر في تحقيق المسند : إسناده حسن على الأقل على بحثهم فيه. وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع.





الزيارات الإيمانية



ومن العلاجات التي تساعد على إزالة الأحقاد: إذا حصل بينك وبين أخيك شحناء أو بغضاء أو عداوة؛ أولاً: قم بزيارته. (وجبت محبتي للمتزاورين فيَّ) زره في الله، الزيارة تقرب، ولو ما أزالت الشحناء كلها تزيل بعضها. ثانياً: المصارحة: والمصارحة تحدث بالزيارة واللقاء، إذاً أنت إذا سعيت إلى اللقاء به وزيارته فذلك من علاجات قضية الموجدة التي يجدها أحدنا في نفسه على أخيه. ولنعد إلى قصة أبي بكر و عمر لنرى قضية المصارحة، وكنا قد تركناكم عند قول عمر : (وكنت أوجد عليه مني على عثمان ، قال عمر : فلبثت ليالي -بعد كلامه مع أبي بكر الصديق - ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر -لاحظ الكلام الآن مذهل- فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت عليَّ حفصة فلم أرجع إليك، وجدت في نفسي عليك، قال أبو بكر رضي الله عنه: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها -أي: وصلني خبر خاص أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر حفصة ، أي: أنه يريد أن يتقدم لـحفصة - فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لقبلتها) هل بقي في نفس عمر شيء، فالمصارحة مهمة. وكذلك من علاجات إزالة الأحقاد: الاعتذار والمعاتبة وهما علاجان مهمان. المعاتبة ممن أخطأ عليه، يعاتب أخاه، يقول له: يا أخي! أخطأت عليَّ وقد وجدت في نفسي عليك لما فعلت كذا وكذا، وأنا من باب المصارحة والمفاتحة، ولا أريد أن يبقى في نفسي شيء أطلب منك أن تبرر لفعلك، لا تكتم؛ لأن الكتمان باب الحقد، أول ما تكتم هذا في نفسك يزيد مع الزمن ويزيد، وكل تصرف زيادة نقطة في الإناء حتى يطفح قلبك بالحقد على أخيك، لا تكتم المسألة حتى تنفجر، صارح أولاً بأول، وعاتب يا أخي، فالمعاتبة مهمة. وهناك فرق بين العتاب والتوبيخ، لا توبخ وتعنف ولكن عاتب، العتاب: كلام لطيف بأسلوب مؤدب، مفاتحة تبين لأخيك ما وقع منه تجاهك مما لا يرضيه، ومما أغضبك وآلمك. وأما التوبيخ: فهو سب وتعنيف وتشهير وتقذيع في الألفاظ فلا يزيد الأمر إلا تعقيداً، ولا يزيد صدر أخيك عليك إلا إيغاراً، ولا يحل المشكلة.









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس