قال ابن القيم رحمه الله
القلوب ثلاثة :
قلب سليم
وهو الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به
قال تعالى:
{ يَوْمَ لايَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}
الشعراء 88، 89
والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه،
ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من
تحكيم غير رسوله.
وبالجملة فالقلب السليم الصحيح هو الذي سلم من أن يكون لغير
الله فيه شرك بوجه ما، بل قد خلصت عبوديته لله: إرادة، ومحبة،
وتوكلاً، وإنابة، وإخباتاً، وخشية، ورجاء، وخلص عمله لله، فإن
أحب أحب لله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله،
وإن منع منع لله .
القلب الميت
وهو ضد الأول وهو الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه
ويرضاه، بلهو واقف مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها سخط ربه
وغضبه، فهو متعبد لغيرالله: حباً، وخوفاً، ورجاء، ورضاً وسخطاً،
وتعظيماً، وذلاً، إن أبغض أبغض لهواه، وإن أحب أحب لهواه، وإن
أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه،فالهوى إمامه، والشهوة قائده،
والجهل سائقه، والغفلة مركبه .
القلب المريض
هو قلب له حياة وبه علة، فله مادتان تمده هذه مرة وهذه
أخرى، وهو لما غلب عليه منهما. ففيه من محبة الله تعالى و
والإيمان به،والإخلاص له، والتوكل عليه: ما هو مادة حياته،
وفيه من محبة الشهوات والحرص على تحصيلها، والحسدوالكبر،
والعجب، وحب العلو، والفساد في الأرض بالرياسة، والنفاق،
والرياء، والشح والبخل ما هو مادة هلاكه وعطبه .