عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2012, 06:09 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

( لإرضاءِ الزوج حُـدود )

ولا تفعل المرأة الحرام إرضاءً لزوجها وتملقًا له ، فمن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي اللهُ عنه وأرضى عنه الناس ، فتتزين المرأةُ لزوجها بالمباح كما أسلفنا ، فالله جميلٌ يحب الجمال ، وقد قال تعالى : ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ الأعراف/32 ، ولكنها لا تتزين بالمُحَرَّم ، فلا يجوز لها أن تتنمص , ولا يجوز لها أن تستوشم , ولا يجوز لها أن تصل برأسها شعرًا , ولا يجوز لها أن تتفلج ، فإن فعلت فإنها ملعونة .

ففي (( الصحيحين )) (1) من طريق علقمة قال : لعن عبد الله ( يعني ابن مسعود ) الواشمات (2) والمتنمصات (3) والمتفلجات (4) للحُسن المُغيِّرات خلقَ الله ، فقالت أم يعقوب : ما هذا ؟ قال عبد الله : ومالي لا ألعنُ من لعن رسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وفي كتاب الله ، قالت : واللهِ لقد قرأتُ ما بين اللوحين فما وجدتُه ، فقال : واللهِ لئن قرأتيه لقد وجدتيه : ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ الحشر/7 .

وكذلك لا تصل شعرًا بشعرها ؛ لأن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لعن الواصلة والمستوصلة (5) ، وصَحَّ عن عائشة أن امرأةً من الأنصار زوَّجت ابنتها ، فتمعَّط شعرُ رأسها ، فجاءت إلى النبيِّ ، فذكرت ذلك له ، فقالت : إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها فقال : (( لا إنه لعن الوصلات )) (6) .

وإذا دعاها للجماع وهي حائض فلا تُطيعه ؛ لأن الله يقول : ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ البقرة/222 .

وكذلك إذا طلب منها أن يُجامعها في دُبُرها لا تطيعه ؛ لأن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لعن من فعل ذلك (7) .

ولا تصف له امرأةً أجنبيةً لغير علة ؛ فيُفضي ذلك إلى المكروه والمُحَرَّم ، فقد أخرج البخاري (8) من حديث عبد الله بن مسعود - رضيَ اللهُ عنه - قال : قال رسول الله : (( لا تُباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها )) (9) .

وبالجُملة فلا يُطيع الزوجُ امرأتَه في معصية الله ، ولا تُطيع المرأةُ زوجَها في معصية الله ؛ وذلك حتى تدوم المودة فيما بينهما ، فالمودة نعمةٌ من الله - عز وجل - تُذهبها المعصية ، قال الله تعالى : ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ الشورى/30 .
وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنما الطاعة في المعروف )) .


______________________________

(1) البخاري مع ((الفتح)) (10/377) ، ومسلم (4/836) .

(2) الواشمة : هي التي تغرز إبرةً أو مسلة أو نحوهما في ظهر الكف أو المعصم أو الشفة أو غير ذلك من بدن المرأة حتى يسيل الدم ، ثم تحشو ذلك الموضع بالكُحل أو النُّورة فيخضر ، وقد يفعل ذلك بدارات ونقوش ، وقد تكثره وقد تقلله ، وفاعلة هذا واشمة ، قاله النووي رحمه الله .

(3) أما النامصة : فهي التي تنقش الحاجب حتى تُرقه ، والمتنمصة المعمول بها . قاله أبو داود ، ومن العلماء من أطلق ذلك على عموم شعر الوجه بالنسبة للمرأة .

(4) أما المتفلجات للحسن : فهن مفلجات الأسنان ، وهن اللواتي يبردن ما بين أسنانهن بالمبرد كي يبدو للناس أنهن صغيرات حسناوات . ( أما إذا كان التفلج لعِلَّةٍ طِبِّيَة - كأن تكون الأسنان تجرحها - فلا بأس ؛ لأن الحديث فيه والمتفلجات للحسن ... ) والله أعلم .

(5) أخرجه البخاري مع ((الفتح)) حديث (10/ 374) ، ومسلم (4/ 833) من حديث أسماء - رضي الله عنها - مرفوعًا .

(6) أخرجه البخاري (5025) ، ومسلم (ص 1677) .

(7) وهذا بمجموع طرقه صحيح .

(8) البخاري مع ((الفتح)) حديث (9/ 338) .

(9) قال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) : قال القابسي : هذا أصلٌ لمالك في سد الذرائع ، فإن الحكمة في هذا النهي ؛ خشية أن يعجب الزوج الوصف المذكور فيُفضي ذلك إلى تطليق الواصفة أو الافتتان بالموصوفة .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس