عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2012, 06:10 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

حُسنُ ظَنٍّ مع احتياطٍ وتَحَفُّظٍ

وينبغي أن يكون الزوجُ حَسنَ الظَّنِّ بزوجته ، وفي الوقت نفسه يتحفظ ويحتاط ويبتعد عن مُسبِّبات الفساد والمخالفات الشرعية .

أما حسن الظن بالزوجة فقد حَثَّ اللهُ - سُبحانه وتعالى - على ذلك بقوله : ﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا النور/12 .
وقال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا الحجرات/12 .

وقد قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إذا أطال أحدُكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً )) (1) .

أما التحفظ والاحتياط فلِمَا في (( الصحيحين )) من حديث عقبة بن عامر – رضيَ اللهُ عنه - أن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال : (( إياكم والدخول على النساء )) (2) , فقال رجلٌ من الأنصار : يا رسولَ الله , أفرأيت الحمو ؟ قال : (( الحَمْو الموت )) ، وأخرج البخاري ومسلم (3) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال : (( لا يخلون رجلٌ بامرأةٍ إلا مع ذي محرم )) ، ويتضح هذا الظن الحَسَن والاحتياط في قصة الفاضلة المؤمنة أسماء بنت عَمَيْس ، فقد أخرج مسلم (4) في (( صحيحه )) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن نفرًا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس ، فدخل أبو بكر الصديق (5) وهي تحته يومئذٍ فرآهم فكره ذلك ، فذكر ذلك لرسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وقال : لم أرََ إلَّا خيرًا , فقال رسولُ الله : (( إن الله قد برأها من ذلك )) , ثم قام رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - على المنبر فقال : (( لا يدخلن رجلٌ بعد يومي هذا على مُغيَّبةٍ إلَّا ومعه رجلٌ أو اثنان )) .

فرسولُ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - نفى السوء عن أسماء رضي الله عنها ، ومع ذلك سَنَّ لأُمَّتِهِ ما يحتاطون به ، ولا يدع للشيطان مجالاً للوسوسة ، فالشكوكُ والوساوسُ تُدَمِّرُ الأُسَر ، وتخربُ البيوت ، وتهدمُ العوائل , فلا يكونُ الرجلُ دائمَ الشَّكِّ في امرأتِهِ ، وفي نفس الوقت لا يتركُ لها الحبلَ على الغارِب ، تُدخِلُ مَن شاءت ، وتُخرِجُ مَن شاءت ، ويخلو بها مَن يشاء .


______________________________

(1) أخرجه البخاري حديث (5244) ، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما .

(2) أخرجه البخاري (5232) ، ومسلم (1711) .

(3) البخاري (5233) ، ومسلم (978) .

(4) أخرجه مسلم (4/ 16) .

(5) وقد تزوَّجها أبوبكرٍ – رضيَ اللهُ عنه - بعد مقتل زوجها جعفر رضيَ اللهُ عنه , وتزوَّجها علي – رضيَ اللهُ عنه - بعد موت أبي بكر .
ومِن اللطائف المتعلقة بأسماء بنت عميس رضي الله عنها ، ما أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (8/ 222) بإسنادٍ صحيح عن عامر الشعبي ، وصحَّحه ابن حجر عن الشعبي في ((الإصابة)) حديث (8/ 16) وعزاه إلى ابن السكن : (واللفظ من ((الطبقات))) من طريق زكريا بن أبي زائدة قال : سمعتُ عامرًا يقول : تزوَّج علي بن أبي طالب أسماء بنت عميس ؛ فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر ، فقال كل واحدٍ منهما :
أنا أكرمُ منك وأبي خيرٌ مِن أبيك ، فقال لها علي : اقضي بينهما يا أسماء ، قالت : ما رأيتُ شابًا مِن العرب خيرًا من جعفر ، ولا رأيتُ كهلاً خيرًا من أبي بكر ، فقال علي : ما تركتِ لنا شيئًا ، ولو قلتِ غيرَ الذي قلتِ لمَقَتُّكِ ، فقالت أسماء : إن ثلاثةً أنتَ أخسّهم لخيار .
قلتُ : ( الشعبي وإن كان لم يشهد القصة فهذا محمول على أنه تلقاها إما من أسماء أو من أحد أولادها ، والله أعلم ) .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس